عماد اليماني يكتب.. إعلاء قيمة التدريب والتأهيل في المجتمع (1-2)
الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات
إعلاء قيمة التدريب والتأهيل
أستكمل اليوم مقالي الثاني ضمن سلسلة استراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات، وأتحدث عن جانب مهم من جوانب بناء الإنسان وهو جانب التدريب والتأهيل، فعندما نرغب في تحقيق تقدم في كافة المجالات لابد أن نعلي قيمة التدريب والتأهيل حتى تصبح ثقافة عامة في المجتمع، ولذلك لابد أن نوضح التعريفات العامة للتدريب بشكل عام، وهنا سوف أبتعد قليلاً عن التعريفات الأكاديمية المعروفة، لنصل إلى تعريف واضح يصل معناه إلى العوام من الناس.
تعريف التدريب
التدريب هو تجربة ومحاكاة لنموذج معين من الأعمال المحددة الخاصة بنشاط معين للوصول إلى تأهيل المتدرب لتنفيذ مهام هذا النشاط بطريقة احترافية تحقق أكبر فرص النجاح، كما أنها تكسب المتدرب المزيد من الخبرات لتحقيق الأهداف المنشودة وفق استراتيجية تدريبية يضعها متخصصون يملكون الخبرات السابقة.
التدريب المطلوب
وهنا حتى يحقق العامل نتائج إيجابية في العمل المسند إليه لابد وأن يفعل الجانب التدريبي المطلوب لتلك الوظيفة، فمتطلبات الوظيفة تتحقق بتهيئة العناصر على الهدف وتدريبه وتأهيله.
أهداف التدريب
ويحقق التدريب الجيد أهدافا عديدة منها زيادة الإنتاجية وتنفيذ إستراتيجية العمل وتحقيق أهداف العامل والمؤسسة، مع خلق اتجاهات نحو تطوير العمل بشكل مناسب، وعندما ينجح التدريب والتأهيل في وضع العامل في مكانه الصحيح يتحقق تقدم المؤسسة والعامل، ولا تقتصر الاستفادة والمنفعة من نجاح برامج التدريب والتنمية على مصلحة المؤسسة، بل تشمل أيضا مصلحة الفرد.
مهارات التدريب
ومن خلال التدريب يكتسب العامل المهارات اللازمة، ويتحسن أداؤه، وتزيد كفاءة العامل، وتكون النتائج مبهرة، هذا في جانب التدريب على وظائف عمالية معينة، وهذا الأمر ينطبق على الوظائف الإدارية والقيادية، كما أن هناك برامج تدريبية على الوظائف الإدارية والقيادية سوف نتحدث عنها في باب تنفيذ برامج القيادات الإدارية الرفيعة.
مبادئ التدريب
وحتى تنجح عملية التدريب بشكل احترافي لابد من وضع مبادئ أساسية للعملية وتنفذ تلك المبادئ في كافة مراحلها المختلفة وهي التخطيط للعملية التدريبية، وتنفيذ تلك الخطط بشكل احترافي والمتابعة، ثم تقييم العملية التدريبية في ختام كل مرحلة للوقوف على النتائج بشكل حقيقي.
المخطط التدريبي
ولابد أن يشمل المخطط التدريبي رسم الهدف بشكل واضح ومحدد من حيث وضع الاحتياجات الفعلية للمتدربين بشكل موضوعي وواقعي وقابل للتطبيق، وأن تكون هناك استمرارية في كل مراحل ترقية الموظف ليتعلم ويتدرب على الجديد خطوة تلو الأخرى بما يتماشى مع التقدم العلمي في هذا المجال.
ويجب أن تكون هناك شمولية لكل المستويات الوظيفية بالمؤسسة وكل الفئات التي تشكل الهرم الوظيفي بداية من العامل وانتهاء بمدير عام المؤسسة.
مواكبة التطور والحداثة
كما يجب أن يواكب التدريب والتأهيل التطور الحادث في المجال محل التدريب بالإضافة إلى التدرج فيبدأ التدريب بمعالجة الموضوعات البسيطة ثم يتدرج إلى الأكثر صعوبة وهكذا حتى يصل إلى معالجة أكثر المشكلات صعوبة.
واقعية التدريب
وقبل أن أختم تعريفات التدريب وأهميته ومبادئه لابد وأن أشير إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي الواقعية التي تتطلب أن يلبي التدريب الاحتياجات الفعلية للمتدربين ويتناسب مع مستوى كل متدرب، وسوف أكمل في المقال القادم الخطوات التي يجب اتباعها في عملية التدريب والتأهيل بشكل علمي حقيقي.
وفي النهاية أقول إن التدريب والتأهيل يحقق أهداف المجتمع والعامل، ويساهم بشكل حقيقي في تنمية مصر وتقدمها واستقرارها، ولذلك علينا أن نعلي قيم التدريب والتأهيل في مجتمعنا.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب