ناصر سعيد يكتب.. «مقاربة الأمر الواقع»
الكاتب رئيس تحرير جريدة الموقف الليبي.. خاص منصة «العرب 2030» الرقمية
ناصر سعيد المبداء
يقول الفيلسوف رجب أبو دبوس“ كم هو رائع الموت من أجل المبدأ.. ولكن الأروع والأصعب أن تعيش المبدأ”.
العقائد والقيم والمبادئ وما تنتجه من مواقف ورؤى وأفكار ومشروعات إنسانية تؤسس للحرية والاستقلال والكرامة والسيادة والمواطنة والتحرر الوطني من التبعية والخنوع بعيدا عن الاستغلال والاضطهاد والعسف والجور والاحتكار.. لذلك تجد الذين يؤمنون ويتمسكون بتلك المبادئ قلة، هم فقط العقائديون الثوريون المخلصون في أفكارهم وقناعاتهم التي يؤمنون بها، ويواجهون المواقف الصعبة ويتخذون القرارات الجريئة مهما كلف الأمر، وإن كان على حساب حياتهم وما يملكون فستجدهم يضحون دون مواربة، فالمبادئ لا تحتمل الخذلان والبيع والشراء في سوق السياسة والسلطة والاقتصاد.
لهذا، وبدون مبالغة، تجد أن الإيمان فقط بالفكر أو بالمشروع الوطني والتحرري على أي مستوى بعيدا عن فكرة الولاء للشخص الفرد أياً كان وأنه الحل، هم فقط مع المشروع الذي يحفظ سيادة الوطن وكرامة الشعب، ذلك الإيمان الثوري العقائدي صنع منهم قواعد صلبة لحمل المشروع رسالة وهوية ومستقبلا منشودا يستحق الكفاح والتضحية، وإن مارسوا اللعبة السياسية فستكون هويتهم حاضرة دون تلون، ودون خجل أو وجل.
لقد تحملت ليبيا وزر أمانة القومية العربية.. كافحت وواجهت معارك طيلة أربعة عقود من نصرة قضايا الأمة العادلة في الحرية والتحرر والوحدة، وظل مشروعا حيا تكونت له رؤية وحاضنة بقاعدة شعبية واسعة انطلقت من مبدأ حرية الشعب وسيادة الوطن برؤى صاغت حلولا سياسية حسمت الصراع على السلطة، وأسست للاشتراكية والعدالة والمساواة، لا يمكن اليوم التنكر لها أو وضعها في ميزان المساومات السياسية والسباقات الانتخابية أو الاستخفاف بها واعتبارها نقيصة يشار إليها بالماضي وعدم الإيمان بها، وهذه ليست مراجعات بل مغامرات لحسابات ضيقة نفعية على حساب المبادئ، تسقط ما بين أيديهم الهوية وربما أي حجة للبقاء في المشهد إلا الشكل القبيح الذى تحتفظ به الأدوات المتصارعة داخل اللعبة السياسية، ويصبح الأمر مسارا كلاسيكيا، لا لون ولا طعم ولا رائحة له، ربما لو ذهب بعضهم نحو التجديد والتطوير قد يكون مقنعا، وربما يحالفه الحظ في طرحه إذا تميز بالصدق، وفرص النجاح أفضل من القطيعة والتنكر لما تؤمن واعتباره ماضيا ولن يعاد حتى في صورة نسخة كربونية.
أمام هذا التراجع وأمام تلك الصراعات داخل الحلبة تجد أن رفع الشعارات الوطنية والقول بأن السيادة للشعب ما هي إلا لعبة سياسية ستنتهي بها تلك السيادة حالما يعطي الشعب أصواته ثمنا إيذانا بالتفريط في إرادة ليمنح حق السيادة عليه ويعود للعبودية بمعنى “سيادة الشعب في أصواته” شعار كل مترشح.
هذا الأمر الواقع الذي يسرق السلطة في وضح النهار، المواجهة معه تتطلب أسلوبا آخر تقوده القوى الوطنية، سلاحه الوعي والمعرفة والجرأة على تغييره.
بعد ان تناولنا موضوع ناصر سعيد المبداء. يمكنك قراءة ايضا
المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب .. لا سنة ولا شيعة بل إسلام وشريعة
ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك