مدير مركز العرب بفلسطين: نتطلع لجهود مصر بعين التفاؤل والأمل لإنجاز صفقة تبادل توقف التصعيد الإسرائيلي وتوسيع العملية العسكرية

قال الكاتب الصحفي، ثائر نوفل أبو عطيوى، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين إن التصريحات الصادرة عن نتنياهو ووزراء حكومته والقادة العسكريين، تعطي مؤشرات واضحة حول نية التصعيد العسكري على قطاع غزة، من خلال توسيع العملية العسكرية وإجبار أهالي القطاع للنزوح جنوبا، والتحكم في توزيع المساعدات الإنسانية، والإغاثية عبر شركات أمريكية.
وأضاف قائلا : الأمر الذي سيضع سكان القطاع أمام سيناريو هو الأصعب منذ اندلاع الحرب، من خلال احتلال قطاع غزة بشكل شبه كامل، والبقاء فيه لمدة زمنية لم تحدد، بل مرتبطة بإنجاز المهمة العسكرية في خطة توسيع الحرب، وهذا ما بات واضحا من خلال إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن استدعاء ما يقارب 60 ألف جندي من الاحتياط لتنفيذ العملية العسكرية وتعزيزها على أرض الميدان.
وتابع “أبو عطيوى” : ” تأتي هذه التصريحات الإعلامية والسياسية الصادرة على لسان حكومة نتنياهو، في ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل والمستمر وسط ظروف إنسانية مأساوية للغاية يعيشها سكان القطاع، لانعدام الغذاء والدواء، وتشديد الحصار وعدم دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لأكثر من شهرين على التوالي، الأمر الذي جعل قطاع غزة يعيش حاليا وسط مجاعة حقيقية”.
وأوضح أنه بالنسبة لمفاوضات صفقة التبادل وفي ظل نية توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدول الخليج في الثالث عشر من مايو – أيار الحالي، فإنها تسير بشكل بطيء للغاية، وهذا يعطي مؤشرات بأنها باتت شبه متوقفة بسبب عدم وصول طرفي العلاقة حماس وإسرائيل إلى قواسم تفاوضية مشتركة، من الممكن أن تقود لإنجاز حقيقي وفعلي لدعم مفاوضات صفقة التبادل، والتوصل إلى تثبيت هدنة إنسانية مؤقتة تجعل الأمور تميل إلى عدم توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية.
وقال” أبو عطيوي ” إن برغم صعوبة الموقف والتقييم بإنجاز صفقة تبادل قريبة قبل زيارة ترامب للمنطقة، فإنه من الممكن أيضا أن تكون هناك خلال أيام قليلة مقبلة حديث عن التوصل لصفقة تبادل، وهذا ما ترغب به الإدارة الأمريكية حسب تصريحات مبعوثها للشرق الأوسط، من أجل نجاح زيارة ترامب للسعودية والإمارات وقطر، حيث من الطبيعي أن الزيارة عندما تكون في أجواء التوصل لصفقة تبادل تحقق مكاسبها.
وأكد “أبو عطيوي” أن الأيام القليلة القادمة هي الرهان الحقيقي للفرصة الأخيرة على تحقيق إنجاز على مستوى المفاوضات، وهذا إن لم يحدث قبل زيارة ترامب للمنطقة فإن الأوضاع ستكون ذاهبة للتصعيد وتوسيع العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذي لن يتوقف على عملية التصعيد والتوسيع معا، بل سوف تتطور الأمور إلى التهجير الطوعي أو القسري لسكان القطاع، حيث سيتم تجميعهم في جنوب غزة حسب ما أعلنت عنه حكومة الاحتلال في خطة التوسيع.
وشدد على أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تتحمل المزيد من عملية التصعيد وتوسيع العملية العسكرية واحتلال شبه كامل، ما يؤكد بأن الفرصة الأخيرة قد تكون عبر تكثيف جهود المفاوضات والإعلان عن التوصل لاتفاق وهدنة إنسانية مؤقتة، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهذا متعلق بطرفي العلاقة حماس وإسرائيل وإحداث اختراق حقيقي في إيجاد حلول عاجلة وسريعة تضمن تعزيز فرص نجاح المفاوضات من أجل مصلحة الجميع.
وأكد ” أبو عطيوي ” أنه وفي ظل جهود الوسطاء المكوكية بالمفاوضات والتي لجمهورية مصر العربية الشقيقة مشكورة الدور الأهم والأبرز ، من أجل انجاز صفقة تبادل قريبة جدا ، ترفع شبح الموت جوعا وقصفا التصعيد الإسرائيلي القادم بسبب التهديدات بتوسيع العملية العسكرية على القطاع ، لا بد من الدعم العربي الموحد والكامل وكذلك العالمي لتلك الجهود من أجل الوصول لصفقة تبادل تضمن وقف الحرب بشكل نهائي ودائم على قطاع غزة.