رأي

محمود علي هندي يكتب.. الحياة بعد التخرج بين الواقع والمآمول؟

قد يبدو مقالي موجه لهؤلاء الذين تمكنوا من إتمام الدراسة الجامعية ، ولكن في الحقيقة ان المستهدف به هو الطالب الجامعي الذي ما زال في مرحلة الدراسة ، حيث سيتضمن الإجابة الوافية على سؤال الكثير من الطلاب “ماذا بعد التخرج؟

الجميع يحلم بالتخرج وانتهاء الدراسة والامتحانات والعمل والحصول علي المال ويظن انه اكبر همومه هو انه ما زال دارسا بالجامعة ويقسم انه منذ ان يتخرج سيصل الي درجات مرموقة بالمجتمع وسيكون افضل مما كان قبله وانه سوف يحقق ما لا يستطيع غيره تحقيقه !

ولكن مهلا يا صديقي دعنا نتوقف قليلا لكي ندرك الواقع الحقيقي ونتسآل هل انت جاهز بقدرا كافي للدخول والخوض في سوق العمل ؟ بطريقة اخري هل لديك المهارات المطلوبة للوظيفة المرموقة التي ستجني منها الراتب الذي تحلم به ؟ دعني اجيب بدلا عنك يا صديقي باجابة واحدة وهي ( لا ) انت لا تملك سوي شهادة جامعية و شهادة من التجنيد ليس الا وان كان البعض يذهب للبحث علي العمل قبل الحصول علي شهادة التجنيد ويتجه عاجلا الي جهات العمل لكي يتقدم بسيرة ذاتية فارغة لا تحتوي سوي علي بيانات شخصية ومهارات غير حقيقية ولا يوجد بها اي خبرات او دورات تدريبة اذا دعني يا صديقي اتوجه اليك بتسائلا هاما ما الدافع لقبولك لدي بالعمل وما الذي ستقدمه لجهة العمل ؟ وما الدافع الذي يجعلني اعطيك الذي تحلم به من المال ؟ وما هي خطتك للآرتقاء بالعمل ؟ الاجابة بالنفي لا شئ وهنا نعود الي المقولة الشهيرة ( الاحلام باريسية والواقع صومالي ) خاصة حينما تكتشف ان ما درست غير مرتبط بشكل او بآخر بمتطلبات سوق العمل .

تتعدد مسارات الطالب في مرحلة التخرج بعد انتهاء الدراسة الجامعية، فالبعض يظن أن أفضل الخيارات قد تتمثل في استكمال الدراسات العليا، في حين يتجه آخرون للبحث عن فرصة عمل، وآخرون يتملك منهم شعور باليأس ناتج عن الأحوال التي تمر بها البلاد خاصة في الدول العربية ؛ مما يجعلهم يفقدون الثقة في قدراتهم، ويستسلمون للأمر الواقع دون وجود أي أمل في التغيير او البحث عن الافضل والسعي نحو فرصة عمل
الكثير من الاصدقاء كنت اتسئل ماذا تريدوا بعد التخرج كانت الاجابات متعددة منهم من يقول العمل في مكان ما مرموقا والبعض يجيب في شركة عالمية والبعض يريد الهجرة والعامل في بعض الدول الاوربية وحينما اطرح عليهم السؤال التالي وماذا اعددتم لكي يتم قبولكم في تلك الجهات كانت الاجابة لا شئ ! ! ! الجميع يريد جني المال بشتي الطرق الجميع يريد الوصول دون تعب .

اصدقائي وشباب المستقبل الواقع الذي نعيشه تغير كثيرا عن ما عاصره الاباء والاجداد فكان في عصرهم من يجيد القرءاة والكتابة كانت كافية لعمله ووجود اكثر من فرصه لهم بالقطاع العام والقطاع الخاص ولكن في عصرنا الحالي عصر التحول الرقمي والبرجمة والعولمة اختلف الوضع كثيرا عما سبق واحتياجات سوق العمل اختلفت بشكلا كبير واصبحنا نسمع عن فرص عمل لم نسمع بها من قبل واصبحنا نجد وظائف كثيرا لا توجد واصبحت التنكولوجيا تحل محل الافراد العاديين الي ان وصل الامر ان هناك بعض الشركات اصبحت تستخدم الريبورت يقوم بالعمل بديلا عن الانسان .
أين انت يا مسكين من ذلك التطور والتغيير ؟!؟ هل ما زلت متقين بأن شهادتك الجامعية كفيلة لتحقيق احلامك ؟ او حصولك علي فرصة عمل مرموقة ؟ الاجابة بالطبع لا .

واخيرا يصديقي ساتوجه اليك ببعض النصائح ان اتبعتها ستكون معيارا فارقا في حياتك بعد التخرج حتي لا تشقي كثيرا :

عليك اولا : ان تقم بتقوية مستوى اتقانك للغة الإنجليزية:
وذلك في حال عدم تمكنك من اللغة الإنجليزية بشكل كافي يرجي استغلال تلك المرحلة في اتقانها، وذلك لما لها من أهمية اليوم سواء في العمل أو الدراسة، ويُمكنك استخدام الانترنت والتعلم اونلاين بسهولة واختيار أفضل قنوات مراكز اللغة ومن أهم الدورات المعتمدة دوليا الأيلتس والتويفل

ثانيا : تعلم الفكر الريادي (Entrepreneurship). ازاي تفكر طول الوقت في تحسين كل حاجة حواليك ازاي تكون مبتكر ، فكر في مشاريع صغيرة وابدء فيها مع زمايلك اتعلم ازاي تقدر تحول أفكارك بسرعة لمشروعات على أرض الواقع وماتعشيش في الاحلام. حتي لو فشلت مش مشكلة حاول مرة واتنين وتلاتة لحد متنجح ويبقا مشروع كبير وناجح مفيش حد اتولد لقي نفسه مليونير او بيزنس كبير الجميع ابتدء زيك وتذكر دائما كل ما هتكون صعب على نفسك .. الحياة هتكون سهلة عليك .. وكل ما هتكون سهل على نفسك .. الحياة هتكون صعبة عليك. وخليك عاقل ومتزن في كل شيء في حياتك…إلا تطوير نفسك…خليك مجنون وذو شراهة مخيفة للعلم…وستحصل على عشر أضعاف مجهودك ووقتك وفلوسك وليس معنى ان شخص ما سلك طريق وحقق نجاحا في انك تسلك نفس الطريق عشان تنجح زيه..دور على طريقك..طريقك زي بصمة صباعك..فريد لم ولن يتكرر و وحينما تسمع رأي الناس فيك..خد الإيجابي منه .. واعمل mute للسلبي المحبط في . لإن الأخير هو الأغلب وخصوصا لو من أقرب المقربين منك.
خصص يومين بالكتير للمذاكرة خلال الأسبوع..وبقية الأيام قضيها في تطوير نفسك بالتدريب والاحتكاك والأنشطة الجديدة..هو ده اللي هيصنع مستقبك…لكن شهادتك لا تعدو ورقة رسمية هتستخدمها في الإجراءات فقط.

ثالثا : اتعلم دايما يكون عندك رؤية وهدف واضحين واتعلم ازاي تكون صاحب قرار وازاي تعرف تخطط للمستقبل وازاي تشيل مسئولية كبيرة وازاي يكون عندك فن أدارة الازمات و تذكر ان العلم وسيلة والشهادة قد تكون دليل على جودة العملية التعليمية ولكنها ليس دائماً دليل على جودة صاحب الشهادة ومش هدف في حد ذاتها فيه ناس بتقعد تتعلم طول عمرها خوفاً من مواجهة الحياة العملية.

رابعا : ابحث عن فرصة عمل: خلال القيام بكافة الخطوات السابق ذكرها؛ لا يمكنك ان تظل هكذا بلا عمل، بل لابد أن تقوم بالبحث الجاد عن فرصة عمل مميزة تكافئ ما لديك من مهارات وما تستطيع تقديمه من قدرات، وفي حال توفر فرصة عمل معينة حتي وان بسيطة؛ لا تقم برفضها بل اقبل بها لحين وجود الافضل بل يمكنك اعتبار تلك الفترة فترة تدريبية لثقل خبراتك ومهاراتك واختبار قدراتك في ذلك المجال، حتى في حالة عدم توافق مواصفاتها مع ما تحلم إليه، فاعتبارها فترة تدريبية أفضل بكثير من كونها فرصة عمل حقيقية.لا تترك نفسك للكسل والنوم الكثير والخروج مع اصدقاء السوء والسهر لمنتصف الليل كل هذا من عمرك .
خامسا : تعلم البرمجة وانشاء المواقع وادارة الصفحات والتجارة الالكترونية والماركتنج والفوتوشوب والمهارات الاساسية للحاسب الآلي حيث لا يوجد جهة عمل لا تحتاج الي هذا النوع من الموظفين .

وتذكر دائما انك لابد ان تضع اكثر من خطة لك بعد التخرج وان تسعي كل يوم وان فشلت خطة الحقها بالبديلة ولا تعلق امرك بغير الله وسعيك وتلك هي الحياة يصديقي ان تعبت فيها صغيرا ستكون في راحة كبيرا وتذكر ان كل لحظة هتمضي من حياتك مع شخص عظيم ستجعلك تندم على كل يوم ضيعته مع شخص تافه اذن اختر رفقاء الرحلة بدقة شديدة لان طباعهم سوف تطغي عليك بدون ما تشعر والحديث لم ينتهي بعد .

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى