المركز في الإعلام

رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي بمركز العرب: الطب الشرعي الرقمي يكشف الجرائم ويحقق العدالة

في ظل الثورة التكنولوجية الحديثة، تعرض الكثيرون لجرائم إلكترونية متنوعة، مثل اختراق الهواتف والحواسيب وسرقة البيانات وانتحال الأسماء وفبركة رسائل واتساب مزيفة، ومحاولات اختراق الحسابات البنكية وبطاقات السداد الإلكتروني والبريد الإلكتروني.

تزايدت هذه الجرائم مؤخراً مع توسع استخدام الخدمات الرقمية في كافة جوانب الحياة اليومية مثل حجز تذاكر السفر واستخدام الكروت الذكية في خدمات المياه والكهرباء والاتصالات، مما يتطلب وسائل حماية أكثر أماناً.

وأكد الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعي بمركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحات صحفية” ، أنه مع التحول الرقمي السريع وانتشار التقنيات الحديثة، تواجه المجتمعات تحديات جديدة تتمثل في الجرائم الإلكترونية. وللتصدي لهذه التحديات، يبرز علم الطب الشرعي الرقمي كأداة حيوية لتحليل واكتشاف الجرائم الإلكترونية واستعادة البيانات الرقمية المرتبطة بها لتقديم الأدلة إلى السلطات القضائية.

وأوضح الدكتور محمد محسن أن الطب الشرعي الرقمي هو علم يستخدم التقنيات المتقدمة لاستخلاص وتحليل الأدلة الرقمية من الأجهزة الإلكترونية مثل الحواسيب، الهواتف الذكية، الشبكات، والسحابة الإلكترونية. يهدف هذا العلم إلى الكشف عن الجرائم الرقمية وتقديم الأدلة للسلطات القضائية لضمان تحقيق العدالة.

أشار الدكتور محسن إلى أن الطب الشرعي الرقمي ينقسم إلى عدة أقسام، منها: الطب الشرعي للحاسبات، الذي يركز على استعادة وتحليل البيانات المخزنة على الحواسيب؛ والطب الشرعي لأجهزة الهواتف النقالة، الذي يهتم باستعادة الأدلة الرقمية من الهواتف المحمولة؛ والطب الشرعي للشبكات، الذي يركز على مراقبة وتحليل البيانات التي تمر عبر الشبكات لكشف المتسللين وجمع الأدلة الرقمية.

تمر عملية الطب الشرعي الرقمي بعدة مراحل أساسية، تبدأ بتحديد الهوية والبحث عن الأدلة وتحديد مكان تخزينها، ثم الحفظ لمنع العبث بالأدلة، والتحليل لإعادة بناء البيانات واستخلاص النتائج، ثم التوثيق بإنشاء سجل لجميع البيانات لإعادة إنشاء مسرح الجريمة، وأخيراً العرض لتلخيص وتقديم النتائج.

يستخدم خبراء تكنولوجيا المعلومات العديد من أدوات الطب الشرعي الرقمي الأساسية في عملية التحقيق الجنائي الرقمي، مثل نظام تشغيل كالي لينكس ونظام تشغيل Parrot OS ونظام التشغيل SIFT Workstation.

على الرغم من دقة وسرية عمليات الطب الشرعي الرقمي، إلا أنه يواجه تحديات مثل إمكانية التلاعب بالخطوط الزمنية والبيانات الرقمية وصعوبة التعامل مع التكرار في البيانات الرقمية وعدم الاعتماد الكامل على الأدلة الجنائية الرقمية بسبب إمكانية التزييف.

واختتم الدكتور محمد محسن حديثه بالتأكيد على أن الطب الشرعي الرقمي أصبح عنصراً أساسياً في تعزيز العدالة في العصر الرقمي، حيث يوفر الأدوات والتقنيات اللازمة للكشف عن الجرائم الرقمية وتقديم الأدلة إلى المحاكم، وعلى الرغم من التحديات، يبقى هذا المجال ضرورياً لحماية المجتمع وضمان تحقيق العدالة في العالم الرقمي المتزايد التعقيد.

 

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى