رأي

أسماء عبدالكريم تكتب.. خطة أوديد يينون: المؤامرة التي مهدت لتفكيك سوريا

أعلن مقاتلو الجماعات المسلحة السورية ٨ ديسمبر ٢٠٢٤ أنهم أطاحوا بالرئيس بشار الأسد بعد السيطرة على دمشق مما أجبره على الفرار وأنهى عقودا من حكم عائلته بعد أكثر من 13 عاما من الاضطرابات الداخلية، حيث كانت الحرب على الأرض السورية مأساة مستمرة منذ أمد بعيد. فمنذ عام 2011 لقي أكثر من 500 ألف سوري حتفهم، بمن في ذلك أكثر من 200 ألف مدني، وفقاً لخبراء حقوق الإنسان. كما فر ملايين السوريين من ديارهم. وكان تدفق اللاجئين إلى أوروبا كبيراً بما يكفي للمساعدة في زعزعة استقرار السياسة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأماكن أخرى وفي لحظة زلزالية بالنسبة للشرق الأوسط وجه المتمردون ضربة قوية لنفوذ روسيا وإيران في سوريا في قلب المنطقة – الحليفتين اللتين دعمتا الأسد خلال فترات حرجة ولكنهما انشغلتا بأزمات أخرى في الآونة الأخيرة.

بداية أُطلق على هذا الهجوم اسم عملية “ردع العدوان”، وشاركت فيه عدة مجموعات سورية مسلحة من الإرهابين  بقيادة هيئة تحرير الشام وبدعم من الفصائل المتحالفة معها والمدعومة من تركيا وتعتبر هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع وهو أحد أبرز الشخصيات الإرهابية في سوريا والمنطقة والذي لعب دورًا كبيرًا في قيادة المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة قبل أن يعلن انفصال جبهة النصرة عن القاعدة وتأسيس هيئة تحرير الشام كما أن وزارة الخارجية الأمريكية اعلنت عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه الآن  أكبر الفصائل وأكثرها تنظيماً  حيث حكمت محافظة إدلب لسنوات قبل هذا الهجوم ومن بين الفصائل الأخرى التي شاركت في العملية  الجبهة الوطنية للتحرير، وأحرار الشام، وجيش العزة، وحركة نور الدين الزنكي-جيش الاحرار -جيش السنه الجبهة الشاميه -فرقه  السلطان مراد فرقه الحمزه- فرقه المعتصم – فيلق الشام – أنصار التوحيد – الفرقه ٧٧ احرار الشام – قوات سوريا الديمقراطية – لواء السلاجقة – قوات الصناديد وغيرهم الكثير ومع تزايد الانقسام الداخلي بين القوي المصارعة  مما يعقد المشهد ويقلل  فرصة الحل السياسي ومع تفاقم الأحداث الحاليه ومنها استيلاء جبهة تحرير الشام علي حلب و حماه و تطرق إلي حمص  وسرعان ما تم استلائها علي دمشق دون اي مقاومه من الدولة وعلي رأسها  الجيش السوري كما تم استيلائها علي ٤ مطارات مهمه وهما مطار سوريا الدولي و مطار كويرس مطار منغ مطار  النيران   كان  الروس يستخدموها لقصف قوات المعارضه من ٢٠١٦ إلي ٢٠٢٠ الان يتم تحجيم دور روسيا في سوريا  بالنظر إلى موقع سوريا  الذي يربط منابع النفط في العراق بالبحر الأبيض المتوسط فضلاً عن كونها جسرًا بين الشيعة في العراق وإيران وحزب الله في لبنان. وبالتالي، كان لها دور مركزي في تحقيق التوازن الإقليمي، ما جعلها تحت أنظار القوى الكبرى التي كانت تسعى لتطويعها لخدمة مصالحها

مخططات تقسيم سوريا : خطة “أودد يينون” عام 1982:

تعد وثيقة “استراتيجية  إسرائيلية للثمانينات”، التي نُشرت في مجلة “كيفونيم” عام 1982، من أهم الوثائق التي كشفت عن رؤية استراتيجية عميقة وطويلة الأمد تسعى من خلالها إسرائيل إلى تحقيق تفوق إقليمي دائم في الشرق الأوسط. تقدم الوثيقة خريطة طريق لكيفية التعامل مع الدول العربية المجاورة من خلال استغلال نقاط ضعفها الداخلية، مع التركيز على تفتيت هذه الدول إلى كيانات أصغر يسهل السيطرة عليها وتعد تجزئة لبنان الى خمس دويلات بمثابة نموذج لما سيحدث فى العالم العربي بأسره وينبغي أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا الى مناطق منفصله علــــى أساس عرقي أو ديني أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد منذ صدور وثيقة “كيفونيم” في عام 1982، وضعت سوريا في قلب المخططات الصهيونية لتقسيم العالم العربي إلى دويلات  طائفية  وعرقية، مما يجعل من الصعب بناء دول موحدة وقوية في المنطقة كانت سوريا هدفًا اوضحًا لهذه الاستراتيجية  حيث دعت الوثيقة إلى تقسيم البلاد إلى دويلات  طائفية على غرار ما حدث في لبنان. بعد ٤٠ عامًا، يمكننا أن نرى أن سوريا باتت تعيش اوقعًا مشابهًا لما خططت له الوثيقة، حيث شهدت البلاد صراعات داخليًا مدمر ادي  إلى تشرذم المجتمع السوري وتفكيك الدولة هذا المشروع الصهيوني، انطلق من أفكار المؤسس الأول للصهيونية السياسية- ثيودور هيرتزل الذي أعلن عنه صراحة عام ١٩٠٤عندما

قال (: لقد تحدثنا في الأمر، نريدها من النيل إلى الفرات، إن ما يلزمنا ليس الجزيرة  العربية الموحدة، وإنما الجزيرة العربية الضعيفة المشتتة والمحرومة من إمكان الاتحاد ضدنا) وتأكيدا على الأطماع الصهيونية في المنطقة العربية أعادت مجلة اكسيكميوتف انتلجنت ريسرتش بروجيكت      Executive Intelligent Research Proiect التي تصدرها وزارة الدفاع الأميركية، في حزيران من عام ٢٠٠٣ نشر المشروع الخطير الذي اقترحه المؤرخ الصهيوني الأميركي الشهير- برنارد لويس- والذي اقترح فيه تقسيم الشرق الأوسط الى أكثر من ثلاثين دويلة اثنية ومذهبية لحماية المصالح الأميركية واسرائيل، ويتضمن المخطط تجزئة العراق إلى ثلاث دويلات وإيران إلى أربع والأردن إلى دويلتين، ولبنان إلى خمس دويلات والسودان إلى أربع والسعودية إلى عدة دويلات.. الخ سجلها صحفي هندي في كتاب عنوانه (خنجر اسرائيل) عام ١٩٥٧ وأورد كتاب (محنة أمة.. ماذا جرى في العراق..) أن تقسيم العراق فكرة ليست جديدة بل طرحت منذ عام ١٩٥٧ حين نشر الصحفي الهندي كرانجيا كتابا بعنوان (خنجر إسرائيل) توت ضمن وثيقة سرية صهيونية عن خطة عسكرية تقضي  الى اقامة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.

وتقضي الخطة بتقسيم سوريا الى ثلاث دويلات درزية وعلوية وعربية سنية وتقسيم لبنان الى دولتين مارونية وشيعية و بالنظر إلي حكومة نتنياهو لإسرائيلية الحالية و عقيدتها تؤكد العقل التوسعي الإسرائيلي والاستخفاف التام بالقانون الدولي، فبمجرد سقوط نظام الاسد  أعلن نتانياهو انتهاء اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 بحجة أن النظام السوري قد سقط، وكذلك سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة التي حددتها تلك الاتفاقية، بل وتجاوزها بالاستيلاء على الموقع العسكري السوري فى جبل الشيخ وأخيًرا وليس آخًرا قيام إسرائيل بعملية تدمير شاملة لقدرات سوريا العسكرية هي الأولى من نوعها منذ نشأتها، ولنتأمل فى التبرير الإسرائيلي لهذه الأعمال التي تمثل انتهاًكا صارًخا لقواعد القانون الدولي، فمنذ متى كان تغيير النظام الحاكم فى دولة يبرر لدولة أخرى نقض التزاماتها القانونية تجاه البلد الذى وقع فيه التغيير، وكأنه الان يوجد ما يسمى التوارث الدولي، ومنذ متى كان القانون الدولي يسمح لدولة بأن تقرأ أفكار الحكام الجدد فى دولة أخرى تعتبرها مصدًرا محتم للتهديد أمنها، وتقرر أن هذه الأفكار تمثل تهديًدا محتملا، وتقوم بناء على ذلك بعملية تدمير شاملة للقدرات العسكرية للدولة التي رأت أنها مصدر محتمل للخطر، والغريب أن توجهات حكام سوريا الجدد تجاه إسرائيل أكثر من وديعة ويعنى هذا العمل لو تم السكوت عنه أن إسرائيل تملك حق الاعتراض على التطورات السياسية الداخلية فى بلدان الوطن العربي، وأنها باتت الخصم والحكم والُمَنفذ، فتحكم على أي تغيير داخلي تشاء فى أي بلد بأنه مهدد لأمنها وتقوم بالتالي بتدمير شامل لقوته العسكرية كما فعلت فى الجيش السوري والمؤسف أن يتم ذلك فى ظل صمت دولي شبه كامل، ناهيك بالدعم الأمريكي السافر للأعمال الإسرائيلية واعتبارها عمال مبررا من أعمال الحفاظ على الأمن الإسرائيلي ومن الواضح مما سبق أن ما جرى فى سوريا وتداعياته العربية جد خطير وأن القادم يمكن أن يكون أسوأ بكثير من منظور المصالح العربية

 

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى