إشتيوي الجدي يكتب.. وقفوهم إنهم مسؤولون!

إن قرار مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بشأن تخفيض قيمة الدينار الليبي، الذي جرى تقديمه كإجراء تصحيحي لمواجهة العجز المالي، لا يعدو كونه محاولة لإلقاء عبء الأزمة على الشعب الليبي، بدلًا من تحميل المسؤولين عن السياسات النقدية والمالية والإقتصادية الفاشلة تبعات إخفاقاتهم.
اقرأ أيضا: حامد محمود يكتب.. إستراتيجية ايران فى سوريا الجديدة رهان على الميلشيات ام على تناقضات الداخل
فالمسؤولية أمانة، وعدم تأديتها والقيام بها حق القيام خيانة. وليبيا كغيرها من الدول لها قوانينها، فحماية الدينار الليبي والحفاظ على قوة قيمته مقابل العملات الأجنبية لا يقل أهمية عن حماية الإستقلال والسيادة الوطنية من براثن الهيمنة الأجنبية، لكن يكمن الخلل في عدم محاسبة المسؤولين بعد اكتشاف إخلالهم بمقتضيات مسؤولياتهم بالرغم من وجود النصوص القانونية التي تربط المسؤوليات بالمحاسبة.
ومما ينبغي التأكيد عليه أن أخطر الأزمات التي تعيشها ليبيا اليوم راجعة لغياب الحس بالمسؤولية، وعدم تحمل عبء المسؤولية على الوجه المطلوب، وانعدام المساءلة والمحاسبة.
والحالة هذه، فالقوى الوطنية الليبية، وان عجزت فيما مضى عن ردع الهيمنة السياسية والعسكرية الأجنبية بسبب رضوخ القائمين على سلطات الأمر الواقع في ليبيا لإرادة حكومات الدول الأجنبية، يتوجب عليها أن لا تستكين، أو تسكت على ما جرى ويجري تمريره من سياسات نقدية ومالية واقتصادية عبثية والتي تمظهرت في اهدار المال العام وإشاعة الفساد والتوسع في إنفاق المال بالنقد الأجنبي من أجل الاستهلاك. مما أدى إلى استنزاف احتياطي النقد الأجنبي ومن تم إلى خفض قيمة الدينار الليبي، وقد يتسبب لاحقاً في انهيار مالي واقتصادي كارثي.
وكي لا تحل الكارثة بليبيا فلا بد من رفع الصوت وتعبئة الجماهير الشعبية بما يكفل تسيير المظاهرات الاحتجاجية السلمية أمام مقرات الجهات الرسمية ذات العلاقة ابتداءاً من مصرف ليبيا المركزي، و مجلسي الوزراء ، ومجلسي النواب والدولة، ومروراً بديوان المحاسبة، وهيئة الرقابة الإدارية، وهيئة مكافحة الفساد، وانتهاءاً بمكتب النائب العام، والمجلس الأعلى للقضاء. حتى يتحلى الجميع بمسؤولياته ويتوقف هدر المال العام، ويتوقف تآكل الاحتياطي النقدي الأجنبي، ويتوقف المصرف المركزي عن خفض قيمة الدينار الليبي.
وإلا إذا أستمر الوضع الراهن على ما هو عليه فإن دولة ليبيا سترتهن إلى صندوق النقد والبنك الدوليين.
افهموها واغتنموا اللحظة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب