سوريا على صفيح ساخن.. تصاعد العنف والانقسامات وسط غياب الحلول السياسية
تصاعد التوترات الأمنية في مختلف المناطق

القاهرة- علي فوزي
تشهد سوريا مرحلة جديدة من التصعيد الأمني والعسكري، حيث تتواصل المواجهات العنيفة في الساحل السوري، وسط اضطرابات متزايدة في مناطق أخرى، مما يعكس تعقيد المشهد الداخلي وغياب الحلول السياسية.
وتشهد بعض المناطق عمليات مداهمات واعتقالات مكثفة تحت ذرائع أمنية، إلا أن مصادر محلية تؤكد أن هذه العمليات تفتقر إلى الدقة، مما أدى إلى وقوع اعتقالات عشوائية شملت حتى الأطفال وطلاب الجامعات. كما تعرضت مناطق في ريف حمص وحماة واللاذقية لاقتحامات عنيفة، تخللتها انتهاكات واسعة، بما في ذلك القتل العشوائي والخطف، ما يزيد من الانقسامات داخل المجتمع السوري.
اقرأ أيضا: هل تكون أحداث «ضاحية جرمانا» بداية تنفيذ مشروع التقسيم في سوريا؟
الأزمة الاقتصادية تفاقم معاناة السوريين
يواجه المواطنون أزمة اقتصادية خانقة، مع تفاقم التضخم وارتفاع معدلات البطالة. وعلى الرغم من الوعود بزيادة رواتب الموظفين بنسبة كبيرة، إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ، مما أدى إلى إحباط واسع في الشارع السوري، خاصة مع استمرار فصل أعداد كبيرة من العاملين دون تقديم بدائل اقتصادية واضحة.
كما تشير التقارير إلى أن الأموال المودعة في المصرف المركزي لم تُستخدم لتحسين الأوضاع المعيشية، مما ساهم في تصاعد الاحتقان الاجتماعي.
تصعيد عسكري في الساحل السوري
شهدت المناطق الساحلية مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية، أدت إلى سقوط مئات القتلى من القوات الأمنية والمسلحين المعارضين، في مشهد يعيد للأذهان النزاعات العنيفة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
وفي ظل هذا التصعيد، تصاعدت دعوات النفير العام في عدد من المناطق، حيث تدفقت مجموعات مسلحة مجهزة بأسلحة ثقيلة، ما ينذر بموجات جديدة من العنف والنزوح.
مخاوف من تصاعد العنف الطائفي
مع تزايد العمليات العسكرية، تزايدت التقارير عن استهداف المدنيين، لا سيما في مناطق الساحل السوري، حيث أشارت تقارير إلى وقوع اعتداءات ممنهجة على بعض الطوائف، وسط مخاوف من تصاعد العنف الطائفي.
كما أُبلغ عن عمليات خطف واستهداف للمدنيين في بعض المناطق، ما يثير القلق بشأن إمكانية وقوع عمليات تطهير عرقي على نطاق أوسع.
التدخلات الخارجية تعمّق الأزمة
تتزايد التدخلات الخارجية في المشهد السوري، حيث تسعى قوى دولية إلى تعزيز نفوذها داخل البلاد، في ظل استمرار الصراع بين الفصائل المحلية. وتشير التقديرات إلى أن هذا الصراع على النفوذ قد يؤدي إلى تقسيم سوريا فعليًا، مع تصاعد النزاعات الفئوية والطائفية.
مستقبل غامض في ظل استمرار الصراع
في ظل التصعيد الأمني والاقتصادي المستمر، تبدو سوريا في طريقها نحو مزيد من الفوضى، وسط غياب أي بوادر لحلول سياسية حقيقية. وبدلًا من التركيز على المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار، تتجه البلاد نحو مزيد من الانقسامات، ما يجعل مستقبلها أكثر ضبابية.
ويبقى السؤال: هل تستطيع سوريا تجاوز هذه المرحلة الحرجة، أم أن استمرار الصراع سيؤدي إلى مزيد من التفكك؟
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب