رأي

رامي زهدي يكتب.. «”الرسالة الثانية” إلى القادة العرب في قمة بغداد بعد 67 قمة في 80 عام

من مواطن عربي الي القادة العرب ومن يهمه الأمر..

أيها القادة العرب،

يا من حملتم أمانة الأوطان، ووُضعتم على عتبات القرار في زمن المصير والاختبار،
نخاطبكم اليوم من قلوب شعوبكم، ومن ضمير الأمة، ومن صرخة الإنسان العربي المتعب، الحالم بالعدل، الراجي الكرامة، المتطلع إلى فجر وحدةٍ وسؤدد.

نقولها بلسان عربي وطني ، يعبر عن ضمير ويقين ، وينطق بآمال الشباب، ويُجسّد إرادة الشعوب الحية، إن زمن التفرقة والتراخي قد ولّى، وإن أمتنا الجريحة في فلسطين، والنازفة في السودان، والمستنزفة في اليمن، والمقسّمة في ليبيا، والمختنقة في سوريا ولبنان لم تعد تتحمل مزيدًا من الخلاف، ولا طاقة لها بمزيد من التجاهل.

“اجتمعوا… تقوّوا… وكونوا حزمة واحدة لا تنكسر.”، لا تكونوا كالعصي المفردة التي يسهل كسرها، بل كالحزمة التي يعجز العدو عن شقها أو زعزعتها.”

اجعلوا من وحدتكم حصناً، ومن قوتكم جدارًا، ومن شعوبكم عمقًا استراتيجيًا، ومن أدواتكم السياسية والاقتصادية سيفًا يُشهر في وجه الطامعين، وصوتًا يُدوّي في آذان المتآمرين.

إن ما يُحاك لهذه الأمة كبير، وما يُدبّر في ليل الظلم أعظم، من محاولات لتفتيت الهويات، وتمزيق الجغرافيا وتشتيت الشعوب العربية، وطمس الذاكرة، وتبديل الدين، وإهانة الإنسان العربي في عقر داره.

أرض اليمن تُستنزف، وسوريا تُنتهك سيادتها، ولبنان يعاني، والسودان يتكسر بين المطرقة والسندان، وفلسطين تُذبح كل يوم على مرأى العالم ومسمعه.
وأنتم “قادتنا” لستم فقط شهودًا، بل أنتم أصحاب القرار وصنّاع التأثير.

كونوا على قدر اللحظة.
كونوا مسؤولين أمام الأمة والتاريخ.
كونوا أهلاً للقيادة، لا أهلًا للكرسي والبقاء حكاماََ.

افعلوا شيئًا لفلسطين، للأقصى، لغزة التي يُذبح شعبها بالجملة، وتُقتلع بيوتها من الجذور، وتُحرق أشجارها، وتُجوّع أطفالها، وتُباد نساؤها، وتُطحن تحت سمع العالم وبصره، دون أن ترد الأمة على هذا الظلم التاريخي سوى بالصمت أو التصفيق لصفقات مشبوهة.

ولا يكون من العدل، ولا من الشرف، أن تسارع بعض العواصم العربية لتوقيع الاستثمارات والمصالح، مع من يقتل أبناءنا بأموالنا، ويشتري صمتنا بثرواتنا.

أيها القادة،
الشعوب العربية تريد أن تعيش بأمان… بكرامة… بسيادة،
نريد أن نتساوى مع شعوب الأرض في حقوق الإنسان والعيش الكريم، لا أن نظل “قضية إنسانية”، و”أزمات دائمة”، و”مناطق نزاع” في نشرات الأخبار.

نريد أن نحكم أوطاننا بإرادتنا، وأن نأكل من زرع أيدينا، وأن نبني بأفكارنا، لا أن نظل تابعين لمن يملك العلم والتكنولوجيا فيتحكم في غذائنا ودوائنا وقرارنا.

نريد أن نعمل… أن ننتج… أن نُبدع… أن نسبق، لا أن نظل خارج قطار العصر.

نرفع إليكم هذه الرسالة الصادقة، دعوة للوحدة، ونذيرًا من التفرقة، وبوصلةً نحو أملٍ لا يزال في القلوب حيًا، أن تنهض الأمة، أن تتوحد القيادة، أن تنتصر فلسطين، وأن يعود للعرب مجدهم بقيادتهم لا بتبعيتهم، وبمبادئهم لا بتنازلاتهم.

أنقذوا فلسطين… أنقذوا شعوبكم… أنقذوا أنفسكم من لعنة التاريخ.

وسيسألكم التاريخ، وتسألكم الشعوب:
ماذا فعلتم حين كانت الأمة على حافة الزوال؟
فاجعلوا الجواب مشرفًا، والقرار جامعًا، والراية عربية عالية، لا تنحني.

والله ولي الأمر، وهو خير الناصرين.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى