رأي

د. سيد عيسى يكتب.. قيمة الإخوة ومرارة الفقد

تجربة مؤلمة مررت بها خلال شهر رمضان المبارك 2025، إذ شعرت، بمرارة الألم عندما فقدت الأخ والسند، الحبيب الغالي رجل الأعمال أشرف عيسى الذي غادرنا فجأة، بعد أن استشهد في حادث أليم في أيام شهر رمضان المبارك.

وعلى الرغم من صعوبة ومرارة الفقد، خصوصًا عندما يكون الفقيد يمثل لك الكثير والكثير، فهو ليس أخًا فقط، وإنما جزء مهم في حياتك، ولم يكن لنا متنفس سوى الإيمان بقضاء الله وقدره، الذي منحنا الصبر على تلك المحنة.

لذلك سأخصص مساحة اليوم، للحديث عن المعنى الحقيقي للإخوة، وقبل الولوج في الحديث، أتقدم بخالص الشكر والتقدير والعرفان للسادة الوزراء والمسؤولين والأهل والأصدقاء الذين شاركونا الحزن في هذا المصاب الأليم، وأخص بالذكر معالي نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، الفريق كامل الوزير، ومعالي وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، وكل المسؤولين في نادي المنصورة على تأبينهم للمرحوم، كما أشكر أهالي قرية سلكا بالمنصورة، وأشكر كل السادة أعضاء مجلس النواب والشيوخ ورجال القضاء والشرطة والإعلاميين والصحفيين والفنانين والرياضيين الذي قدموا لنا واجب العزاء في فقيدنا الغالي.

وإليكم الحديث عن معنى الإخوة الحقيقي

الإخوة من أعظم النعم التي ينعم بها الإنسان في حياته، فهم أقرب الناس إلينا وأول من نشاركهم لحظاتنا السعيدة والحزينة. يعد الإخوة علاقة فريدة تتجاوز مجرد الارتباط العائلي، إذ تقوم الأخوة على أسس المحبة، والدعم، والتعاون. فالأخ أو الأخت ليسا مجرد فردين في العائلة، بل هما ركن أساسي في بناء شخصية الفرد، ومصدر قوة وإلهام في مختلف مراحل الحياة.

الإخوة سند في الحياة

يُعد الإخوة مصدر دعم نفسي واجتماعي قوي، حيث يجد الإنسان فيهم من يفهمه دون الحاجة إلى تفسير طويل. فالروابط القوية التي تنشأ بين الإخوة منذ الطفولة تبقى مستمرة طوال العمر، مما يجعلهم أكثر الأشخاص قربًا وتفهمًا لبعضهم. وعند مواجهة الأزمات والتحديات، يكون الأخ أو الأخت أول من يمد يد العون، سواء من خلال الدعم العاطفي أو المساعدة الفعلية.

 

الإخوة وتكوين الشخصية

تلعب العلاقة بين الإخوة دورًا كبيرًا في بناء شخصية الفرد وتنمية مهاراته الاجتماعية. فمن خلال التعامل مع الإخوة، يتعلم الإنسان مفاهيم مهمة مثل المشاركة، التسامح، والتعاون. كما أن وجود إخوة يشجع على تطوير مهارات حل النزاعات والتواصل الفعّال، وهو ما يساعد في بناء علاقات ناجحة مع الآخرين في المستقبل.

 

الإخوة والمشاركة في الذكريات

تعدّ الطفولة من أجمل المراحل التي يعيشها الإنسان، وتزداد جمالًا بوجود الإخوة. فهم شركاء المغامرات والألعاب، ومن يتقاسمون الذكريات الحلوة والمواقف الطريفة. هذه اللحظات تبقى محفورة في الذاكرة، وتصبح مصدرًا للدفء والابتسامة عندما نسترجعها في الكِبر. حتى بعد أن يكبر الإخوة وتتغير الظروف، تبقى تلك الذكريات رابطًا قويًا يوحّدهم مهما ابتعدت المسافات.

 

الإخوة والتأثير في المستقبل

يمكن للإخوة أن يكونوا قدوة بعضهم لبعض، حيث يتأثر الأصغر سنًا عادة بسلوك الأكبر، مما يعزز لديهم قيم الاجتهاد والانضباط والسلوك الإيجابي. وعندما يكون هناك أخ ناجح أو أخت مثابرة، يصبحون نموذجًا يُحتذى به داخل الأسرة، مما يحفز الآخرين على تحقيق النجاح أيضًا.

 

الإخوة في مواجهة التحديات

تمرّ الحياة بكثير من المواقف الصعبة، سواء كانت مشكلات دراسية، أو اجتماعية، أو مهنية، وهنا تظهر أهمية الإخوة كداعم أساسي. فهم يقدمون النصح والإرشاد، ويساعدون في تجاوز المحن بروح إيجابية. كما أنهم في حالات فقدان الوالدين أو تفكك الأسرة، يصبحون السند الحقيقي لبعضهم، مما يعكس قوة العلاقة بينهم.

الإخوة ليسوا مجرد أفراد في العائلة، بل هم هدية ثمينة تمنحها لنا الحياة. هم من يقفون إلى جانبنا في الأوقات الصعبة، ويشاركوننا الأفراح والأحزان، ويساعدوننا في بناء شخصياتنا وتطوير أنفسنا. لذا، فإن الحفاظ على علاقة جيدة مع الإخوة، وتقدير هذه النعمة، يُعدّان من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها الإنسان، لأن الإخوة هم العائلة الأولى وأعظم الأصدقاء في رحلة الحياة.

وفي النهاية، أدعو الله العلي القدير أن يغفر لأخي رجل الأعمال أشرف عيسى، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى