د. سيد عيسى يكتب.. بالوعي تستقر البلاد
كنت أود أن أستكمل الحديث عن لؤلؤة مصر المعمارية (العاصمة الإدارية الجديدة) والتي طرحت من خلال هذا المنبر سلسلة من المقالات حول ما تم إنجازه في هذا الكيان العالمي الذي يشكل شاهدا تاريخيا عن تفوق الإدارة المصرية الحالية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ تم إصلاح ومعالجة ملفات أصابها التلف على مدار عقود وقرون، ولكني أردت أن أتحدث عن شأن آخر وهو كيفية الحفاظ على مصر التي أصبحت في دائرة البناء والتنمية والتقدم والازدهار.
هذا الأمر يغضب المتربصين الذين يبحثون بكل قوة ودقة عن ثغرات يدخلون من خلالها إلى الشعب المصري ليصنعوا من ذلك الثقب الضيق طاقة ونافذة يبثون من خلالها سمومهم وشائعاتهم إلى قلوب المصريين، وهذا الأمر يحتاج إلى مجهود كبير لتغييب الوعي وخاصة بعد أن أصبح الشعب المصري أكثر وعيا من السابق، ولذلك وجب علينا جميعا أن نقف في وجه هؤلاء ونسد عليهم الثقوب والثغرات والنوافذ التي يحاولون أن يحولوا فيها أكاذيبهم إلى حقائق.
على الرغم من معاناة شعوب العالم من أزمات طاحنة، إلا أن معالجات تلك الشعوب لهذه الأزمات منطقية والتناول الإعلامي أيضا منطقي، ومصر جزء من العالم وبالتالي تأثرت بالحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها أزمة كورونا التي لا تزال حاضرة وبقوة وخاصة أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل مباشر على ملف الغذاء والطاقة، ومع ذلك صمد الاقتصاد المصري واستمر في بناء الدولة الحديثة من بنية تحتية ومعالجات في ملفات عديدة منها ملف الغذاء من خلال مشروعات غير مسبوقة في الزراعة وإنتاج اللحوم والدواجن والأسماك وغيرها من مشروعات البنية التحتية والإسكان والتعمير والطرق والنقل والمواصلات.
ومع ذلك نجد التعاطي الإعلامي المحلي في مصر مع تلك الإنجازات والمشروعات غير مناسب وغير مجدٍ وليس على قدر المسئولية، وهو الأمر الذي يفسح المجال والطريق للمتربصين بمصر أن ينالوا منا وأن يبحثوا عن القطرات القليلة الغائبة عن استكمال الكوب الذي قارب على الامتلاء حتى ينالوا منا.
فحجم المشروعات الجديدة التي أقيمت في الخمس سنوات الماضية لم يحصها الإعلام المحلي بشكل دقيق، ففي كل مكان مشروع جديد وبناء جديد، فمصر تغيرت وتتغير في المعنى والمفهوم.
ولذلك سوف أطرح عليكم بعض التساؤلات وأجيب عنها من وجهة نظري وأترك لكم التعليق والتعقيب، من تلك الأسئلة، هل تؤمن بنظرية المؤامرة؟، إذا كنت من المؤمنين بنظرية المؤامرة، فاعلم أن المؤامرة مستمرة ولن تتوقف أبدا فصولها، طالما هناك تقدم ونماء واستقرار.. وإذا كنت غير مؤمن بنظرية المؤامرة فما قولك فيما تقوم به بعض الدول والكيانات والمنظمات والأشخاص ضد مصر ليل نهار؟ من خلال خطاب تحريضي واضح المعالم يتم إنفاق المليارات على تسويقه، وهذا الأمر ينفذ باحترافية شديدة من خلال عمليات القص واللصق للمواقف والكلمات بشكل احترافي ووضعها في قالب مغاير ثم خلق خلافات واهية وقضايا جدلية لنشر أكاذيبهم.
وفي النهاية أقول لن تصمت أفوه هؤلاء المجرمين عن النيل من مصر وقيادتها الرشيدة، فكلما نجحنا زادت أكاذيبهم وشائعاتهم وتحريضهم، فهؤلاء باعوا الوطن من أجل مكاسب مسمومة، وفي هذا التوقيت لابد أن نتحد خلف القيادة السياسية من خلال حملات إعلامية قوية تهدف لرفع الوعي وتوطين الانتماء والحب في القلوب وكشف هؤلاء المزيفين، وهذا الأمر يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية والمشاركة في رفع الوعي، ولذلك سوف ندشن مبادرة بعنوان (بالوعي تستقر البلاد).
وتهدف المبادرة إلى توعية أبناء الشعب المصري بحجم المؤامرة التي تتعرض لها مصر من أعدائها في الخارج.
حفظ الله مصر وأنعم عليها بالاستقرار والنماء، ودائما وأبدا تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.