عادات وتقاليد شهر رمضان في تونس.. روحانية وتراث متجذر

كتب: علي فوزي
يحتل شهر رمضان المبارك مكانة خاصة في قلوب التونسيين، حيث تمتزج الأجواء الروحانية بالعادات والتقاليد العريقة التي تعكس هوية المجتمع التونسي.
مع اقتراب الشهر الكريم، تبدأ الاستعدادات في كل بيت، فتزدان الأسواق بالحركة، وتمتلئ المساجد بالمصلين، في مشهد يعكس الطابع الفريد لرمضان في تونس.
أجواء روحانية ومظاهر دينية
تشهد المساجد التونسية، وفي مقدمتها جامع الزيتونة في العاصمة وجامع عقبة بن نافع في القيروان، إقبالًا كثيفًا من المصلين الذين يؤدون صلاة التراويح ويتابعون مجالس الذكر وحلقات الوعظ الديني.
وتتحول هذه المساجد العريقة إلى وجهة رئيسية للزوار من داخل تونس وخارجها، خصوصًا في العشر الأواخر من رمضان، حيث تحظى ليلة الـ27 بأهمية خاصة، وتختتم فيها تلاوة القرآن الكريم وسط أجواء إيمانية مميزة.
مسابقات قرآنية وجوائز دولية
تحرص السلطات التونسية على تنظيم أكثر من 400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم في مختلف مساجد البلاد، وتعد المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم أبرزها، حيث تستقطب مشاركين من أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية.
وفي ختام المسابقة، يتولى رئيس الجمهورية تسليم جائزة رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الإسلامية، والتي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار، مما يعكس اهتمام تونس الكبير بعلوم القرآن وتعزيز الثقافة الدينية.
رمضان.. حياة وحركة
رمضان في تونس لا يقتصر على الجانب الروحي فقط، بل يمتد ليشمل نمط حياة مختلفًا عن باقي الأشهر، فبعد الإفطار، تعج الشوارع بالحركة، حيث يخرج الناس لأداء الصلاة، ثم يجتمعون في المقاهي والأسواق التي تبقى مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل، كما تتزين المدن بالمصابيح والفوانيس، ما يضفي أجواءً احتفالية فريدة تميز هذا الشهر المبارك.
رمضان.. موسم للتآخي والتقوى
يظل رمضان في تونس شهرًا يعكس قيم التضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، حيث تكثر أعمال الخير والمساعدات، وتتجسد فيه روح المحبة والتقوى.
ومع تنوع الفعاليات الدينية والثقافية، يبقى هذا الشهر محطة سنوية للتونسيين تجمع بين العبادة، والعادات المتوارثة، والاحتفاء بالموروثين الديني والتراثي.