رأي

إدريس إحميد يكتب.. دول تتراقب سياسة إدارة ترامب 

انتهي سباق الانتخابات الأمريكية، وفاز ” دونالد ترامب ” بالرئاسة لمرة الثانية ، وقد تابعت دول العالم السباق بسبب تأثيرها الكبير على العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي ، وتختلف الدول ومكانتها لدى الولايات المتحدة، واهتمامها ..
نحاول تحديد الدول وابرزها :

القضية الفلسطينية :

إدارة ترامب في ولايته السابقة اتخذت موقفًا مؤيدًا لإسرائيل بشكل واضح في العديد من القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق بنقل السفارة إلى القدس وطرح “صفقة القرن”. كما عملت على تعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال اتفاقيات تطبيع، في حين أن الفلسطينيين شعروا بأن الولايات المتحدة قد انحازت بشكل كامل إلى جانب إسرائيل. السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب أضعفت دور الولايات المتحدة كوسيط محايد في عملية السلام وأدت إلى تعميق الانقسام الفلسطيني-الإسرائيلي ، ولن يتغيير الموقف وسوف يزداد الدعم للاسرائليين ويتغاضي عن جرائمهم، ونعتقد بأن تصريحات ترامب أثناء الحملة الانتخابية، بحل الصراع في المنطقة هو خذاع للفلسطنين، ويقصد استكمال وعوده للاسرائليين، وقد صرح ترامب بخصوص أحداث أمستردام بقوله ..إن ماحدث هو معاداه السامية، مذكرا بالظلم الذي تعرض له اليهود .

1. الصين :
العلاقات بين الولايات المتحدة والصين كانت محور اهتمام في عهد ترامب، وخاصة في مجالات التجارة والأمن السيبراني. أي تغييرات في سياسة ترامب تجاه الصين ستكون ذات تأثير كبير على الاقتصاد العالمي والتمويل الدولي.
نعتقد بأن هذه الدول جربت ادارة بايدن ، من حيث المرونه ، وخاصة الصين التي تفضلها عن ادارة ترامب ،وقد حدث تغييرات تضع الطرفين امام التفكير في الاخر .

2. روسيا الاتحادية واكرانيا :

تترقب روسيا تطورات السياسة الأمريكية، حيث أن العلاقات مع إدارة ترامب كانت مليئة بالتوترات والتحديات، ولكنها تركز أيضاً على كيفية إدارة ترامب لقضايا مثل التسلح والأمن الأوروبي .
سوف تستفيد أدارة ترامب من الأخطاء التي وقعت فيها أدارة بايدن ،التي وضعت في اولويتها مواجهة روسيا ، واعتبرتها العدو الاولي وسخرت إمكانيات عسكرية ومساعدات لدعم اوكرانيا ،كذلك الدعم الأوروبي، ولم يؤدي إلى وقف روسيا الاتحادية ،
ومن الواضح بأن ترامب يعارض تلك السياسة ، وكما صرح في حملته الانتخابية بأن سوف يعمل على وقف الحرب ، وعلى الرغم أن

ترامب لم يدعُ أوكرانيا بشكل صريح للتنازل عن أراضيها، إلا أن مواقفه المتذبذبة في بعض الأحيان بشأن التفاوض مع روسيا والتعامل مع الدعم الأمريكي لأوكرانيا جعلت البعض يتساءل عما إذا كان سيسعى إلى تسوية ترضي روسيا في حال عودته إلى منصب الرئيس. كانت رسالته في بعض الأحيان تركز على إيجاد حل دبلوماسي، لكن دون دعم مفهوم يتضمن تنازل أوكرانيا عن أراضيها كما تطالب روسيا.

3. الدول الأوروبية:

العديد من الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا وفرنسا، تترقب سياسات ترامب المتعلقة بالتجارة والاتفاقات متعددة الأطراف مثل اتفاقية المناخ (باريس) وحلف الناتو. العلاقات كانت متوترة في فترة حكمه الأولى، ومن الممكن أن يستمر هذا في حال عودته.

إذا شهدت أوروبا أزمة جديدة مثل تصاعد التوترات في أوكرانيا أو أزمة اقتصادية، قد يؤثر هذا على تعامل ترامب مع القارة. على سبيل المثال، قد يسعى إلى تحويل مسؤولية التعامل مع هذه الأزمات إلى الأوروبيين أكثر، مع تهديدات بإعادة تقييم التزام الولايات المتحدة بالدعم العسكري أو المالي لأوروبا في مواجهة التهديدات ،
وقد بدأ الاتحاد الأوروبي يعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا، وسوف تزداد الانقسامات حول التعامل معها ، مما يعجل انشطار التحالف ، وتشجيع دول كالمجر وسلوفاكيا تعارض الحرب في أوكرانيا ، وهذا ماصرح به رئيس وزراء سلوفاكيا برفض بلاده أن يتحمل الاتحاد الاوروبي
المسؤولية المالية الكاملة عن المساعدات العسكرية لكييف إن توقفت الولايات المتحدة عن تمويلها.

4. إيران:

سياسة ترامب تجاه إيران، خاصة انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، كانت محورية في فترة ولايته الأولى. إيران تراقب بشكل حذر ما إذا كان ترامب سيتبع نفس النهج المتشدد أم أنه سيكون أكثر استعدادًا للدبلوماسية ،ولربما تتطور الأمور في ظل التوثر بين إسرائيل وايران ،والقصف المتبادل بينهما حيث تعهدت أمريكا بالدفاع عن إسرائيل .

5. دول الخليج :

(السعودية والإمارات وقطر)
دول الخليج كانت حليفًا قويًا في عهد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الأمنية والطاقة. في حال فوز ترامب، يتوقع البعض استمرار العلاقات القوية في هذه المجالات،
خلال ولاية ترامب الأولى (2017-2021)، كانت العلاقات مع السعودية قوية جدًا من حيث التعاون العسكري والأمني. السعودية كانت حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة، وتم توقيع صفقات أسلحة ضخمة، بما في ذلك صفقة تقدر بمئات المليارات من الدولارات. ترامب كان يدافع عن السعودية في وجه الانتقادات الدولية حول حقوق الإنسان، وأكد على أهمية السعودية في مكافحة الإرهاب، خاصةً في سياق التصدي لإيران.

6. كوريا الشمالية:

علاقات ترامب مع كيم جونغ أون كانت فريدة من نوعها في التعامل مع التوترات النووية. إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، قد تتأثر سياسة التعامل مع كوريا الشمالية بشكل كبير ،
وقد تسعي كوريا إلى التهدئة مع إدارة ترامب كما حدث في لايته الاولي ، ولكن المتغيير الجديد هو الادعاءات بمشاركة كوريا في دعم روسيا في اوكرانيا، وهذا ما يسبب ضغط على أدارة ترامب الديمقراطيين والجمهوريين المتشددين تجاه كوريا الشمالية.

7. دول أمريكا اللاتينية: بعض الدول مثل المكسيك وفنزويلا وكوبا تتابع بحذر سياسات ترامب فيما يتعلق بالهجرة والتجارة، خاصة في ظل تهديداته المستمرة لبناء جدار حدودي.

إن التوجهات السياسية لترامب تؤثر بشكل مباشر على مواقف العديد من الدول حول العالم، ومن المرجح أن تتبع هذه الدول عن كثب أي تغييرات في سياساته، خاصة في القضايا الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى