ليبيا في أسبوع.. الحكومة الموحدة شرط البرلمان لإجراء الانتخابات والبعثة الأممية تدعو القادة للتوافق
لا يزال الجمود السياسي يسيطر على الأوضاع في ليبيا في ظل تصاعد التوترات بين الأجسام المسلحة في المنطقة الغربية، حيث شهدت الأيام الماضية تحركات واسعة للمجموعات المسلحة والتي تسببت في مقتل 10 أشخاص في طرابلس خلال الأيام الماضية وسط مطالبات بالتحقيق.
رئيس مجلس النواب: الانتخابات هي الحل الوحيد للأزمة والمجتمع الدولي مقتنع بضرورة تشكيل حكومة موحدة
قال رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح إن الشعب الليبي يطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يؤيد هذا الاتجاه.
وأضاف خلال لقاء تلفزيوني مع قناة المستقبل إن حلّ الأزمة القائمة يتمثل في إجراء الانتخابات، والذي سينهي حالة الانقسام ويضمن توحيد السلطة في البلاد.
وثمن دور أعضاء مجلس الدولة لتجاوبهم وفهمهم للمرحلة الخطِرة التي تمر بها البلاد، مؤكدا أنه لا مانع من الحوار مع الجميع ، وأن نقطة الاعتراض تتمثل في أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة سُحبت منه الثقة ولا يمكن الجلوس معه بصفته رئيسا لمجلس الوزراء.
وأكد صالح أن إنهاء الأزمة يتحقق بتشكيل حكومة واحدة تكون مهمتها محدّدة في زمن محدّد، لافتا إلى أنه أجري عدة لقاءات خلال الفترة الاخيرة، وسيكون هناك زيارات إلى بعض الدول خلال الأيام القادمة.
وأكد أن المجتمع الدولي اقتنع بضرورة تشكيل حكومة واحدة تقود إلى الانتخابات، كما أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات جاهزة لإجراء الانتخابات ولكن في وجود حكومة واحدة.
وأشار إلى أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي متفهم لصحة القوانين الانتخابية، ولضرورة تشكيل حكومة واحدة والحوار الآن يدور حول آلية تشكيل الحكومة.
وقال إن تأخير إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة واحدة يشكل خطرا على وحدة البلاد، مؤكدا أن كارثة الفيضانات أظهرت حقيقة الشعب الليبي الذي يمثل نسيجا واحدا.
ونوه إلى أن محافظ المصرف المركزي طالب بفرض ضريبة على النقد الأجنبي بشكل مؤقت لضمان استقرار سعر الصرف، وأن لجنة المالية بمجلس النواب وافقت على المقترح، وسيصدر القرار مع إمكانية تعديله في أي وقت.
وشدد رئيس مجلس النواب على أن مكافحة الفساد لا يكون إلا بحكومة واحدة وتفعيل المؤسسات الرقابية.
المبعوث الأممي يدعو البرلمان الليبي إلى تسوية سياسية تفضي للانتخابات
حث مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، البرلمان الليبي على تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية تفضي لانتخابات في البلاد.
وذكر باتيلي في حسابه على منصة “إكس” أنه أجرى، الأربعاء، اتصالا هاتفيا مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في إطار المشاورات الرامية للتوصل إلى تلك التسوية. وقال: “تبادلنا وجهات النظر حول الوضع الحالي للعملية السياسية، وجددت دعوتي لمجلس النواب إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سياسية”، نقلا عن وكالة أنباء “العالم العربي”.
وأضاف أنه تم الاتفاق على مواصلة المشاورات للدفع نحو تسوية سياسية تفضي إلى إجراء الانتخابات وضمان وحدة ليبيا ووصولها إلى استقرار وسلام مستدامين.
هذا ويواجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أسوأ فترة في حكمه منذ تعيينه، بعد ارتفاع واتساع الأصوات المطالبة بتشكيل حكومة جديدة موحدة في ليبيا لتغيير الوضع الراهن، مدفوعة بتدهور الحالة المالية والمعيشية والأمنية للبلاد.
وفي هذا السياق، أبدت واشنطن انفتاحا على تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، حيث أكد المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند خلال اجتماعه مع الدبيبة، مساء الثلاثاء، أهمية تشكيل حكومة تصريف أعمال بمشاركة جميع الفاعلين الليبيين في العملية السياسية التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لإزاحة ما تبقى من عوائق أمام الانتخابات.
مبعوث أميركا: يجب أن يعرف الليبيون كيف تنفق ثروة بلادهم
أكد المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أن بلاده تدعم الجهود الليبية “لتوحيد المؤسسات الأمنية والحفاظ على سيادة البلاد والتوصل إلى توافق وطني حول سياسات اقتصادية وسياسات ميزانية شفافة ومستدامة”، داعيا إلى ضرورة أن يعرف الليبيون كيف تنفق ثروة بلادهم.
جاء ذلك خلال لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحمد الدبيبة في طرابلس، يرافقه القائم بالأعمال الأميركي في ليبيا جيريمي برنت.
وقالت السفارة الأميركية في طرابلس على حسابها الرسمي على منصة إكس، إن نورلاند أكد ضرورة إزالة العوائق المتبقية أمام إجراء الانتخابات ومنها تشكيل حكومة تصريف أعمال.
“ضرورة وجود ميزانية موحدة”
وفي وقت لاحق، التقى المبعوث الأميركي مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق عمر الكبير.
وقالت السفارة الأميركية على حسابها على منصة “إكس” إن نورلاند والكبير اتفقا على ضرورة وجود “ميزانية موحدة لإضفاء الشفافية والمساءلة على الإنفاق العام” في ليبيا.
“حماية العملة من مزيد من التدهور”
وأضاف نورلاند أن مثل هذه الخطوة تساعد البنك المركزي على حماية قيمة الدينار من مزيد التدهور في السوق الموازية، خاصة في ضوء التقارير التي تفيد بأن العملة المزيفة المستوردة يتم استخدامها لشراء الدولار واليورو.
كما أضاف “يجب أن يعرف الليبيون كيف يتم إنفاق ثروة بلادهم”.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب