مشروع الوعي

رضا عبد السلام: العدل في مشروع الشرفاء يسهم في بناء وطن قوي – والتجربة الماليزية دليل نجاح

قال الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق، إن مدنية الدولة لا تتعارض إطلاقًا مع الدين، “فهناك منهج أخلاقي لا بد من اتباعه في بناء الدول، منهج يراعي قيمة وبناء الإنسان، ويراعي أيضًا أهمية توصيف القيادة ومراعاة الأبعاد الاجتماعية والدينية والاقتصادية، مع التأكيد أنه ليس هناك أدنى تناقض بين المدنية والدينية”، مشددًا على أن المحيطين الإقليمي والدولي حول مصر مليئان بالتحديات الصعبة، “التي تحتاج منا جميعًا الاصطفاف خلف القيادة السياسية ودعم جهودها الوطنية المخلصة من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والبناء والتنمية، بما يحفظ لنا وحدتنا ودولتنا في هذا المحيط الملتهب”.

 

العدل المطلق رمز لقوة الدولة
وأشاد الدكتور رضا عبد السلام برؤية المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي، ومشروعه الفكري حول نظرية بناء الدولة، مشددًا على أن أي دولة “لا بد أن يكون قوامها العدل، والذي يجسد العدل هو الحكمة والرشد في اتخاذ القرار، كما أنه من خلال قيادة الدولة بمفهوم العدل المطلق يمكن أن يتحقق البناء الحقيقي، ويمكن أيضًا خلق التنافس الشريف لما يسهم في ترسيخ قوة ومتانة الدولة”.

لا تقدم في دولة يسودها الظلم
وأردف الدكتور عبد السلام قائلًا: “علينا أن نكون مدركين ومؤمنين بأن العدل فضيلة، ولكنها للأسف في أحيان كثيرة تكون فضيلة غائبة، فدولة العدل تجد فيها الراحة والسكينة، دولة العدل لا تجد فيها الخوف ولا الترهيب، وهذا هو أساس التنمية الحقيقية، لأن دولة يسود فيها الظلم والقهر لا تنتظر منها أبدًا أي تقدم أو تنمية، وعلى أي حاكم أن يدرك أنه لا يدير حظيرة حيوانات، إنما هو يدير بشرًا وإنسانًا يحتاج إلى الإنسانية في التعامل والرحمة بالقرار والعدل في التطبيق، من هنا يمكن إنشاء مجتمعات عظيمة ذات حاضر وماضٍ عريق، فالعدل قيمة دينية وإنسانية واجتماعية، ولا ينبغي إطلاقًا أن نتخلى عن قيمنا الإنسانية والدينية طالما أردنا بناء دولة القانون”.

المذهبية والطائفية خربتا الأوطان
وأوضح الدكتور رضا عبد السلام أن الدين الإسلامي كان سباقًا في إقامة دولة حقيقية مدنية رسخت فيها القيادة لقيم العدل والحرية والمساواة، وجسدت كل معاني الرحمة والسلام والإخاء والتراحم، بعيدًا عن الظلم والبغي والتطرف والإرهاب، وبعيدًا عن التمذهب والطائفية اللتين خربتا الأوطان ودمرت الدول، وأي مشروع يسعى نحو بناء دولة قوية عليه أن يشرك أفراد المجتمع في صنع القرار، لأن هذا يساعد في ترسيخ قيم الولاء والانتماء والمسؤولية عند الأفراد، وهذا يكون دافعًا ومحفزًا كبيرًا لهم، كي يدافعوا عن أوطانهم وبلدانهم التي يشاركون في صنع قرارها ويحددون مستقبلها.

جدير بالذكر أن مؤسسة مؤسسة “السلام العالمية للأبحاث والتنوير” قد اطلقت أمس (الخميس)، بمبنى “أراك” التابع لـ”دار المعارف” بالقاهرة، أولى الفعاليات الفكرية على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 لعام 2025، والتي تستمر حتى يوم 5 فبراير المقبل، إذ تمت مناقشة أطروحة المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، حول “نظرية الدولة المدنية” و”صفات القيادة”، وذلك بحضور كوكبة من المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات والسياسيين، إذ شارك الأستاذ الدكتور عبد الراضي رضوان عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة الأسبق، والأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، والأستاذ الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق والأستاذ بكلية الحقوق جامعة المنصورة، والأستاذ الدكتور مصطفى النشار أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية، والأستاذ الدكتور حسن حماد عميد كلية الآداب جامعة الزقازيق الأسبق وأستاذ الفلسفة، والباحث هشام النجار، والدكتور أبو الفضل الإسناوي المدير الإقليمي لمركز “رع” للدراسات السياسية، وأدار الفعالية الباحث محمد فتحي الشريف، رئيس مركز “العرب للأبحاث والدراسات”.

حضور ثقافي متنوع
كما شهدت الفعالية حضور عدد من الباحثين والمفكرين ومسؤولي “رسالة السلام” ومركز “العرب للأبحاث”، إذ حضر الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، الأمين العام لمؤسسة “رسالة السلام”، والكاتب أسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة مؤسسة “رسالة السلام”، والأستاذ الدكتور محمد السيد عبد الرحمن المرصفي الأستاذ بجامعة بني سويف، والكاتب الصحفي خالد العوامي مدير تحرير “أخبار اليوم”، والكاتب الصحفي سيد أبو اليزيد، رئيس تحرير صحيفة “عقيدتي” الأسبق، والسياسي السوري شكري شيخاني، والكاتب الصحفي حسام أبو العلا رئيس وحدة الدراسات الثقافية بمركز “العرب”، والمستشار الإعلامي بجامعة الدول العربية معتز صلاح الدين، والكاتب الصحفي عبد الغني دياب، المدير التنفيذي لمركز “العرب للأبحاث والدراسات”، واللواء معز الدين السبكي نائب رئيس مركز “العرب”، بالإضافة إلى الباحثين في مركز “العرب” محمد عودة وداليا فوزي ومحمد عبد الله وعلي فوزي، والباحث أحمد شعبان، والباحث إسلام لطفي موقع “التنوير”، والباحث يوسف حسن مؤسسة “رسالة السلام”، وعدد كبير من المهتمين بالبحث والفكر والتنوير.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى