ليبيا في أسبوع.. اتفاق لإنهاء أزمة المصرف المركزي وانفلات سعر الدولار يهدد بأزمة غذاء
نشرة أسبوعية تهتم بأخبار ليبيا.. تأتيكم كل سبت برعاية مركز العرب
لا يزال الجمود السياسي يسيطر على الأوضاع في ليبيا في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد، وعلى الرغم من تكرار الاجتماعات والمبادرات لإنهاء الانقسام السياسي في البلاد، إلا أن التعقيدات لا تزال تسيطر على المشهد، وفي هذا التقرير الأسبوع نطالع أهم الأخبار في ليبيا كل سبت.
اقرأ أيضا: ليبيا في أسبوع.. تفكيك شبكة عصابات نيجيرية ورئيس البرلمان يحذر من انهيار الدينار الليبي
“اتفاق مبدئي” ينهي أزمة المصرف المركزي في ليبيا
أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التوصل إلى تسوية بين الأطراف الليبيين لمعالجة أزمة إدارة المصرف المركزي الذي يشهد تنازعا على السلطة منذ أكثر من شهر.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة في بيان مساء الأربعاء: “في ختام جولة جديدة من المشاورات لمعالجة أزمة المصرف المركزي في ليبيا، توصل ممثلا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى تسوية بشأن تعيين قيادة جديدة للمصرف”.
واوضحت أن الطرفين “وقعا بالأحرف الأولى على اتفاق بشأن الإجراءات والمعايير والجداول الزمنية لتعيين محافظ ونائبه ومجلس إدارة لمصرف ليبيا المركزي”.
ومن المقرر توقيع الاتفاق الخميس في حضور ممثلين للمجتمع الدولي.
وبدأت أزمة المصرف المركزي بعد قيام المجلس الرئاسي للدولة منتصف الشهر الماضي بإصدار قرار بإعفاء المحافظ السابق للمصرف الصديق الكبير من مهماته، على خلفية اعتراضات وتحفظات عن طريقة إدارته.
وعلى الأثر، أغلق المصرف أبوابه عقب تهديد تعرض له عدد من مسؤوليه واختطاف أحدهم من قبل مجموعة مسلحة.
ورفضت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول غربية ما وصفته بـ”قرار أحادي” من طرف المجلس الرئاسي لتغيير مجلس إدارة المصرف وتعيين مجلس إدارة موقت برئاسة عبد الفتاح غفار، باعتبار أنه يضر بسمعة ليبيا المالية.
كما عمدت سلطات شرق ليبيا إلى وقف إنتاج النفط وتصديره احتجاجا على قيام السلطات في طرابلس (غرب) بالسيطرة على مقر المصرف المعني بإدارة عائدات النفط.
ويشرف المركزي الليبي على إدارة إيرادات النفط وموازنة الدولة وتوزيعها بين المناطق المختلفة.
تعاني ليبيا انقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتدير شؤون البلاد حكومتان الأولى في طرابلس معترف بها دوليا وانتهت ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان.
11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط… وإخراج «المرتزقة»
حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل على استئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس»، مرحبة بحل أزمة المصرف المركزي، ودعت إلى إخراج «المرتزقة».
وغداة توقيع مجلسي النواب و«الدولة» على اتفاق رعته الأمم المتحدة، يضع حداً للصراع على «المركزي»، رحبت 11 دولة في بيان بـ«التقدم الذي أحرزته البعثة الأممية في تمكين الأطراف الليبية من التوصل إلى حل وسط، بشأن تعيين قيادة جديدة للمصرف».
وصدر البيان عن حكومتي أميركا وإيطاليا، عقب اجتماع لكبار المسؤولين بمبادرة من روما وواشنطن، ومشاركة الجزائر ومصر وفرنسا وألمانيا والمغرب، وقطر وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة وأميركا، على هامش أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى لمناقشة العملية السياسية الليبية.
وعدّت هذه الدول الاتفاق في بيان، نقلته وكالة «أكي» الإيطالية، «خطوة حاسمة لمعالجة التداعيات السلبية للأزمة الأخيرة على الاقتصاد الوطني»، كما تطرقت إلى ملف النفط وموارده، التي تقول إنها «تعود بالنفع على جميع الليبيين»، داعية إلى ضمان إدارة عائداته بـ«طريقة شفافة وعادلة، وخاضعة للمساءلة مع إشراف ليبي فعال».
كما جددت هذه الدول «الدعم القوي من جانب المجتمع الدولي لسيادة ليبيا واستقلالها، وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية»، مشددة أيضاً على «الدعم الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، بما في ذلك دعوته إلى انسحاب المرتزقة من ليبيا دون تأخير».
وينص الاتفاق على إجراء مشاورات من قبل المجلس الأعلى للدولة، وتعيين المحافظ ونائب المحافظ من قبل مجلس النواب في غضون أسبوع واحد من توقيع الاتفاق. كما ينص على تعيين مجلس إدارة في غضون أسبوعين من تعيين المحافظ.
وسبق أن صعدت الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حمّاد، من موقفها تجاه عملية تغيير رئيس محافظ المصرف المركزي، من قبل سلطات طرابلس، وقررت في 26 أغسطس (آب) الماضي إعلان حالة «القوة القاهرة» على جميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمرافق النفطية، وإيقاف إنتاج وتصدير النفط «حتى إشعار آخر».
في سياق ذلك، أكدت البعثة على «أهمية حل يستند إلى مرجعية سياسية متفق عليها بشكل متبادل»، أي الاتفاق السياسي الليبي لعام 2015 والقوانين الليبية النافذة. وشددت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في كلمتها خلال مراسم توقيع الاتفاق على «الحاجة الملحة لإنهاء إغلاق حقول النفط وتعطيل إنتاج النفط وتصديره»، وقالت دفاعاً عن دور البعثة: «لم نؤيد أو نعارض في أي وقت أي مرشح لمناصب قيادية في مصرف ليبيا المركزي، لقناعتنا الراسخة بأن هذا الأمر شأن لليبيين وحدهم… وقد أظهرت هذه الأزمة ضرورة امتناع جميع الأطراف عن اتخاذ قرارات أحادية الجانب لأنها لا تؤدي إلى تصعيد التوترات فحسب؛ بل تعمق الانقسامات المؤسسية أيضاً».
وسيطر «اتفاق المركزي» على لقاء رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، بمقر إقامته في نيويورك، وفداً من وزارة الخزانة الأميركية برئاسة نائب مساعد وزير الخزانة لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، إريك ماير، برفقة المبعوث الخاص لأميركا إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند.
ونقل المجلس الرئاسي، اليوم (الجمعة)، أنه تم الترحيب بالاتفاق الذي ترعاه بعثة الأممية، وتضمن «الحكم الرشيد واستقلالية المصرف المركزي، والعمل على تعزيز وتوسيع ثقة المصرف مع المنظومة المالية الدولية». بينما ثمن ماير «دور المنفي وتجاوبه مع الاتفاق الخاص بالمصرف».
في شأن ذي صلة، قال المبعوث الأميركي إنه عقد ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، جوشوا هاريس «اجتماعاً ممتازاً» مع المكلف بتسيير وزارة الخارجية الليبية والتعاون الدولي، الطاهر الباعور، التابعة لحكومة «الوحدة»، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال نورلاند: «ناقشنا كيفية أن يسهم التنفيذ الناجح للاتفاق، الذي تم التوصل إليه بشأن قيادة مصرف ليبيا المركزي، في تعزيز تقدم العملية السياسية في وقت حرج بالنسبة لليبيا. كما ناقشنا التدابير التي تعزز سيادة ليبيا في ظل تصاعد الاضطرابات الإقليمية».
ليبيا.. انفلات سعر الدولار يثير قلقاً من أزمة غذاء
ألقت أزمة المصرف المركزي وما تبعها من إغلاق النفط بظلالها على أسعار العملات الأجنبية في ليبيا، خاصة الدولار الأميركي الذي ارتفع بشكل قياسي وغير مسبوق، ما أثار قلقا شعبيا من بروز مشكلة غذاء، خاصة في ظل غياب أيّ حلّ توافقي لإنهاء هذه الأزمة.
والأحد، تخطّى سعر الدولار حاجز 8 دنانير ليبي في الأسواق الموازية، وهي أكبر زيادة يشهدها منذ عام 2011، وحمل معه مخاوف من أن يضع هذا الوضع المتأزم البلاد على الحافة ويجعلها غير قادرة على تغطية نفقاتها، لكن المخاطرة الأكبر تتمثل في أن يصل الأمر إلى العجز عن توفير الغذاء واستيراد الضروريات الأساسية، وهو أسوأ سيناريو يخشاه الليبيون.
وهذا أسوأ سيناريو يخشاه خالد ابن عريبي وهو سائق شاحنة نقل من مدينة الزاوية، الذي كشف في تواصل مع “العربية.نت” عن مخاوفه من الوضع الحالي في بلاده “أشعر بقلق كبير… الدولار يرتفع يوما بعد يوم والاقتصاد متوقف والمسؤولون متشبثون بكراسيهم وبمواقفهم، اليوم المواد الغذائية موجودة ومكلفة جدا، لكن أصبحنا نخشى أن تنفذ خلال الأيام القادمة، إن تواصل هذا الحال”.
وخلال الفترة الماضية، قفزت أسعار إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة في قطاع لحوم الدواجن التي ارتفعت بنسبة 33 بالمئة، وفق أرقام وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية.
في الأثناء، لا تزال أزمة المصرف المركزي التي دخلت شهرها الثاني قائمة، حيث تتولى الإدارة الجديدة التي كلّفها المجلس الرئاسي القيادة لكنها لم تتمكن بعد من السيطرة على كل الاحتياطات المالية للمصرف، بينما تفرض السلطات شرق ليبيا حصارا جزئيا على الحقول النفطية لمنع تدفق عائداته إلى المصرف الخارجي الموجود في العاصمة طرابلس.
وتعليقا على ذلك، قال الخبير المصرفي والعضو السابق في لجنة تعديل سعر الصرف بمصرف ليبيا المركزي، مصباح العكاري، إن الإغلاقات النفطية هي السبب الرئيسي في ارتفاع سعر صرف الدولار، موضحا أن الخسائر اليومية من الإغلاقات تبلغ 442 مليون دينار.
ليبيا.. إحباط محاولة تهريب 100 كلغم من الذهب و1.5 مليون يورو
أعلن جهاز الأمن الداخلي في ليبيا، السبت، إحباط محاولة لتهريب 100 كلغم من الذهب و1.5 مليون يورو في مطار مصراتة الدولي خلال إجراءات التفتيش على حقائب المسافرين المتجهين إلى تركيا.
وأضاف الجهاز الأمني على صفحته على فيسبوك أنه تم العثور على سبائك الذهب في ثلاث حقائب بينما كانت النقود في حقيبة واحدة.
وعرض جهاز الأمن عددا من الصور للحقائب التي تحتوي على سبائك الذهب وعملات اليورو النقدية.
وتبعد مدينة مصراتة الساحلية حوالي 200 كلم شرقي العاصمة طرابلس.
وقال جهاز الأمن إنه تم إلقاء القبض على “المسؤولين عن هذه الحقائب”، وفق ما نقلته رويترز.
وفي مايو، قال النائب العام في طرابلس إنه أمر بإلقاء القبض على مدير عام مصلحة الجمارك ومسؤولين آخرين في مطار مصراتة الدولي بسبب التآمر لتهريب ما يقرب من 26 ألف كلغم من الذهب.
ولم تنعم ليبيا بسلام أو استقرار يذكر منذ احتجاجات عام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي وأدت إلى انقسام في 2014 بين فصائل في الشرق وأخرى في الغرب.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب