رأي

محمود كمال يكتب.. سوريا: جرح مفتوح ام ندبة تلتئم؟

مما لا شك فيه ان المشهد السوري أصبح بين ليلة وضحاها هو العامل المشترك بين جميع التساؤلات في المشهد السياسي العربي، حيث استطاعت الفصائل العسكرية في زمن قياسي من الهجمات العسكرية المتتالية الإطاحة بنظام بشار الاسد الذي استمر لحوالي ربع قرن منذ توليه السلطة خلفا لحافظ الاسد في يوليو 2000.

الا انه هو في الوقت نفسه تباينت الآراء حول المصير السوري بأشكال عده وتساؤلات عده، فقد سيطرت عده تساؤلات على حوادث جميع متابعي المشهد منها ما هي وسيلة تسليم السلطة في الوقت الحالي، هل ستتشكل حكومة مؤقته لحين انتخابات ديمقراطية عادله ام ستتولى الفصائل الحكم بشكل مباشر وما هو مصير اتفاقية فض الاشتباك التي تم توقيعها بين سوريا وإسرائيل في مايو 1974 وفي النهاية من المسؤول ومن المستفيد. وفي رد موحد يمكن الرد به على الأسئلة السابقة بشكل عام، ان اهم كابوس يتجلى لسوريا في الوقت الحالي هو التعدد العرقي من ناحية والقوى الخارجية من ناحية أخرى.

فالتعدد العرقي سيمثل خطراً مداهماً على الوضع السوري خصوصا في ظل سعي الاكراد (تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية) للحصول على حكم ذاتي باقتطاع اجزاء سوريه، عراقية، تركيه بالإضافة الى القوات المختلفة التي تحارب بمسميات مختلفة وتحت رايات متعددة مثل جيش العزة، جيش الإسلام، فجر الحرية، فرقه السلطان مراد، الجبهة الشامية، فصائل درعه، لواء العمري رجال الكرامة والكثير الكثير. مما يعكس تأزم الوضع الأمني في سوريا بشكل كبير خصوصا بعد حل الجيش بشكل شبه واضح وخير مثال على ذلك هو تسلل القوات الإسرائيلية بعد بضع ساعات من اعلان اسقاط النظام وحل الجيش لما يقرب من 14 كيلومتر داخل الحدود السورية ضاربة بذلك اتفاقية فض الاشتباك الارض تحت ذريعة منع تسلل الفصائل المسلحة الى المنطقة وحماية الاسرائيليين في هضبه الجولان. واما الخطر الثاني فيتشكل بشكل كبير في القوى الخارجية التي تسعى لتثبيت نفسها في الوقت الحالي وضمان بقائها ونفوزها في المنطقة.

وعلى رأس ذلك إيران التي لن تقبل بشكل قاطع ان تخسر خط الإمداد الاستراتيجي لقوات حزب الله في لبنان، كذلك روسيا والتي تتمركز في حوالي 105 موقع عسكري في سوريا منها حوالي 20 قاعده عسكريه و85 نقطه عسكريه تشمل الثكنات والدوريات العسكرية وتتمثل اهم القواعد العسكرية الروسية في سوريا في قاعدة مطار حميميم الجوية في ريف اللاذقية والمجهز لاستقبال طائرات (الانتونوف) وهي من أكبر الطائرات الروسية التي تحمل الدبابات والمدافع.

وختاما لما سبق فان المشهد السوري يبقى مفتوحا على سيناريوهات عده وتكهنات مختلفة ويكمن التحدي الكبير امام الشعب السوري بعد الإطاحة بنظام بشار الاسد في طريقه التعامل مع تعدد الفاعلين والمؤثرين سواء من الداخل او الخارج.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى