الرئيسيةرأي

محمد فتحي الشريف يكتب.. عبقرية الشيخ زايد الفكرية حققت الوحدة والتقدم في الإمارات

في اليوم الوطني الإماراتي

عندما شرعت في كتاب “العبقرية الفكرية للشيخ زايد” مع صديقي المغربي الدكتور سمير الوصبي، أدركت كيف نحج الشيخ زايد طيب الله ثراه، في تحقيق ما فشل فيه العديد من العرب، إذ حقق الوحدة بالمفهوم الشامل والمتكامل وغير المسبوق، ولقد كانت موسوعة القيادة التاريخية التي أعدها المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي حول مواقف وبيانات وتصريحات وأقوال الشيخ زايد، المرجع الأساسي والحقيقي لكتابة هذا البحث الفريد، إذ سهلت لنا الموسوعة الوصول إلى الفكر العبقري للشيخ زايد في تحقيق الوحدة بالإمارات، وتصدير الفكر الوحدوي إلى الوطن العربي بداية من مجلس التعاون الخليجي وانتهاء بالحلم الأكبر؛ وهو الوحدة العربية الشاملة.

إن كتاب “العبقرية الفكرية للشيخ زايد”، والذي يعد أول دراسة بحثية تتناول شخصية الشيخ زايد -رحمه الله- في جانب تحليل الممارسة الاجتماعية والسياسية، من خلال تجليات أربعة: “العبقرية الفكرية، والقيادة الحكيمة، والعدالة الاجتماعية، والممارسة السياسية”، فعبقرية الشيخ زايد -رحمه الله- تشكلت من أمرين اثنين: أولهما المرجعية الفكرية الإسلامية والاستفادة من النظريات الفكرية المنسجمة مع القيم السمحة والمقاصد السامية. ثانيهما التجارب الميدانية التي عاشها وخاضها الشيخ زايد -رحمه الله-، ويتضح ذلك من خلال رحلاته وأسفاره للاطلاع على منجزات الشعوب والأمم في مجالات التنمية بقصد الازدهار والتطور الحضاري، ما خلق نضجًا قياديًا لخص مضمونه وأبعاده المفكر العربي الشرفاء الحمادي بالقول: «القيادة لها دور تاريخي ومسؤولية عظيمة تأخذ بيد الشعوب إلى طريق التقدم، ومسيرة التطور، وترفع من شأنها لتلحق بركب الأمم وتسهم معها في بناء حضارة الإنسان وصياغة مستقبله».

عبقرية الشيخ زايد الوحدة

فكتاب “العبقرية الفكرية” تمت صياغته بحثًا وضحنا ما حدده “الشيخ زايد” -رحمه الله- ووجهته وطريقه كقائد امتلك إرادة صادقة ووعيًا سياسيًا وهدفًا نبيلًا هو تحقيق العدالة الاجتماعية كممارسة وواقع عاشه الشعب الإماراتي، واستمر خلفه السادة الأمراء أبناء حكيم العرب الشيخ زايد.

ويكمن السر في هذا النجاح فيما كان يمتاز به الشيخ زايد -رحمه الله- من عبقرية فكرية وقيادة حكيمة ودهاء سياسي، ومن خلال هذا المعطى تحددت أهداف الدراسة، وأجملت كالآتي: تحديد خصال الذكاء، ورصد قواعد تنمية تفكير العظماء؛ والكشف عن سمات الشخصية المؤثرة إيجابًا، وصوغ أسس القيادية الرشيدة والحكيمة؛ وتجلت قواعد وأصول الممارسة السياسة للشيخ زايد -رحمه الله- في خلق الاتحاد وإنشاء مجلس التعاون.

فالدراسة كتب لها السبق من حيث الاستقراء المنهجي، والتحليل الموضوعي، للوقائع والأحداث والمنجزات التي قام بها الشيخ زايد -رحمه الله-، لبناء أمة، وصناعة حضارة هي “دولة الإمارات العربية المتحدة”، ونظام مؤسساتي اجتماعي يشهد على عبقرية الشيخ زايد.

لقد خلد الشيخ زايد أعمالًا عظامًا، وأطروحات فكرية وتنويرية، ومع ذلك لا توجد إلى الآن دراسات منهجية علمية يكون مدار متنها في الذات الطاهرة، والأعمال الباقية، والمنجزات العظام للشيخ زايد -رحمه الله- فلا يعدو من كتب ودون إلا أن يكون توصيفًا تاريخيًا للأحداث، بسطحية وأسلوب إنشائي لا يقرب صورة ولا يكشف حقيقة ولا يبين عملًا، ولا يقرب صورة الإبداع والابتكار بالعبقرية الفكرية، ولا يكشف الاتزان والالتزام بالقيادة الحكيمة، ولا يبين الاقتدار والانبهار بالعدالة الاجتماعية، ولا يقرب الاقتداء والتأسي بالممارسة السياسية لحكيم العرب الشيخ زايد -رحمه الله-.

فكتاب “العبقرية الفكرية” يعد أول دراسة في التناول المنهجي التحليلي الذي يجمل في العبقرية الفكرية، والقيادة الحكيمة، والعدالة الاجتماعية والممارسة السياسية، وتقرير أهم القواعد والأسس التي تتبع في جانب الاقتداء والتأسي بالنموذج البشري في جانب القيادة الحكيمة، فالكتاب مرجع مهم لكل مهتم بعلم الاجتماع السياسي، ولا نغالي في القول إنه يعد بحق أول إصدار يرسم معالم نظرية علم الاجتماع السياسي، ويقرر مفهوم الدولة الاجتماعية كدراسة تحمل هوية تصور عربي صرف، وهي من إصدار مركز العرب للأبحاث والدراسات.

ولقد لاحظنا عند كتابة الدراسة أننا أبرزنا أهم التفاعلات الفكرية التي شكلت عبقرية الشيخ زايد -رحمه الله- الفكرية من خلال تحديد الهدف المنشود (بناء الاتحاد)؛ وشكل التنظيم المحكم (التخطيط والتدبير)؛ وبيان جانب توليد الخبرة (التدريب والتثقيف)، على اعتبار أن الشيخ زايد -رحمه الله- عاصر حقبة النهضة الفكرية؛ فاستقى وانتقى المناسب من مجموع التصورات والنظريات في مجالات علوم التربية وعلم النفس والاجتماع؛ فأجملنا تلك القواعد والمبادئ والمرتكزات التي وظفها الشيخ زايد -رحمه الله- في بناء الدولة الاجتماعية الحديثة.

ولقد استطعنا أن نلقي الضوء على جوانب مهمة بحياة الشيخ زايد في أربعة فصول هي: العبقرية الفكرية والقيادة الحكيمة والعدالة الاجتماعية والممارسة السياسية، إذ تم استقراء وتقصي نصوص وخطابات وأحداث ووقائع متعلقة بالشيخ زايد -رحمه الله- وبلورتها في شكل توجيهات علمية، فأوجزنا أهم سمات الشيخ زايد القيادية في أربع سمات هي “الكفاءة، والاستحقاق، والأمانة، والمسؤولية”، وجاءت الأسس القيادية على النحو التالي: “الثقة، والتجديد، والمبادئ القويمة، والتأني والتدرج”، وفصلنا بشكل أعمق في وسائل تحقيق معنى القيادة الحكيمة من خلال إيضاح “الخطوات، والمبادئ، والخصائص، والتدبير، والتسيير القيادي”.

كل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حكومة وشعبًا بخير وفي تقدم مستمر.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى