رامي زهدي يكتب.. لماذا تدفع إفريقيا ثمنا باهظا للتغيرات المناخية؟
الكاتب مستشار مركز العرب للشؤون الإفريقية.. خاص منصة العرب الرقمية
مرة أخرى تعود قمة الأمم المتحدة للأطراف المناخية COP إلى القارة الإفريقية، حيث يجب أن تكون، ليس لأن القارة الإفريقية طرفاً أصيلاً من الأطراف المسببة لأزمات المناخ في العالم، لكن لأن إفريقيا طرف من أكثر الأطراف تأثراً بتبعات التغيرات المناخية حول العالم، الثورة الصناعية الرهيبة في العالم والاستخدام الجائر من الإنسان للبيئة المحيطة والتعامل غير المتوازن مع الطبيعة خاصة في الدول المتقدمة شمالاً وشرقاً وغرباً من العالم، يلقي بآثاره المدمرة على جنوب الكرة الأرضية، حيث القارة الإفريقية التي تحاول ألا تقف منفردة في مواجهة آثار اقتصادية، مجتمعية وإنسانية كبيرة ومعقدة التكوين بسبب التغير المناخي في العالم.
تأتي قمة المناخ COP في دورتها الـ 27 في شرم الشيخ كأحد أهم دورات القمة والتي عقدت سابقا في إفريقيا أربع مرات، 2001 مراكش المغرب COP7 ثم 2006 COP12 نيروبي كينيا، 2011 COP17 دربن جنوب إفريقيا، وأخيرا 2016 COP22 مرة أخرى في مراكش المغرب، والآن الدورة الأهم في شرم الشيخ.
الأهمية تأتي من وجهتي نظر، الأولى أنها القمة العالمية الأهم والأبرز والأكبر في العالم بعد مراحل من تعطل قمم عديدة في العالم بسبب تفشي فيروس كورونا والذي لا يستبعد أن يكون هو نفسه أحد النتائج السيئة للتغير المناخي في نطاقات جغرافية في العالم، وكذلك سياسيا تأتي القمة في ظل صراعات متشابكة تواجه عددا غير قليل من دول العالم، بينما تلقي بنتائجها على معظم دول العالم، ثم وجهة النظر الثانية لأهمية القمة وهي وصول أزمات العالم المناخية لمرحلة خطرة، وأصبح الأمر شديد الحتمية لتعاون دولي منظم بين كافة دول العالم، وتأتي رمزية انعقاد القمة في مصر وهي صوت إفريقيا المسموع وقلبها النابض وعقلها الراجح لتمثل استكمالاً للسعي المصري المتواصل لمحاولة طرح مشكلات القارة الإفريقية أمام العالم، لأن إفريقيا تحتاج مزيداً من الدعم خاصة فيما يتعلق بمحاولة القارة استيعاب الآثار المدمرة للتغير المناخي.
القارة الإفريقية التي ظلت لعقود وما زالت هدفاً للتنافس الدولي وإن اختلف شكل المنافسة من استعماري إلى اقتصادي، إستراتيجي، عسكري، أو حتى استخباراتي، يظل الهدف الرئيسي لكل طامع هو ثروات القارة، وهي الأغنى بين قارات العالم.
الآن، الدور الإيجابي مطلوب من الجميع، المسؤولية مشتركة، أبناء القارة جميعهم عليهم أن يدافعوا عن وجودهم، وأن يتعاملوا مع العالم بما يمتلكون.. لا بما يحتاجون.
ملف مواجهة القارة الإفريقية للتغير المناخي وآثاره السلبية جدا على القارة الإفريقية، هو نموذج قوي ومؤثر لما يجب أن تكون عليه القارة في مواجهة التحديات، وعلى العالم أن يفي بعهوده تجاه القارة الإفريقية، وربما دمجاً قوياً للاقتصاد الإفريقي في الاقتصاد العالمي هو ما تحتاجه القارة الآن أكثر من ذي قبل، وبشدة.
أخيراً، لن تضيع قارتنا الإفريقية أبدا، وفيها مصر.. التي لم ولن تدخر أي جهد من أجل صالح كافة شعوب القارة.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب