فلسفة الشيخ زايد في القيادة ترفض الظلم والعدوان وتساند الأشقاء والأصدقاء.. “ومضات على الطريق”
الحلقة الثانية والثلاثون من موسوعة "ومضات على الطريق" - الجزء الأول - بعنوان "دراسات ومشاريع وحلول لمواجهة المستقبل العربي
الملخص
في الحلقة الثانية والثلاثين من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق”، يتحدث المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، عن موقف تاريخي للإمارات العربية المتحدة، من خلال تصريحات صحفية أدلى بها الشرفاء الحمادي لصحيفة “صوت الكويت”، عندما كان مديرًا لديوان الشيخ زايد، وتزامن هذا التصريح مع مرور عام على تحرير الكويت، إذ أوضح خلال التصريحات موقف الإمارات العربية المتحدة الرافض لأي ظلم أو عدوان، وقال إن “صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، يحرص على مساندة ومؤازرة الأشقاء والأصدقاء في كل مكان”؛ مؤكدًا أن سياسة دولة الإمارات ثابتة؛ لأتها تنطلق من مبادى راسخة لا تتغير بفعل الأحداث مهما كانت مراراتها.. التفاصيل في السياق التالي.
(ملحوظة: هذا الكتاب طبع وتم تداوله في المكتبات قبل عدة أعوام من الآن.. كأن الشرفاء يقرأ من كتاب مفتوح متوقعًا ما يحدث الآن).
التفاصيل
الإمارات والكويت
في الحلقة الثانية والثلاثين من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق”، الجزء الأول، التي ضمت عددًا كبيرًا من الأطروحات والرؤى المتنوعة في الدين والسياسة والقضايا الاجتماعية، وقدم خلالها المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، خلاصة أفكاره وتجربته الفريدة، إذ يتحدث في حلقة اليوم عن موقف الإمارات العربية المتحدة من الأحداث التي مرت بها الأمة العربية في الفترة الأخيرة، فيقول إن الإمارات كانت تتعامل مع القضايا العربية من خلال محددات ثابتة وضعها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة؛ والقائمة على مناصرة الحق، والعدل في مواجهة العدوان.
نرفض الظلم والعدوان
ويذكرنا بتلك المحددات من خلال تصريحات صحفية صرح بها الشرفاء الحمادي، حين كان يشغل منصب مدير ديوان الرئاسة في الإمارات، إذ قال في حديث لصحيفة “صوت الكويت” – بمناسبة مرور عام على تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم – إن دولة الإمارات العربية المتحدة مستعدة للتضحيات مهما كلف الثمن في سبيل عودة الكويت إلى أهلها؛ لأنها لا تقبل بمنطق الظلم والعدوان، مشيرًا إلى أن كل ما قدمته الإمارات للشعب الكويتي، هو واجب أملاه عليها دينها الإسلامي الحنيف، وفرضته وشائج الأخوة الصادقة.
الإمارات ترفض الاعتداء
وأضاف الشرفاء الحمادي قائلًا إن دولة الإمارات انتهجت منذ بدء الأزمة موقفًا ثابتًا؛ انطلاقًا من رفضها المطلق لقيام دولة عربية بالاعتداء على دولة عربية أخرى، واحتلال أراضيها، وتشريد شعبها، مهما كانت الذرائع والمبررات.
إحياء دور الجامعة العربية
وحسب التصريح لصحيفة “صوت الكويت”، دعا الشرفاء الحمادي إلى الحوار العربي الجاد والبناء؛ لإزالة الخلافات الحدودية بين الأشقاء العرب، لأن بقاء الخلافات عالقة من شأنه إعاقة أبى عمل عربي جاد في المستقبل.
وأكد ضرورة إحياء الجامعة العربية، وإنشاء محكمة عدل عربية تكون مهمتها الفصل في أي خلافات قد تنشأ بين الدول العربية، وكذلك إنشاء جيش عربي مشترك يتولى مهام الفصل في النزاعات المحتملة على غرار القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة؛ بدلًا من تدويل الأزمات التي تطرأ.
درس غزو الكويت كان قاسيًا
وقال مدير ديوان الشيخ زايد إن صاحب السمو رئيس الدولة لا يريد أن يمر درس الكويت القاسي من دون الإفادة منه على نحو جيد؛ لأن التضحيات التي بذلت إبان الأزمة كانت كبيرة، وكان يمكن توفيرها للمستقبل؛ وقد خسر العرب كثيرًا من جراء تلك الكارثة، ومن ثم فإن أعداء الأمة العربية هم الرابحون.
الأخطار الخارجية تهدد الوطن العربي
وأوضح الشرفاء الحمادي أن مستقبل الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، والمنطقة العربية ككل؛ يرتبط في جوهره بالأسباب العميقة التي تزعزع هذا الأمن؛ وأهمها المشكلات الحدودية، وحل هذه المشكلات أفضل كثيرًا من الحديث عن الأخطار الخارجية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
الغزو العراقي كان ضربة قاسية للأمة
وأشار الشرفاء الحمادي إلى أن “الأمة العربية لا تستطيع بعد مأساة الكويت أن تتحمل صدمة أخرى؛ فقد كان الغزو العراقي بكل المقاييس ضربة قاسية لهذه الأمة، كادت تشتت آمال المواطن العربي”؛ وقال: “إننا الآن نعيش مرحلة سوء فهم بعد أزمة الخليج، وللتغلب على ذلك لا بد من البحث عن مواضع الخلل، وإصلاحها بالطريقة التي تخدم مصالح الأمة العربية، وأن مجلس التعاون لدول الخليج العربية عليه مسؤولية كبيرة في الإفادة من أزمة الخليج، وإجراء دراسة حيادية لهذه الأزمة بكل أبعادها؛ للوصول إلى الأسباب التي أدت إليها، والنتائج التي خلفتها”.
فلسلفة الشيخ زايد في القيادة
وحول الأسس التي تستند عليها فلسفة القيادة السياسية في دولة الإمارات في تقديم المساعدات للدول الشقيقة والصديقة، وانعكاسات أزمة الخليج على هذه الفلسفة، قال مدير ديوان الشيخ زايد، إن “صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة؛ يحرص على مساندة، ومؤازرة الأشقاء، والأصدقاء في كل مكان”؛ مؤكدًا أن سياسة دولة الإمارات ثابتة؛ لأنها تنطلق من مبادى راسخة لا تتغير بفعل الأحداث مهما كانت مراراتها، مشيرًا إلى أن أهداف صندوق التنمية الخليجي – الذي أنشأته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية – تلتقي مع منطلقات سياسة دولة الإمارات في هذا المجال، ولا تتعارض معها، وهناك إجماع عام على أن المساعدات الائتمانية التي ستقدم للدول العربية؛ سيتم تقديمها لصالح الشعوب المحتاجة، وليس لأفراد معينين.
السوق الخليجية المشتركة
وأكد أن دولة الإمارات تشهد حركة اقتصادية نشطة تبشر بمرحلة من النمو والازدهار الاقتصادي؛ كما يشهد باقي دول مجلس التعاون نشاطًا اقتصاديًا مماثلًا، وإذا تم تطبيق الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس؛ فإنها ستشهد مزيدًا من النمو، وهو الأمر الذي يفتح الأبواب أمام قيام السوق الخليجية المشتركة.
انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.