يحتفل العالم بيوم القلب في 29 سبتمبر من كل عام، بهدف التوعية بأهمية الوقاية من أمراض القلب وتعزيز أنماط الحياة الصحية فالقلب هو النبض الذي يحافظ على حياتنا وحيوية أجسادنا حيث يعمل دون توقف مضخاً الدم في أنحاء الجسم ومع ازدياد حالات الإصابة بأمراض القلب في العالم أصبح من الضروري أن نولي اهتمامًا كبيرًا بصحة قلوبنا ليس فقط من الناحية الجسدية، بل النفسية والروحية أيضًا فالحفاظ على صحة القلب مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا حول كيفية الوقاية من أمراض القلب وتعزيز الصحة العامة .
فمن منظور ديني القلب لا يمثل مجرد عضو جسدي بل هو موطن للإيمان والمشاعر الروحية يقول الله تعالى “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.” وهنا نجد أن القلب السليم يشمل الجوانب الجسدية والنفسية والروحية فالاهتمام بالقلب يبدأ من تحسين علاقتنا مع الله ومع الآخرين، حيث أن الكراهية والحقد هما أكبر أعداء لصفاء القلب فالعناية بالنفس ونشر الحب والتسامح هي خطوات أساسية للحفاظ على قلب نقي وسليم.
و كذلك الصحة النفسية لها تأثير مباشر على صحة القلب فالتوتر والقلق المستمر يؤديان إلى زيادة العبء على القلب مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية و بالتالي يجب علينا البحث عن طرق صحية للتعامل مع ضغوط الحياة مثل التأمل وممارسة الرياضات التي تساعد على تهدئة العقل فعندما يكون القلب في سلام داخلي، ينبض بحيوية أكبر ويعكس ذلك على صحة الجسم بأكمله.
بالإضافة إلى ذلك فالعناية بصحة القلب تتطلب التزامًا بنمط حياة صحي يشمل الفحوصات الدورية و هذه الفحوصات تشمل قياس ضغط الدم ومستوى الكوليسترول وفحص السكر في الدم والكشف المبكر عن المشكلات الصحية يسمح باتخاذ التدابير الوقائية المناسبة قبل أن تتطور إلى أمراض قلبية خطيرة.
وكذلك الحفاظ على وزن مثالي هو جزء أساسي من الوقاية من أمراض القلب فالوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب و أيضا اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان في الحفاظ على وزن صحي و ينصح الأطباء بتقليل تناول الأطعمة المشبعة بالدهون غير الصحية والسكريات، والتركيز على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
و أيضا الإقلاع عن التدخين خطوة جوهرية لحماية القلب فالتدخين هو أحد أكثر العوامل المسببة لأمراض القلب والشرايين حيث يزيد من احتمالية تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية فالإقلاع عن التدخين لا يحسن فقط صحة القلب بل يُحسن الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
و بالتأكيد ممارسة الرياضة بانتظام هي واحدة من أفضل الطرق لتعزيز صحة القلب فالنشاط البدني يقوي عضلة القلب ويحسن الدورة الدموية مما يساعد على خفض مستويات ضغط الدم والكوليسترول. يُنصح بممارسة التمارين المعتدلة مثل المشي السريع أو السباحة لمدة 30 دقيقة يوميًا.
في النهاية القلب هو نبض الحياة الذي يستحق منا كل اهتمام ورعاية . دعونا نحرص على اتباع نمط حياة صحي و أن نقي قلوبنا من مشاعر الحقد والضغينة، و أن نحافظ على صحتنا الجسدية والنفسية، فالحفاظ على قلب سليم يضمن لنا حياة مليئة بالسلام الداخلي والقدرة على مواجهة تحديات الحياة بحب وتوازن، فلنجعل قلوبنا في مقدمة أولوياتنا لأن القلب السعيد والصحي هو مفتاح السعادة الحقيقية مع تمنياتي لكم بقلب صحي و حياة مليئة بالسعادة و النشاط .
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب