العالم العربي ابن خلدون الذى يشهد له عبر التاريخ بأنه أحد رموز التنوير والتطور الثقافي في الناريخ اسمه بالكامل عَبد الرَّحمن بن مُحَمَّد ابن خَلْدُون أبو زَيْد وَلْي الدِّين الْحَضْرَمِيّ الإَشبيلي العالم ولد في تونس عام ٧٣٢ هجريا وتوفي عام ٨٠٨ هجريا وتعلم وتخرج من جامعة الزيتونة.
وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من مصادر الفكر العالمي، ومن أشهرها “كِتاب العِبر وديوان المُبتدأ والخَبر في مَعرِفة أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر” المَعروف بـ (تاريخ ابن خلدون ).
تنقل ما بين بلاد المغرب العربي وبين الأندلس حتي استقر به الحال في مصر وتولي القضاء في عهد السطان برقوق ، اهتم بالتدريس في الأزهر الشريف ولعلنا نبرز أهم أعماله ومؤلفاته هو كتاب مقدمة ابن خلدون ذلك الكتاب يتكون من ثلاثة أجزاء وكأنه كتاب نبراس للحياة كتب فيه ابن خلدون عن كل شئ يعد ذلك الكتاب هو النواة الحقيقية لمن يريد أن يعرف التاريخ أو يتعلم السياسة.
فضلا عن أنه أحد الكتب الدسمة التى تتسم بالمعلومات الحياتية منذ بدء الخليقة في كل الأشياء التى كتب عنعا ابن خلدون في ذلك الكتاب لعل القغرئ يجد إجابة لأغلب الأسئلة التى قد تطرأ على فكره كتاب مقدمة ابن خلدون يعلم من يدقق فيه كيفية استخدام العقل فهو يسير بمنهج منطقي جدا يشبه منهج ديكارت وهو التسلسل العقلى واستخدام المنطق فلغله تأثر بمقولة الشاعر العربى أبو العلاء المعرى (لا إمام سوى العقل )ومن هذه الطريقة الديكارتية في التبحر عبر التاريخ شكك ابن خلدون أن يكون ملك التتابعة في اليمن قد جاء الي شمال افريقيا وأن أصل البربر هم من اليمن لأن اليمن معروف أنها كانت قبائل قحطانية عربية ولا يوجد صلة أو منطق يدل أن أصل البربر هم عرب اليمن.
وحلل بأسلوب منهجي استقرائي قصة هروب قوم موسي من فرعون وقال ان الأعداد التي كانت مع نبي الله موسي لا يمكن أن تكون قد تجاوزت 600ألف هذا العدد كبير جدا لأن ٦٠٠ ألف يحتاجون إلى عدد كبير من جيش فرعون قد يتجاوز المليون وهذا غير منطقي نظرا لأن أعداد الجيوش في هذه الفترة الزمنية لا يمكن أن تصل لذلك العدد،أبرز ابن خلدون في كتابه أهم الملامح الجغرافية على الكرة الأرضية ولذلك فهو صال وجال في مقدمته في جغرافيا الأرض بكل ما تحمل من بحار وجبال وأنهار ، وكل الدول والأماكن المقدسة ومن المعلومات الهامة الجغرافية الموجودة.
في مقدمة ابن خلدون اكتشف أن جزء الكرة الشمالي يتميز عن الجنوبي بكثرة السكان والعمران وكان من الذين أثبتوا كروية الأرض والذى يعد في ذلك العصر تطور كبير نظرا لعدم وصول الناس في تلك العصور لذلك التطور التكنولوجى الذى نعيشه الآن.
نوه ابن خلدون من خلال دراسته المتبحرة في جغرافية الأرض أن الأمصار كانت قبل المدن وأن العمران في المدن أكثر من البدو ،ابن خلدون كان عن ثروة فكرية مستنيرة استطاعت ان تصل لقمة الفكر العالى والراقي وصل به الحال لدراسة وتحليل علم الكلام وقراءة رغئعة للفلاسفة العرب وإبراز الفرق الاسلامية المختلفة التى ظهرت خلال الأربع قرون الأولى الهجرية من معتزلة وأشاعرة ،ماتريدية ،المتصوفة،الجهمية الخوارج والجبرية.
كان ابن خلدون مثال للرجل السياسي الذى يتميز بالحنكة والوعي الكبيرين فكان له باع طويل في الحكم وإدارة الشئون السياسية في الأندلس قبل أن يحل به الحال في مصر ووضح من خلال المقدمة التكوين السياسي للدولة من الداخل ونظام البيعة وكيف تتم البيعة للحاكم وتنظيم الدواوين وتعيين الولاة والقادة والمستشارين للحاكم وكيفية إدارة شئون الحكم.
كان ابن خلدون فقيها في الدين ولذلك فهو قدم شرحا وافيا في كتابه عن اختلاف المذاهب الإسلامية وكذلك عن الفقهاء واختلاف آرائهم وأسبابها وشرح كيف نشأ كل فقيه وكيف نشأت عنده فكرة التفقه في الدين وأصول الفقه وعلم الحديث الشريف وكتب الخديث وعلماء الحديث الشريف المعروفين خاصة الكتب الستة التى نعلمها جميعا وشروح الحديث كأمثلة ابن حجر العسقلانى والنووى.
أما عن الملامح التاريخية الأثرية فالآثار أوسع لها بابا خاصا في كتابه الموسوعة العلمية الآثار مثل الأهرامات الكبيرة الموجودة في مصر وكذلك أهم المساجد في الأرض وانتقد متأخرين الحنابلة الذين ووصفهم بالمجسمة لله تعالي تنزه الله عن كل شئ ، كما كتب عن علم الكلام وعن الفلاسفة ،ابن خلدون كان اقتصاديا ومؤرخا وقاضيا ومفكرا فهو مثال للفكر المتنور، توفي في مصر عام 1406م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة ، والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.