محمد فتحي الشريف يكتب.. عودة الوعي
الكاتب رئيس مركز العرب للدراسات والأبحاث.. خاص منصة العرب الرقمية
عودة الوعي العربي
مع بداية عام (2022) أرغب في إطلاق حملة عربية يشارك فيها كل القامات الثقافية والفكرية في الوطن العربي بهدف نشر الوعي والثقافة والتنوير بعنوان (عودة الوعي العربي) ونهدف في الحملة إلى توعية الشعوب العربية بمخاطر غياب الوعي، فالجهل وغياب الوعي أهم ركائز هدم الأمم والشعوب، عندما يغيب الوعي تستطيع أن تؤسس للفوضى المستمرة، فتحضر الجهوية والعصبية ويحل الخلاف والشقاق والفرقة والقتل بسبب أو بدون سبب، ولذلك نجد الإرهاب والتطرف والعنف ناتجا أساسيا عن غياب الوعي.
ومع أن رسالة السماء (الدين الإسلامي) التي جاء بها كل الأنبياء من آدم إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين تدعو إلى السلام والتعايش والتنمية وترفض القتل والعنف، حتى لو اختلفنا على الحق المبين، فالله -عز وجل- قال لرسوله محمد صلى الله علية وسلم “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.
ومع أن تعاليم السماء تدعو إلى الرحمة واللين والتعايش السلمي، إلا أن غياب الوعي والجهل بالدين السمح سهل مهمة أعداء الإنسانية وأهل الفتن في التسويق لنصوص التطرف والإرهاب والعنف والقتل بين الناس، وللأسف الشديد أصبحت تلك النصوص المكذوبة على الرسول لها سند ومصداقية، حتى وإن تعارضت مع نصوص القرآن.
الجهل وغياب الوعي آفة تدمر الشعوب وتهلك الأمم، فالوطن العربي الذي يعيش وسط صراعات مريرة وحرب تلد أخرى يدفعون فيها وحدهم فاتورة باهظة الثمن من دمائهم وأموالهم،
إن الجهل وغياب الوعي آفة تدمر الشعوب وتهلك الأمم، فالوطن العربي الذي يعيش وسط صراعات مريرة وحرب تلد أخرى يدفعون فيها وحدهم فاتورة باهظة الثمن من دمائهم وأموالهم، مع أنهم تجمعهم صفات عديدة تدعو إلى الألفة والمحبة كونهم أبناء وطن واحد ولغة واحدة وأغلبهم يدين بدين الإسلام، ومع ذلك نجدهم في صراع مرير وفرقة.
إن غياب الوعي والتمسك بمنهج العنف والتطرف والقتل، هو الذي خلق المشهد الحالي في ليبيا واليمن والعراق والسودان وسوريا وتونس والصومال، إذ أزهقت في تلك الدول الأرواح ودمرت البلاد وهجر العباد، وأصبحت دولنا مسرحا للإرهاب والتطرف والعنف والقتل دون ذنب أو جريرة، فقط لأنك تخالفني في الرأي.
إن هؤلاء المجرمين أساءوا للإسلام أعظم إساءة، وقدموا أواطننا وبلادنا إلى العدو يتحكم فيها كيف يشاء، فمن يقتلك هو أخوك وبسلاح أنت شريك في ثمنه، والسبب يعود إلى الجهل وغياب الوعي، مع أن الله -عز وجل- حرم دم المسلم وحقن دماء أهل الذمة، حتى مجرد إيذاء أهل الذمة رفضه الرسول صلى الله علية وسلم وقال: “من آذى ذميا فقد آذاني”، فكيف بمن يقتل أخاه المسلم دون ذنب أو جريرة.
إن قضية غياب الوعي قضية مهمة جدا، لأنها ركيزة لكل البلاء والقتل والتطرف والإرهاب، والشعوب الواعية تدرك أهمية السلام والاستقرار، وترفض العنف والتطرف، وهذا الأمر ملموس ومشاهد في الدول الأوروبية التي سبقتنا في كل أمر، حتى أنهم عندما تظاهروا ضد حكامهم كانت تظاهرات راقية، دون عنف أو هدم لمؤسسات الدولة، ونحن عندما تظاهرنا في نكبة 2011 التي أصابت العرب، هدمنا المؤسسات وقتلنا الأنفس ودمرنا الثمرات وأسسنا للفوضى العارمة التي لا تزال بعض شعوبنا تعيش فيها.
وفي النهاية أطالب الدول العربية والحكومات أن تعالج أزمة غياب الوعي بين شعوبها، لأن الوعي أهم ركائز التقدم والتنمية والبناء والنهوض، فعندما تحارب الجهل والتطرف والعنف، فأنت تقوم ببناء الإنسان، وهذا دور مهم يجب أن تقوم به الدول من خلال الاهتمام بالعلم ومراكز الفكر والثقافة حتى نصنع التنوير الذي هو هدفنا جميعا، فهيا بنا جميعا نشارك في حملة عودة الوعي العربي.
بعد ان تناولنا موضوع عودة الوعي العربي يمكنك قراءة ايضا
السعودية في أسبوع.. أردوغان يزور المملكة في هذا الموعد.. وبيروت تتنصل من تطاول حسن نصر الله
أحمد شيخو يكتب.. تجديد الخطاب الديني ودمقرطة الإسلام
يمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك