رأي

ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب.. في ذكرى رحيل ملك الموسيقى معجزة التلحين بليغ حمدي

الكاتب مدير مركز العرب في فلسطين

ثلاثون عامًا مرت على رحيل عبقري الموسيقى العربية وأيقونة الابداع في عالم التلحين والغناء “بليغ حمدي” ، الذي خلال مسيرة حياته الفنية صنع لنفسه اسمًا ومكانًة ، ليصبح هذ الاسم رمزًا ومدرسة منفردة ومميزة في عالم الفن والتلحين.

بليغ حمدي ملك الموسيقى العربية ،الذي أسقى العطشى ألحانًا تروي ظمأ كافة العاشقين والمستمعين ، ليغنوا مع ألحان بليغ ترنيم الحياة بحلوها ومرها ضمن معزوفة خالدة باقية على مر السنين.

استطاع الانسان بليغ بكافة ألحانه أن يصل إلى قلوب الملايين ، ضمن هوية فنية عجز عن مواكبتها أو حتى تقليدها الكثير من الملحنين ، لأن بليغ حمدي امتلك القدرات والفروقات في الموهبة والاحساس ، الذي جسدها لحنًا اسطوريًا خالدًا لتصل لكافة الناس ، لأنه امتلك العمق في صناعة تأليف الألحان ، وكأنها الطير المسافر الذي يشذو ويغرد في كل مكان وزمان.

يعتبر العبقري بليغ حمدي المعجزة بحد ذاتها ، التي لن تتكرر في أي شخصية أخرى، لأنه امتلك الاحساس والأنفاس معًا لكل من يستمع لألحانه ، فلهذا كان وسيبقى ورغم رحيله وغيابه سلطان لحنه وزمانه المتجدد فينا ليومنا هذا ، والمالك لمفاتيح الألحان والفن حاضًرا ومستقبلًا.

بليغ حمدي صاحب الألحان الخالدة، التي تَبعث في الروح الانعتاق والانفكاك من الانحباس، لتسافر الأنفاس لعالم الشعور والاحساس، الهائم في عشق الفن الأصيل والجميل، الذي يسافر في العاشق الانسان عبر نهر النيل، المشتاق لواحة خضراء ربيعها الدائم ترانيم من الموسيقى والألحان، تعانق شوق الحنين للمكان والزمان، في رحاب الذكريان والنسيان ، لتستمد من عبق تراتيل ألحانها الحنين للماضي المرتبط بالحاضر والواثق في المستقبل.

بليغ حمدي عالم الفكرة والانسان في واحة الموسيقى والألحان، لأنه صاحب الأنامل التي تعزف بإحساس الملك المتربع على عرش اللغة الموسيقية ، التي يمكن وصفها أنها الطاقة الشمسية ،التي تعطى الروح دفئًا مستدام، القاهر لبرودة الجسد كلما طال به السفر مع خريف الأيام ، لأنها الألحان المستمدة من رحيق الزهور في فصل الربيع، لتنثره وردًا وعطرًا على كافة الفصول ، لأن بليغ وشذو ألحانه بمثابة الفصل الخامس من فصول السنة ، التي تُزَين بعذب الألحان أروقة المكان وحكاية الزمان المسافرة مع صهيل الأيام، التي تشذو بها طيور البلابل والحمام لحن الخلود الممزوج بالآلام والأحلام والآمال.
إلى روح بليغ حمدي، روح المعجزة والابداع وردة وسلام.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى