رأي

د. مصطفى الزائدي يكتب.. حقبة سيئة في التاريخ العربي

في تقديري هذه الحقبة من التاريخ العربي سيئة بشكل عام، فبعد مرحلة التحرر الوطني والتخلص من الاستعمار المباشر وتحقيق الاستقلال الوطني، دخل العرب في معارك مع الاستعمار القديم بشكل جديد وبطرق مختلفة، ثقافية واقتصادية ومحاولات هيمنة واستغلال للموارد وسيطرة على القرار الوطني، بحيث نستطيع القول بكل وضوح، إن الاستعمار عاد من النوافذ بعد أن كان قد طرد من الأبواب، وكان لقيام دولة الكيان المغتصب لفلسطين دور أساسي في استمرار حالة العرب السيئة لتبقى تمامًا كما كانت في عهد الاستعمار، وأدخلت المنطقة العربية في حروب وصراعات وفتن شديدة نتائجها واضحة في الأعوام الماضية، أهم خلاصتها أن العرب لم يستطيعوا مواكبة التطور العالمي في المجالات المختلفة، وبقي العرب رغم ما يظهرونه من تقدم شكلي مظهري على ما هم عليه يقتنون فقط ما يصنعه الغرب المستعمر وما يصدره لهم، ويعيشون فقط بوسائله ومنتجاته، حتى إن الأمة العربية الآن لو قورنت بالأمم الأخرى التي كانت ضعيفة وبسيطة ومتخلفة نجد الأمة العربية الآن في آخر القائمة، رغم الدور الكبير للعرب ورغم الأهمية الكبرى للغة العربية في الحضارة الإنسانية؛ فهي اللغة الرابعة على مستوى العالم من حيث الناطقين، وهي الأولى من حيث المفردات والتعبيرات والقدرة على التعامل مع كل التغيرات والمستجدات دون صعوبة.
أتمنى أن يستفيق الشباب العربي والنخب العربية مع بداية عام 2025، وينتبهوا لما هم فيه، ويؤسسوا لنهضة عربية جدية في كل المجالات، وأول متطلبات هذه النهضة؛ الخروج من حالة العبث والفوضى التي فرضت على الأمة، وثانيًا وهو الأهم؛ إنهاء الصراعات المصطنعة في المنطقة القائمة على أسس طائفية ومذهبية وإثنية، وثالثاً التوجه إلى التعليم، وأنا أتصور أن أكثر شيء هزم فيه العرب هو التعليم، لو تعلمنا بشكل مناسب وجيد لربما كان لنا دور أكبر وأهم في العالم.
العرب يحملون رسالات سماوية مهمة جداً للإنسانية؛ وهي رسالة الإسلام ورسالة المسيحية، وهي رسالات قادت إلى تطور والتحضر للبشرية، الدين الإسلامي والدين المسيحي يفقدان كثيرًا من قوتهما ودورهما إذا ضعف العرب.
الدكتور مصطفي الزائدي – السياسي الليبي

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى