عماد اليماني يكتب.. 30 يونيو.. مسيرة بناء وطن
تُعد ثورة 30 يونيو حدثًا فارقًا في تاريخ مصر الحديث، حيث مثلت انتفاضة شعبية ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين بعد عام من توليهم السلطة. وقد حظيت الثورة بدعم واسع من مختلف فئات الشعب المصري، الذين عبروا عن رفضهم لسياسات الجماعة وتطلعاتهم لبناء دولة ديمقراطية حديثة.
اقرأ أيضا: د. سيد عيسى يكتب.. 30 يونيو ثورة الشعب
شهدت مصر منذ ثورة 30 يونيو إنجازات متعددة على مختلف الأصعدة، فعلى الصعيد السياسي، نجحت الثورة في استعادة الاستقرار السياسي: تمكنت الثورة من إنهاء حالة الفوضى والانفلات الأمني التي سادت البلاد خلال حكم الإخوان المسلمين، وإعادة الاستقرار السياسي من خلال خارطة طريق تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، بالإضافة إلى تعزيز الديمقراطية، إذ حرصت الدولة المصرية على تعزيز الديمقراطية من خلال إصدار دستور جديد عام 2014 يضمن الحقوق والحريات، وتفعيل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، ومكافحة الإرهاب، حيث حققت مصر نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب، خاصة في شبه جزيرة سيناء، والقضاء على العديد من الجماعات المتطرفة.
وعلى الصعيد الاقتصادي تمكنت البلاد بفضل 30 يونيو من تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، حيث شهد الاقتصاد المصري تحسنًا ملحوظًا في مؤشرات الاقتصاد الكلي، مثل النمو والبطالة والتضخم، وذلك بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي تم تنفيذها، وتمكنت مصر من جذب استثمارات أجنبية جديدة في مختلف القطاعات، مما ساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات القومية لتطوير البنية التحتية، مثل الطرق والكباري والكهرباء والنقل.
على الصعيد الاجتماعي تمكنت الثورة من تحسين الخدمات الاجتماعية، حيث حرصت الدولة المصرية على تحسين الخدمات الاجتماعية، مثل التعليم والصحة والإسكان، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، وتم اتخاذ خطوات هامة لتمكين المرأة والشباب في مختلف المجالات، ودعم مشاركتهم في الحياة العامة، وعملت الدولة على تعزيز التسامح المجتمعي ونبذ ثقافة الكراهية والتطرف.
وباشرت البلاد مشاريع قومية عملاقة، مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، مما ساهم في تحسين البنية التحتية وجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، كما عملت على تحسين بيئة الاستثمار، إذ تم اتخاذ خطوات هامة لتحسين بيئة الاستثمار في مصر، مما أدى إلى زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية، وحرصت الدولة المصرية على دعم الابتكار وريادة الأعمال من خلال إنشاء العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، كما استعادت مصر مكانتها الدولية المرموقة من خلال علاقاتها القوية مع مختلف دول العالم، ومشاركتها الفاعلة في المنظمات الدولية والإقليمية.
وفي الذكرى الحادية عشرة لا يسعنا إلا أن نقول إن ثورة 30 يونيو هي ثورة شعبية عظيمة أحدثت تغييرًا إيجابيًا في مصر على مختلف الأصعدة، ولا يزال الشعب المصري وقيادته قادرين على تحقيق كل مطالب هذه الثورة وشعاراتها.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب