طارق عبد الرحيم يكتب.. دردشة قانونية من الجاني؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ الْقَتْلُ. فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ وَأيْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ وَأيْمُ اللَّهِ مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا. خاصة معنى: لا، تنزع عقولهم، أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس.

•  اقرأ أيضا: المستشار وجدي سيفين يكتب.. مصر المحروسة بين حماة الوطن ومستقبل وطن

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

من الجاني العائلة وتربيتها.. والبعد عن شرع الله أم حب الدنيا والطمع في سلطانها وجاهها ونفوذها أم ملاذات الحياة وشهواتها جنسية أو مادية وفي جميع تلك الأسباب فقدنا عقولا وأخلاقنا وديننا واتبعنا شهواتنا وملاذاتنا.

أحبها وأرادها ولم يكن له ما أراد فقتل نفسه أو قتلها.

أنجب من الأولاد عددًا وتعثر في الإنفاق فقتل نفسه أو قتلها وربما قتل أبناءه..

اتجه إلى الشيطان وجعله قبلة له فأفقده الشيطان عقله وجعل المخدرات مصيره، ولم يستطع الحصول عليها فتسلل خلسة ليسرق جاره فوجده في منزله فقتله من أجل مائة جنيه، وربما رأى فلانًا ليلاً وحيدًا في الشارع فقتله ليسرقه.

أحبها فتزوجها وأكرمها وذهب ساعيًا على مصدر رزقه فخانته وأدخلت شيطانًا بيته فعاشرها فرآها زوجها فقتلهما أو ربما هم قاتلاه أو كان رضيعه فقيده بعدما عكر صفو جلسة شيطانهما.

وآخر رأى من جاره فعلاً فأنكره فقتله دون عتابه، وآخر جعل من شوارع بلدنا الطيبة مرتعًا لتجارة المخدرات فعاتبه أهل ذلك المنزل الذي يقف أسفله فقتله ولربمًا أخيرًا حدثت مشاجرة بين فريقين وكان الشيطان حاكمهما فيسقط منهما من كان قتيلاً أو فاقدا لأحد أعضاء جسده فأصبح معاقًا..

إننا في مقالنا هذا لم نسرد كل أسباب القتل حصرًا وإنما أمثلة لما ظهر في مجتمعنا، فهناك أسباب للقتل ولربما كانت كلمة سببًا في إراقة دماء.

إن كل تلك الأفعال ما هي إلا بعد عن منهج الله وشرائعه السماوية، فإن احتكمنا للأديان وللعقل نجونا.. وإن احتكمنا لشيطاننا وأنفسنا هلكنا.

إن أسلافنا وآباءنا وأجدادنا قد غرسوا فينا كلمتين هما منهج الحياة.. هذا حلال وذاك حرام.

أما وأن ربينا أبناءنا على الصواب والخطأ فإننا أفقدناهم معنى اللجوء إلى الله والخوف من الله فأصبحت أفعالهم بعيدة كل البعد عن منهج الله.

فكلما بعد الناس عن منهج الله ضلوا وأضلوا..

أما سوء التربية والاهتمام ببناء الجسد فهي رعاية وليس تربية.. أما التربية فهي تربية العقل والروح والجسد والنفس فهي تربية الإنسان قبل البنيان وتربية الساجد قبل المساجد، فالتربية النفسية السليمة تؤسس شخصية سوية فيصبح الطفل رجلاً لديه القدرة على العطاء والحب والبناء والإنتاج والإبداع والابتكار وخدمة نفسه وأسرته ومجتمعه وبلده والعالم.

أما إن قصرنا في تربية أطفالنا يصبحوا مشوهين نفسيًا في طفولتهم ليس لديه قدرة أو مناعة نفسية ويصبح عرضة لضغوط الحياة فيتعاطى المخدرات ويرتكب الجرائم التي نسمع عنها يوميًا.

عزيزي القارئ.. إن أسباب الجرائم والقتل والهرج الذي نحن فيه عديدة لا يمكن حصرها، وإنما يمكن مقاومتها وجردها والقضاء عليها، وتوجهنا الصحيح للدين الوسطي بتربية أبنائنا على ما هو حلال وما هو حرام بتقويم سلوكهم النفسي قبل البحث عن الأموال ببناء أشخاص بلا ضمائر وبلا نفوس سوية يسلمون أنفسهم إلى شياطينهم، وبدلا من البحث عن عمل وإنتاج وإبداع يبحثون عن مخدر وعقار بالسير وراء غرائزهم وارتكاب أفعال حرمها الله في جميع الأديان من تعاطي المخدرات بجميع أنواعها والسير وراء نزواتهم بارتكاب الزنا والشهوات التي تؤدي للقتل وبتدمير مجتمعاتهم.عزيزي القارئ.. إن هدم الكعبة عند الله أهون من إراقة قطرة دم.أعزائي القراء.. اعملوا جاهدين على تربية أبنائكم دينيًا ونفسيًا وسلوكيًا، وقبل ذلك أذكر نفسي وإياكم بقول حذيفة رضي الله عنه قال: “يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتهم سبقًا بعيدًا فإن أخذتم يمينًا وشمالاً فقد ضللتم ضلالاً بعيدًا”.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب