فلسطين في أسبوع.. جرائم الاحتلال تفسد أحد الشعانين ومستشفيات غزة خارج الخدمة
أهم الأخبار في فلسطين.. خدمة أسبوعية من منصة «العرب 2030» الرقمية.. كل إثنين

القدس : ثائر نوفل أبو عطيوي
لا تزال الحرب مستمرة في فلسطين التي تمثل أحد أهم القضايا العربية، التي لا تغيب عن الشارع العربي، مهما تسارعت الأحداث في أي من الأقطار العربية، لما لهذا البلد من خصوصية مميزة لدى الشعوب العربية والإسلامية، وكذلك الحكومات، لذا يحرص الكثيرون على متابعة الأخبار الفلسطينية بشكل يومي، وهو ما نقدمه في السطور التالية كوجبة إخبارية شاملة لأهم أحداث الأيام الماضية في فلسطين.
- اقرأ أيضا: مدير مركز العرب بفلسطين: في يوم الطفل الفلسطيني على المجتمع الدولي الوقوف أمام مسؤولياته.
التجمع الوطني المسيحي: الاحتلال يحوّل أحد الشعانين إلى فصلٍ دامٍ من جرائمه بحق الجسد والروح
يحيي المسيحيون في مدينة غزة “أحد الشعانين”، في كنيسة “القديس برفيريوس” الأرثوذكسية، احتفالا بـ”دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس”.
وأعلنت النيابة البطريركية في قطاع غزة، عن تزيين كنيسة “القديس برفيريوس” بالقطاع استعدادا لإحياء “أحد الشعانين”.
ومع بزوغ فجر أحد الشعانين، في لحظةٍ تتوشّح فيها الأرض بالبركة وتنبض الأرواح بصلوات الخلاص، أطلت آلة الاحتلال الإسرائيلي كجزءٍ من تصعيد مستمر في سجلّ جرائمه المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني، كاشفة عن وجهها الاستعماري الإجرامي، لتُمطر المستشفيات بالقذائف والمصلّين بالقمع، في تجلٍّ صارخ لحرب شاملة تستهدف الروح والإنسان، وتنهش الحياة في معناها، والإيمان في قدسيته.
حيث قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، وهو صرحٌ طبي لا يحمل فقط رسالة علاج، بل يُجسّد امتدادًا لعقيدة الرحمة، ويُعدّ أحد أبرز معالم الشهادة الإنسانية في زمن القتل والمذابح الاسرائيلية. لم يكن التهديد المسبق إلا نذير جريمة مكتملة الأركان، نُفّذت بدم بارد، وحوّلت هذا المشفى إلى ركام، حيث احترقت الأسِرَّة قبل أن تبرأ الجراح، وسقطت الجدران على أوجاع من احتموا بها.
وفي مشهد بالغ القسوة، تقشعر له ضمائر الأحرار، طُرد العشرات من الجرحى والمرضى من دفء العلاج إلى صقيع الأرصفة، يفترشون الألم ويلتحفون الغياب، وفي وسط هذا الخذلان الإنساني، صعدت روح طفلةٍ جريحة، إلى بارئها، على مرأى من صمتٍ دوليٍّ يُدين نفسه قبل أن يُدين المعتدي.
أما القدس، فكان لها من أحد الشعانين نصيبٌ آخر من الجرح؛ إذ أُغلقت أبوابها بوجه المصلين، ومُنعوا من الوصول إلى كنائسهم، في جريمة تطال الحق الإيماني ذاته، وتنتهك بشكل صارخ الحضور المسيحي الأصيل في المدينة المقدسة، وتحاول، دون جدوى، اختزال قدسية مدينتنا في احتلالٍ زائل.
وفي ذروة هذه الفصول المأساوية، اغتالت آلة الحرب الإسرائيلية سبعة من اخواننا بينهم ستة أشقاء، في مجزرة جديدة غرب دير البلح، تُضاف إلى سجلّ طويل من القتل الجماعي الذي لم يعد يُحرّك ساكنًا في ضمير العالم.
وفي تعقيبه، قال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة:
“ما نشهده اليوم هو حرب متعدّدة الأبعاد تُشنّ على الوجود الفلسطيني بكافة تجلياته: استهداف الجسد في غزة، وسحق الروح في القدس، وتجريف الذاكرة في كل شبر من هذه الأرض المقدسة. قصف المستشفى الأهلي المعمداني لا يُقاس فقط بأعداد الضحايا، بل بعمق الجرح الذي أصاب معنى الرحمة نفسه، ومنع الصلاة في القدس هو محاولة لإخماد النور الذي لم ينطفئ منذ دخل المسيح عليها حاملاً بشارة السلام. هذه محاولات اجرامية مُنظمة وبائسة لاجتثاث شعبنا الفلسطيني من تاريخه، من إيمانه، من وجوده. ولكننا نُقسم أن الكنائس والمساجد ستظل شاهدة، والقبور ستظل تصرخ، والأرض ستظل تنبض بعناد شعب لا يموت.”
إننا في التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، نؤكد أن هذا الاحتلال، مهما أوغل في وحشيته وتجبّره، عاجزٌ عن طمس قداسة الأرض، أو كسر إرادة الحياة المتجذّرة في وجدان شعبنا. ستظلّ القدس مشكاة النور الإلهي التي لا تنطفئ، وستبقى غزة وهجًا للحق في وجه الظلمة، وسيبقى شعبنا الفلسطيني، المجبول بالإيمان والعناد النبيل، واقفًا في وجه الإبادة، ثابتًا حتى يتحرر التراب وتُستعاد العدالة، مهما طال زمن الظلم وتواطأ العالم.
إسرائيل تجرد غزة من المستشفيات
فيما بدا تجريداً لقطاع غزة من مرافقه الطبية، قصفت إسرائيل مستشفى الأهلي العربي «المعمداني»، ليل السبت – الأحد، وأخرجته من الخدمة بعدما كان الأخير من نوعه في مدينة غزة وشمال القطاع الذي يعمل بشكل شبه كامل.
واستهدفت طائرات حربية إسرائيلية مبنى الاستقبال والطوارئ في المستشفى، بعدما طلبت من إدارته إخلاءه، وتبين عقب القصف تدمير جيش الاحتلال لقسم الطوارئ بالكامل، فيما تضررت عدة أقسام، منها المختبر، والصيدلية، وقسم الأشعة، بنسب متفاوتة.
وباتت كلّ المستشفيات المؤهلة لاستقبال الحالات المرضية والطارئة والجرحى في مناطق مدينة غزة وشمال القطاع تعمل بكفاءة جزئية، بينما يقطنها حالياً، بعد عودة النازحين، ما لا يقلّ عن مليون شخص. واستهدفت إسرائيل نحو 36 مستشفى في مناطق مختلفة من القطاع أكثر من مرة.
وتوالت الإدانات الواسعة لقصف «المعمداني» واستهداف القطاع الطبي في القطاع، من مصر والأردن وبريطانيا وألمانيا.
في غضون ذلك، بحث وفد من حركة «حماس» في القاهرة، أمس، إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.
السيسي في الدوحة لبحث التطورات الإقليمية وجهود وقف النار في غزة
وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة القطرية الدوحة في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والكويت.
أفاد بيان للرئاسة المصرية بأن السيسي سيبحث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
بعد هدنة هشة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل قصفها العنيف للقطاع، وباشرت عمليات برية جديدة للضغط على حركة «حماس» لتفرج عن الرهائن المتبقين.
وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دماراً هائلاً وأزمة إنسانية كارثية.
وساهم اتفاق وقف إطلاق النار في تحقيق هدوء نسبي والإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية إلى القطاع، وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.
وعلى الجانب الآخر، وبحسب البيان الرئاسي، فإن السيسي سيبحث في الكويت «حرص البلدين على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري».
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب