أحمد عرابي: تغير سياسيات واشنطن إتجاه ليبيا

قال الكاتب والباحث السياسي في الشأن الليبي “أحمد عرابي” إن بعض من القادة في ليبيا على المستويين الشرق والغرب من البلاد سوف يقومون بزيارة العاصمة الأميركية واشنطن خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بدعوة من إدارة الرئيس الأمريكية “دونالد ترامب” حيث ستقدم إدارته على الأرجح خلال هذه الزيارات خطة مقترحة صوب تسوية الأوضاع السياسية في ليبيبا وتهدف إلى إرساء الاستقرار ولإيجاد حل للأزمة السياسية المستمرة منذ عقود في البلاد.
اقرأ أيضا: أحمد عرابي: الكعكة الليبية تتضح معالمها بين القوتين العظمتين
وأضاف عرابي إنه من المرجع أن يزور رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة “عبدالحميد الدبيبة” سيزور العاصمة الأمريكية هذا الأسبوع برفقة عدد كبير من مسؤولي وزاراته، حيث سيتضمن جدول زيارة عبد الحميد الدبيبة عقد عدة اجتماعات في مقر وزارة الخارجية الأمريكية ولقاءات بعدد من مسؤولين أميركيين بارزين في واشنطن، هذا أيضاً و أتوقع زيارة رئيس أركان القوات البرية للقيادة العامة للقوات ال مسلحة الليبية الفريق “صدام حفتر” إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن ينتهي شهر أبريل الحالي ، إلى إنه من شأن هذه الزيارات السماح لواشنطن بمشاركة خطتها لحل الأزمة السياسية في ليبيا مع طرفي الصراع الرئيسيين في البلاد، كذلك مناقشة رؤيتها لحل الأزمة السياسية الراهنة.
ووفقًا لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي كما وضعتها إدارة ترامب الثانية، هناك خمس أولويات ستكون هي: أمريكا أولًا، وتعزيز التفوق الأمريكي في الطاقة والاقتصاد، ومواجهة التمدد الصيني والروسي، ومكافحة الجماعات المسلحة، والتصدي للهجرة غير النظامية، فالرسالة الرئيسية هي رسالة جيوسياسية وأمنية واقتصادية مفادها أن أمريكا تراقب دون أن تتورط بشكل مباشر، ولن تتدخل إلا عند تهديد مصالحها الاستراتيجية، ولهذا ستواصل اعتمادها على الحلفاء لتطبيق سياسة القيادة من الخلف، بهدف تقليل النفقات العسكرية وتوجيه الموارد نحو تعزيز القوة الاقتصادية والناعمة، وفي ذات الوقت فالسياق الملتهب قد يدفع الأمريكيين إلى إعادة النظر في وجهة التحرك، خصوصًا مع تزامن هذه الجولة مع وصول قطع بحرية روسية إلى الجزائر، تضم غواصات هجومية وقاطرات دعم ونقل ذخيرة فهل هي محض صدفة في هذا التوقيت ؟ أم إن المنطقة المغاربية مقبلة على مزيد من التصعيد والاحتكاك؟ سيما أن الولايات المتحدة تتابع بالفعل تحركات بعض القطع البحرية الروسية في المنطقة ذاتها .
فواشنطن ربما قررت ألّا تترك ليبيا لقوى إقليمية متضاربة أو للفراغ الدولي، في ظل التصعيد الإقليمي واحتدام الصراع بين محاور متنافسة داخل ليبيا، وبالتالي، فهذه رسالة مباشرة لأمراء الحروب إنه لا للتصعيد و لا للاشتباك في هذا الوقت.
يأتي كل هذا فيما قد أعلن “مسعد بولس” مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن إدارة ترامب تعمل على بلورة رؤية شاملة لحل الأزمة الليبية، تقوم على نهج عملي ومتوازن يهدف إلى استعادة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وصرح بولس بأن المقترح الأميركي لحل الأزمة في ليبيا يشمل مشاركة شاملة من جميع الأطراف الليبية دون إقصاء، مشيراً إلى سعي واشنطن إلى إقناع الأطراف بالجلوس على طاولة المفاوضات، وإعادة إطلاق العملية السياسية المُعطلة منذ عدة سنوات، مؤكداً إن الولايات المتحدة لن تسمح باستمرار الجمود السياسي الراهن، والتحرك الأميركي يعكس التزاما باستقرار ليبيا ومصالح شعبها في الوقت الحالي .
الباحث السياسي أوضح إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم عمل اللجنة الاستشارية الخاصة المشكلة من قِبل بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى في ليبيا، التي ستعلن نتائج أعمالها في ختام شهر أبريل الجاري، في ذات الوقت قد دعا السفير “جون كيلي” القائم بأعمال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دعا المسؤولين في ليبيا إلى الاتفاق على موازنة مالية موحدة من أجل حماية قيمة الدينار الليبي، والتحسين من الوضع الاقتصادي العام لدى المواطن، فيما قد حذر من تداعيات استمرار الانقسام المالي والاقتصادي على ليبيا، يأتي ذلك في الوقت الذي وصلت فيه سفينة “يو إس إس ماونت ويتني” الأميركية العسكرية إلى العاصمة طرابلس، الأحد الماضي، دعما للتعاون الأميركي للأمن الإقليبي الليبي، وكانت السفينة الأمريكية قد رست خلال وجودها في ليبيا في مدينتي طرابلس وبنغازي وفق ما جاء في بيان السفارة الأميركية، مؤكدة هذه الزيارة التزام الولايات المتحدة بليبيا موحدة ومستقرة وذات سيادة من خلال التفاعلات العسكرية والتواصل الدبلوماسي، وتعزيز الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي يمثل أولوية للولايات المتحدة الأمريكية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب