سيد عيسى يكتب.. لماذا “بريكس” الآن؟
تعد مجموعة “بريكس”، تكتلاً اقتصادياً عالمياً يضم خمس دول عملاقة (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا)، هدفها الرئيسي تعزيز التعاون الاقتصادي، وإعطاء صوت أقوى للدول النامية في الاقتصاد العالمي. ومنذ فترة قريبة، حصلت قفزة كبيرة في هذا التجمع بعد انضمام مصر بشكل رسمي للمجموعة، وهو ما يعد خطوة جريئة ومهمة!
لماذا انضمام مصر لـ”بريكس” مهم؟
1. فرص استثمارية واقتصادية أكبر:
مصر من خلال الانضمام لـ”بريكس” تفتح أبواب الاستثمار لبلدها وتزيد من تدفق رؤوس الأموال إليها، أي أنها لن تستفيد فقط من استثمارات الدول الأعضاء في مشاريع جديدة، ولكن يمكن أن تستفيد من تسهيلات مالية ودعم تقني، سواء في مشاريع بنية تحتية، أو تكنولوجيا، أو طاقة متجددة، وهو ما سيكون له تأثير على الاقتصاد المصري في المستقبل القريب!
2. التعامل بالعملات المحلية بدل الدولار:
واحد من الأهداف التي تسعى إليها مجموعة “بريكس” هي تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي في التجارة البينية. وهذا يفتح باباً ضخماً لمصر، إذ إنها ستستفيد من عمليات تبادل تجاري بعملاتها المحلية مع دول المجموعة. هذا الموضوع يمكن أن يحمي الاقتصاد المصري من تقلبات أسعار الدولار، ويقلل العبء على الاحتياطات الأجنبية في البلد.
3. توازن في العلاقات الدولية:
انضمام مصر لمجموعة “بريكس”، يعطيها مساحة توازن أكبر في علاقاتها الدولية. بمعنى أنها لن تعتمد على الشراكات التقليدية مع الغرب، بل تفتح لنفسها فرصًا جديدة مع شركاء عالميين من الشرق. العلاقات مع الصين، وروسيا، والهند تتطور أكثر، وهذا يخلق نوعًا من التوازن السياسي والاقتصادي، بحيث تكون مصر قادرة على المناورة بين مختلف القوى العالمية بمرونة أكبر. باختصار، هي خطوة استراتيجية من العيار الثقيل.
4. نقل المعرفة والتكنولوجيا:
دول “بريكس” تعدّ من أهم الدول التي تتميز في مجالات التكنولوجيا والابتكار. “حين تشارك مصر في هذه المجموعة، سيكون هناك تبادل للمعرفة والتقنيات الجديدة، سيفيد الشباب المصري ويوفر فرصًا أكثر للابتكار والتطوير داخل البلد. مثلًا، الصين والهند من الدول التي حققت طفرات كبيرة في التكنولوجيا، والتعاون معهم سيفتح الأبواب لمصر، لأنها ستستفيد من هذه التطورات”.
5. تعزيز الأمن الغذائي والطاقة:
تحتاج مصر لتأمين احتياجاتها من الغذاء والطاقة، خصوصًا في ظل التحديات العالمية. تعد مجموعة “بريكس” منصة ممتازة لذلك، لأن التعاون معهم سيساعد مصر في تطوير زراعتها والاستفادة من التقنيات الحديثة في الإنتاج الزراعي، بالإضافة لتعزيز شراكاتها في مجالات الطاقة، خصوصًا الطاقة النظيفة.
أخيرًا، بناء صورة دولية أقوى:
مشاركة مصر في تجمع مثل “بريكس” يعطيها صفة “الدولة الفاعلة”، التي لها كلمة في الاقتصاد العالمي، وهذا يعزز مكانتها، كما أنه يمنحها فرصاً أكبر في المستقبل، كأن تلعب دورًا مؤثرًا على المستوى الدولي، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب