عماد اليماني يكتب.. الصيام إدراك التقوى.. وتهذيب للنفس
الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات
كل عام وأنتم بخير
في البداية كل عام والأمة العربية والإسلامية بخير وسلامة بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم، ولذلك سوف أتحدث في مقال اليوم عن هذا الشهر العظيم، وأعود بعدها لأستكمل الحديث عن التدريب والتأهيل واكتشاف وتنمية المهارات.
- اقرأ أيضا: حول ارتباط الزكاة بشهر رمضان ونسبتها وتداعيات عدم إخراجها على المجتمع.. أطروحة جديدة للشرفاء الحمادي
روحانيات رمضان
شهر رمضان بالنسبة لي يحمل العديد من الذكريات ما بين الطفولة والنشء والشباب، وفي كل مرة تختلف الذكريات، ولكن يبقى الإحساس بروحانيات هذا الشهر الفضيل التي تهذب النفس وتمنعها من صغائر الذنوب قبل الكبائر.
العادات والتقاليد المصرية في رمضان
فشهر رمضان في مصر مختلف عن كل الأقطار العربية، لأن العادات والتقاليد المصرية في رمضان دائما ما تجعل الشهر مميزا ومختلفا، ولكن لي عددا من الملاحظات الواضحة التي أود أن أتحدث عنها تخص شهر رمضان.
ملاحظات حول تصرفات بعض الناس
أول تلك الملاحظات هي امتلاء المساجد في أول عشرة أيام في الشهر عن آخرها في صلاة العشاء والتراويح، ولكن بعد مرور عشرة أيام من الشهر يرحل الجميع وتبقى الصفوف الأولي عامرة بهؤلاء الذين أخلصوا لله ورسوله وأرادوا اغتنام ثواب هذا الشهر حتى آخره.
المجاهرة بالإفطار
ثاني تلك الملاحظات هي مجاهرة البعض بالإفطار في الشوارع والمواقف العامة وهم أصحاء يقدرون على الصيام، في المقابل نجد شركاء الوطن من الإخوة الأقباط يحترمون مشاعر إخوانهم المسلمين في هذا الشأن.
البعد عن الأخلاق
ثالث الملاحظات الدائمة المستمرة هي عدم التحلي بالأخلاق في التعامل، وخاصة في نهار رمضان، ومع أن الحكمة من الصيام هي التقوى كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) صدق الله العظيم.
الهدف من الصيام التقوى
فالصيام ليس الإمساك عن الطعام والشراب فحسب، إنما الصيام لتهذيب النفس وتفعيل أخلاق الإسلام ومعاملة الناس بالحسنى والتكافل بين الأغنياء والفقراء وذكر الله وقراءة القرآن وإقامة الصلاة والتقرب إلى الله في تلك الأيام المباركة.
إدراك التقوى
وفي النهاية أقول إن الإسلام دين المحبة والسلام، دين التكافل، دين الحق، دين العدل، دين الإحسان، دين التقوى، دين العمل والعبادة، وأتمنى أن يعرف المسلمون الحكمة الإلهية من الصيام حتى نشعر بتهذيب الصيام للنفس، فليس لله حاجة في أن ندع طعامنا وشرابنا، فالصيام شعور بالفقراء وإدراك لمعنى التقوى.. كل عام وأنتم بخير.. رمضان كريم.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب