رأي

صبرة القاسمي يكتب.. لماذا قتلت القاعدة الظواهري ؟

بعد اغتيال الرئيس الراحل البطل انور السادات واستشهاده يوم ‏السادس من أكتوبر من عام 1981 وسط العرض العسكري احتفالا ‏بمرور ثمان سنوات على نصر أكتوبر العظيم الذي حققته القوات ‏المسلحة المصرية وسط دهشة العالم بأسره..، تمت محاكمة المجرمين ‏المتهمين بقتله،. برز أسم ايمن الظواهري الطبيب المصري حديث ‏التخرج وسليل العائلة العريقة، وعرف كواحد من أبرز قيادات تنظيم ‏الجهاد الإرهابي في ذلك الوقت‎ .‎

‎ ‎أمضى د ايمن الظواهري فترة عقوبته مدان بتهمة حيازة أسلحة.. ، ‏وبرأته المحكمة من تهمة اغتيال الرئيس الراحل انور السادات، وبعد الافراج عنه في عام ١٩٨٥ سافر الي المملكة العربية السعودية‎ .

‎ ‎تحركات الظواهري و المحطات المختلفة التي مر من خلالها كانت ‏ترمي إلى الانتقال بتنظيم الجهاد المصري من المحلية الي العالمية ، ‏هذا الهدف دفعه إلى السيطرة على تنظيم القاعدة و السيطرة على قائده ‏أسامة بن لادن ، كانت هناك اكثر من جهة استخباراتية إقليمية ودولية ‏تراقب وتسعى إلى السيطرة على العقل المدبر للتنظيم ، فقد حاول ‏جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكي‎ CIA

عبر وسيط مصري ‏التقرب من الظواهري و قيادات الجهاد في محاولة للسيطرة أو التأثير ‏على القرار داخل القاعدة وتنظيم الجهاد المصري ، و لكنها لم تفلح ، ‏و حاولت أجهزة الاستخبارات الإيرانية من خلال عدد من الوسطاء ‏المصريين و الفلسطينيين و بعض الشخصيات من دول الخليج ، و ‏كانت ثمرة هذه الوساطة تعاون ما بين الجهاد المصري و الجهاد ‏الفلسطيني في بعض العمليات و لكن دون علم المنفذين أن لإيران يد ‏في التمويل ، إلى أن ظهرت بعض عمليات التمويل المباشرة للتنظيم ‏من خلال وساطة شخصيات جهادية أو اخوانية ، و هذا ما رفضه ‏الظواهري بصفة شخصية ورفضه التنظيم‎ ‎‏ أيضاً اثناء الحرب الروسية الافغانية و بعد انتصارات الافغان و التحول الذى ‏دعت له طالبان في دولتها الاولي، و محاولات طرد المجاهدين العرب، ‏بما فيهم من تزوج من افغانية.. و بعد أحداث ١١ سبتمبر حاولت ‏إيران الوصول إلى تنظيم القاعدة و السيطرة عليه لأكثر من مرة، و قد ‏وصل الأمر إلى أنفاق ملايين الدولارات في وساطات فاشلة للوصول ‏إلى قلب أو عقل التنظيم.. و لكن لم تفلح تلك المحاولات، و ذهبت ‏الأموال الإيرانية هباء منثورا.

كان ذلك نتيجة مواقف عدة اتخذها بن لادن و الظواهري، سواء ‏بصورة منفردة أو مجتمعين. وكذلك لجأ عدد من عناصر التنظيم إلى ‏إيران هربا بعد قصف تورا بورا ..وقبعوا فى إيران لمدة زمنية كبيرة ‏، و كان الملالي على أمل أن يسيطروا على تنظيم القاعدة و لكن لم ‏يحدث‎ .‎

تسارعت الأحداث مع حقبة ما يطلق عليه ثورات الربيع العربي.. و ‏مقتل أسامة بن لادن على يد الامريكان..، و تولي الظواهري قيادة ‏القاعدة..‏

لقد أنتجت أحداث ما يطلق عليه الربيع العربي عددا من الافرازات ‏أهمها في مجال حديثنا اليوم هو حالة الارتباك المجتمعية التي أدت إلى ‏انتساب عدد غير قليل من الشباب إلى تنظيمات الاسلام السياسي و في ‏القلب منها تنظيم القاعدة، و ارتقي عدد من قيادي الجهاد الإسلامي ‏المصري مناصب حساسة في تنظيم القاعدة، هنا عادت طهران إلى ‏التفكير في السيطرة على تنظيم القاعدة مرة اخري، و بالفعل ‏استطاعت أن تجد لها بعض ضعاف النفوس داخل التنظيم الذين ‏بدورهم شكلوا حلقة جديدة داخل التنظيم تسعي لتحقيق المصالح ‏الشخصية عبر الأجندة الإيرانية،  وهنا كان لابد من التخلص من الظواهري، العقبة الكبيرة امام تحول ‏التنظيم، بل الأكثر من ذلك أنه كان يرفض كل صور التعاون مع ‏طهران، وزاد من رفضه بالهجوم على المتعاونين مع إيران بما في ‏ذلك حماس و الجهاد الإسلامي الفلسطيني‎.‎

و للحديث بقية ..‏

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى