عماد اليماني يكتب.. نصائح عامة بشأن اتخاذ القرار.. الحلقة الـ(20)
الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات
اليوم نختتم محور حلقات اتخاذ القرار ضمن (إستراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات) بعد أن حاولنا قدر المستطاع في الحلقات السابقة أن نلقي الضوء على أبرز الجوانب وبشكل مقتضب، واليوم نتحدث عن آخر جزئيات اتخاذ القرار.
القرار تحت ضغط
وسوف نحاول في الحلقة الأخيرة أن نتحدث عن الخطط البديلة التي يجب الذهاب إليها حال فشل الخطط العادية، وتلك الخطط توضع ضمن مخطط اتخاذ القرار، حتى لو لم يتم استخدامها، كما سنتحدث عن الاستعانة بالآخرين من أهل الخبرة في اتخاذ القرار وتوسيع دائرة المشاركة دون ترهل، أيضا نتحدث عن كيفية تجنب اتخاذ القرار في حال التوتر وتحت الضغط.
القرار البديل العاجل
عندما تتخذ قرارا معينا وتخطط له جيدا يجب أن تضع ضمن الخطة الأساسية خططا بديلة تستخدم عند فشل المسارات الأصلية، فمثلا قد تضع خطة معينة لاتخاذ قرار معين وعند بدء التنفيذ تكتشف جوانب قد تؤدي في النهاية إلى عدم صحة القرار، وفي تلك الحالة، لابد أن تكون مستعدا وواضعا خططا بديلة تستطيع أن تستخدمها في تلك الحالات الطارئة، بحيث تكون مناسبة بشكل كبير كبديل عن الخطة الأساسية، ولذلك تغيير المعلومات المفاجئ قد يربك متخذي القرار حال عدم وجود خطط بديلة عاجلة وسريعة.
لجنة لاتخاذ القرار
عندما تبدأ عملية اتخاذ قرار يجب أن يكون معك لجنة تدرس القرار جيدا حتى لا تصاب بالشعور في حالة النتيجة السلبية للقرار أنك المسؤول الوحيد عن اتخاذه، وتشعر وقتها بالحزن والإحباط، ولذلك عندما تبدأ في عملية اتخاذ قرار استشر فيه كل من تثق فيهم، وخاصة أهل الخبرة.
القرار الجماعي والفردي
فالقرار الجماعي دائما ما يكون أفضل من القرار الفردي، لأن نتيجته في الغالب تكون صحيحة، وخاصة إذا كان المشاركون في اتخاذ القرار أوفياء، فالقرارات التي تتخذ بشكل جماعي أفضل من القرارات الفردية وأكثر فاعلية وصوابا.
وفي ختام الحديث عن آليات اتخاذ القرار الصحيح هناك بعض الأمور التي يجب أن تكون حاضرة، وكما نسميها في علوم الإدارة التوصيات، إذ حاولت أن أذكرها لكل متخذي القرار حتى تكون حاضرة في ذهنهم عند التخطيط ووضع آليات اتخاذ القرار في مشكلة أو قضية معينة ومنها.
نصائح عامة لمتخذي القرار
- يجب على متخذي القرار الخروج من دائرة التوتر والضغط عند اتخاذ القرار، فالقرار تحت ضغط أو توتر قد يكون خطأ.
- التفكير في القضية والمشكلة لابد أن يكون في وضعية هدوء دون توتر فعندما تتخذ قرارا تحت ضغط لن يفكر عقلك بشكل سليم.
- حاول أن تتفرغ لاتخاذ القرار، وابتعد عن كل المؤثرات الخارجية، فإذا كان القرار يحدد مصيرك في عمل يتعلق بالمستقبل فلابد أن تتفرغ له.
- إذا كان القرار يحتاج مجهودا ذهنيا ومقارنات وهذا الأمر أنهكك حاول أن تخرج من دائرته بقضاء وقت بعيدا عن المشكلة حتى يعود إليك الهدوء وتصفي ذهنك.
- قبل أن تتخذ قرارا مصيريا درب نفسك على اتخاذ قرار يخص تنظيم وقتك في العمل في المذاكرة في إنجاز عمل وجرب نتائج القرار ومدى الالتزام والتنفيذ.
- جمع المعلومات بشكل دقيق عن القضية والتجارب المشابهة وانظر إلى النتائج وحللها قبل اتخاذ القرار.
- كن واثقا في قرارك وقت اتخاذه بعد التدقيق في كل الأمور المحيطة به، ودافع عنه حال الإخفاق في النتائج المرجوة منه، لأنك في تلك الحالة تدافع عن اختيارك ونتائج تحليلك.
- ويبقى الأمر الأخير الذي يساعدك نفسيا هو استخر الله عز وجل في كل قراراتك فهو عز وجل الذي يحسن الاختيار ويصرف عنك الخطأ ويلهمك الصواب وطريقه.
في النهاية أدعو الله عز وجل أن يجعل ما نكتبه في ميزاننا يوم القيامة لأن هدفنا هو الارتقاء بالإنسان في كل مجالات الحياة.. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب