كلمات الله واضحة تامة تؤكد حرية الاعتقاد وعدل الله المطلق ولا وصاية في الدين.. تأملات في كتاب (رسالة الإسلام) للشرفاء الحمادي
حلقات أسبوعية يكتبها محمد فتحي الشريف (الحلقة الثالثة عشرة)
المخلص
عرض المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في طرح اليوم عددا من الآيات الكريمة التي جاءت لتوضح مفاهيم مغلوطة حول الإسلام، مع أنها واضحة وصريحة في (القرآن) ولا تحتاج إلى تأويل، ومع ذلك دست روايات عديدة تعارض الآيات الواضحة، إذ عرض الكاتب الآيات التي تؤكد على العدل الإلهي، وحرية الاعتقاد، وعدم وجود وصاية في الدين، وأن الله -عز وجل- له الحكم، وأن كلماته تامة لا مبدل لها، حتى يدرك السائرون في ركب الروايات كيف نالت النصوص المحرفة والإسرائيليات المكذوبة من سماحة الدين.. فإلى نص المقال..
التفاصيل
نستكمل اليوم الحديث عن أبرز ما جاء في كتاب رسالة الإسلام (رحمة وعدل وحرية وسلام) للمفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، وفي باب (عناصر الرسالة) أحد أبواب الكتاب، وضع الكاتب عددا من العناوين الفرعية، وعقّب على كل عنوان بآية من كتاب الله -عز وجل- ثم ترك القارئ التدبر في مضمون الآية التي حدد مفهومها بشكل عام من خلال العناوين ومنها، العدل الإلهي، وحرية الاعتقاد، وإنْ الحكم إلا لله، ولا وصاية في الدين،، والله هو الحكم، ولا مبدل لكلماته، وفي عنوان (العدل الإلهي) جاءت الآية التالية (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى) (31 سورة النجم).
العدل الإلهي
في تلك الآية الكريمة إخبار من الله -عز وجل- بأنه مالك السماوات والأرض وهو الغني عمن سواه والحاكم بالعدل والحق، بين الخلائق، وبذلك وضع الكاتب عنوان الفقرة وهي (العدل الإلهي) فالله -عز وجل- أعدل العادلين، الذي يعطي الحقوق بين الناس ويجزيهم جزاء أعمالهم، فالذين أحسنوا لهم الحسنى، والذين أَسَاؤواْ لهم جزاء ما عملوا من السيئات.
حرية الاعتقاد
وفي عنوان (حرية الاعتقاد) ذكر الكاتب قول الله تعالى (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) الآية (سورة الكهف 29).
إنْ الحكم إلا لله
وفي عنوان (إنْ الحكم إلا لله) ذكر قول الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (سورة الحج الآية 17).
لا وصاية في الدين
وفي عنوان (لا وصاية في الدين) ذكر قول الله عز وجل (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (سورة الأنعام الآية 107).
الله هو الحكم
وفي عنوان (الله هو الحكم) ذكر قول الله عز وجل (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (سورة الأنعام الآية 114).
لا مبدل لكلماته
وفي عنوان (لا مبدل لكلماته) ذكر قول الله تعالى (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة الأنعام الآية 115).
نصوص واضحة
لقد أراد الكاتب في تلك الجزئية أن يعرض بعض الأمور الواضحة بنص كتاب الله -عز وجل- ومع ذلك تجد هناك من يحرف تلك النصوص الواضحة ويحاول النيل منها من خلال الاستناد إلى روايات وأباطيل وخرافات تخالف تلك النصوص الواضحة، ومنها حرية الاعتقاد الذي نصت عليه الآية بشكل واضح، وتمام النص المقدس (القرآن) والتي جاءت في قوله (وتمت كلمة ربك) الآية.
تمام القرآن
فالقرآن كامل غير منقوص لا يعتريه الباطل وليس له بديل، بالإضافة إلى أن الحكم لله وحده، وأن الله أعدل العادلين، كما أن الدين ليس فيه أوصياء، كل تلك المعاني جاءت واضحة في كتاب القرآن، وأشار إليها الكاتب حتى يعود هؤلاء عن باطلهم وانحرافهم، فالإسلام دين الحرية والرحمة والعدل والسلام.