في الثاني من ديسمبر من كل عام، تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بذكرى الاتحاد الذي أرسى دعائم الدولة الحديثة قبل 53 عامًا. هذا اليوم الوطني يمثل محطة فارقة في تاريخ الدولة، حيث أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع إخوانه حكام الإمارات، عن تأسيس اتحاد يضم سبع إمارات تحت راية واحدة، ليبدأ مسيرة من الإنجازات والازدهار.
الاتحاد في الإمارات ليس مجرد اتفاق سياسي أو إداري، بل هو رؤية شاملة ترتكز على القيم المشتركة من التلاحم والتكاتف، وهو أساس التنمية التي جعلت الإمارات نموذجًا عالميًا يحتذى به. الاتحاد عزز الهوية الوطنية ورسّخ مفهوم المواطنة الحقيقية، حيث يعيش المواطنون والمقيمون في كنف مجتمع ينعم بالأمن والاستقرار والتسامح.
الأسس التي قام عليها الاتحاد تعكس رؤية استشرافية للمستقبل، فقد أدرك القادة المؤسسون أن الوحدة هي الطريق الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة. ومنذ البداية، ركز الاتحاد على تمكين الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للوطن، فشهدت الإمارات تطورًا في مختلف المجالات؛ مثل التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا، مما أسهم في بناء دولة عصرية ذات مكانة مرموقة على الساحتين الإقليمية والدولية.
اليوم، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات، تستمر مسيرة الاتحاد بروح متجددة، حيث تتبنى الدولة استراتيجيات طموحة لتحقيق الاستدامة والابتكار، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للأعمال والتكنولوجيا. وتعد استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) دليلًا على التزامها بدورها القيادي في القضايا العالمية.
الاحتفال باليوم الوطني ليس فقط استذكارًا للماضي، بل هو أيضًا فرصة لتعزيز الانتماء الوطني ومواصلة العمل لتحقيق رؤية الإمارات 2071، التي تهدف إلى جعل الإمارات واحدة من أفضل دول العالم.
في الختام، يمثل مفهوم الاتحاد في الإمارات قوة تجمع بين التراث والحداثة، وبين الطموح والواقع. هو مثال على كيف يمكن للوحدة أن تكون أساسًا للنهضة، وكيف يمكن للرؤية المشتركة أن تصنع المعجزات. وبهذه المناسبة، يجدد شعب الإمارات العهد على مواصلة السير على نهج الآباء المؤسسين، نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
كل عام والإمارات بخير، والاتحاد أقوى!
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب