الرئيسيةرأي

عماد اليماني يكتب.. إستراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات (1-1)

الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

قراءة واقع الدولة

بناء الأمم يتطلب طرح أفكار غير تقليدية قابلة للتنفيذ ومعالجات قاطعة حاسمة، لأن عملية البناء صعبة للغاية، وفلسفة النجاح لها ركائز عديدة، منها قراءة واقع الدولة، والنظر في هذا الواقع بموضوعية حتى تظهر مواطن الخلل الحقيقية، ثم التخطيط الجيد، وأخيرا التنفيذ، وهذا كله يحتاج إلى عمل وجهد وصبر وتحمل من كل أبناء الوطن.

كيفية بناء الإنسان

تلك مقدمة سوف نحتاج إليها في سلسلة المقالات التي أنوي كتابتها في منصة مركز العرب والتي سأحاول أن أطرح فيها بعض الجوانب التي يجب العمل عليها في بناء الجمهورية الجديدة التي نسعى إليها جميعا، ولذلك سوف أتناول في مقدمة السلسلة كيفية بناء الإنسان الذي يعد الركيزة الأساسية في التنمية، فبناء الإنسان هو نقطة البداية لأي تنمية اقتصادية أو سياسية أو فكرية، فالإنسان هو محور الكون والعلامة الفارقة بين تقدم الأمم وتخلفها، لأنه هو الذي يبتكر ويضع الحلول والمعالجات للمشاكل، وبدون الإنسان تتعطل كل روافد الحياة.

مراحل بناء الإنسان

بناء الإنسان يتطلب الاهتمام به في كل مراحل الحياة، الطفولة والصبا والنشء والشباب والرجولة والكهولة، ففي المراحل الأولى يظهر البناء ونجني الثمار في الشباب والرجولة والكهولة على حد سواء، ولذلك سوف أتناول بشكل مختصر مراحل تأهيل الشباب وتدربيهم عقب انتهاء مرحلة النشء، لأن الشباب المدرب المؤهل هم من يصنعون مستقبلا أفضل لبلدهم في كل المجالات.

ثقافة التدريب والتأهيل

ولذلك يجب أن يكون المفهوم السائد في كل الوظائف هو التدريب والتأهيل، فالمعلم لابد أن يخضع لدورات مكثفة في التأهيل والتدريب، والطبيب والمهندس والإعلامي والصحفي والقاضي والمحامي والكيميائي والإداري والمحاسب وكل الوظائف يكون الشرط الأساسي هو إتمام التدريب والتأهيل، لأن التدريب والتأهيل بشكل علمي دقيق بعيدا عن الفعاليات غير مفيدة والتي لا تعتمد على منهج علمي تطبيقي تضر أكثر من الإفادة، والمحك هو اجتياز الدارس تلك الدورة والنجاح في التدريب.

تجارب دولية نجحت

ولذلك سوف أخصص المقالات الأولى للحديث عن التدريب والتأهيل بشكل علمي مدروس، ثم أتحدث عن تجارب دولية نجحت بشكل كبير في بناء كوادر استطاعت أن تحقق طفرات في كل المجالات بعد أن تم توفير البيئة المناسبة لها.

وحتى أكون منصفا لابد أن أشير إلى الخطوات الجادة التي اتخذتها الدولة المصرية في ملف التدريب والتأهيل في السنوات الأخيرة، بداية من نشر ثقافة التدريب والتأهيل في كل القطاعات وانتهاء بإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل.

اكتشاف المهارات الفردية

إن بناء الإنسان أمر ليس بالسهل واليسير، والأمم التي تقدمت من خلال عقول أبنائها، ويبقى أمر مهم واحد حتى نبدأ في الحديث عن التدريب والتأهيل وفقا للمفعل في الدول المتقدمة، وهو الحديث عن اكتشاف المهارات الفردية في كل المجالات وإعدادهم بشكل جيد، وهذا الأمر يتطلب خبراء في كل المجالات، كما يتطلب نشر الوعي الثقافي بأهمية العمل، فالعمل يقضي على الجدل ويخلق مجتمعا متماسكا قويا يسعى فقط لنهضة بلاده وبناء أمته.

تخريج كوادر قادرة

وفي النهاية أقول إن الحديث عن بناء الإنسان وتدريبه وتأهيله في كل مراحل النشء والشباب أمر مهم جدا، ولذلك سيكون المقال القادم عن ما هو التدريب والتأهيل، وكيف نفعل دور مراكز التدريب والتأهيل بهدف تخريج كوادر قادرة على صناعة مستقبل يليق بمصر الجديدة التي أسسها الرئيس عبدالفتاح السيسي ووضع قواعدها، ولذلك علينا جميعا أن نكون على قدر المسئولية في تقديم أطروحات قابلة للتنفيذ تساهم في بناء الجمهورية الجديدة التي نحلم بها في كل شبر في مصر..

حفظ الله مصر وأهلها ووهبها الاستقرار والتنمية والبناء.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى