د. سيد عيسى يكتب.. العاصمة الإدارية والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة (1-1)
العاصمة نقطة الانطلاق
في مقال اليوم أتحدث عن أحد أهم الركائز التي وضعتها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الجمهورية الجديدة، إذ تم تدشين العاصمة الإدارية الجديدة لتكون نقطة انطلاق لمشروع واسع النطاق يشكل الدولة العصرية الحديثة بكل ما تحتويه الكلمة من معنى.
مدينة تحاكي الزمان والمكان
في يوم 13 مارس عام 2015 عقدت الحكومة مؤتمرا لدعم وتنمية الاقتصاد المصري، والذي أعلن فيه عن مولد العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعد أحد أهم أعمدة بناء الجمهورية الجديدة، فالعاصمة ليست مباني فقط، ولكنها حاضر يحاكي الزمان والمكان ويؤكد على قوة الدولة وذهبية هذا العصر.
40 مليون مستهدف في 2050
فالعاصمة الإدارية مشروع استثماري ضخم يشبه في تكوينيه بناء دولة، وفي مساحته وتخطيطه ولادة حضارة على غرار الحضارات الحديثة، إذ وضعت خطط لهذا المشروع بطاقة تستوعب 18 مليونا في المرحلة الأولى، وتصل إلى 40 مليون نسمة في العام 2050.
مفهوم جديد للتوزيع السكاني
وكان المخطط الأول لهذا المشروع قد وضع عددا كبيرا من الاعتبارات المستقبلية، إذ سيكون هناك مفهوم جديد للتنظيم والتوزيع السكاني، وكذلك لأنظمة البناء التكنولوجي الحديث، فهناك المساحة الخضراء والبحيرات الصناعية والبيئة الصحية التي تخلق هواء نقيا وإطلالة ساحرة تشعر فيها بأن مصر الجديدة تحاكي وتتفوق على المدن العالمية الساحرة.
الاستقرار نقطة البداية
وكانت أولى محطات التخطيط هي اختيار الزمان والمكان، فالزمان كان في العام 2015 بعد أن وصلت مصر بفضل قادتها إلى وضعية الاستقرار، وكان هذا الاستقرار محطة مهمة في التخطيط والتنفيذ لبناء الدولة الجديدة، ثم كانت المرحلة الثانية هي اختيار المكان، وفي اختيار المكان أهمية كبيرة.
اختيار المكان
فالمكان لابد وأن يكون محوريا، تستطيع أن تنقل إليه كافة الخدمات الكبرى من العاصمة القديمة بشكل متوازن دون عناء أو جهد، فكان الاختيار العبقري هو بين إقليم القاهرة الكبرى وإقليم قناة السويس، بمسافة ليست بعيدة عن العاصمة، إذ تبعد 60 كيلو عن كل إقليم، وفي المكان الفسيح تستطيع أن تنفذ كافة المراحل وتخطط لتوسعات جديدة في المستقبل.
تخطيط محكم
وفي الإنشاء والبناء والتعمير لابد أن تكون الخطط محكمة ومرنة في الوقت نفسه، وأن يكون التأسيس شاملا وفق التخطيط العمراني العالمي الحديث، فلا مكان للعشوائية، فقط تخطيط تنفيذ بمواصفات عالمية حتى تستمر تلك البنية التحتية لمئات السنين، كما هو حال المشروعات القديمة في مصر التي خطط لها بشكل صحيح، فنحن أمام مشروع عملاق يحاكي الزمان والمكان، ويدخل مصر في مقدمة الدول الحديثة.
تنظيم إنشائي بديع
المشروع خطط ونفذ بشكل إعجازي، ففيه مقر للبرلمان والرئاسة والوزارات الرئيسية، وكذلك السفارات الأجنبية، ويتضمن المشروع أيضاً متنزهاً رئيسياً ومطاراً دولياً، ويحتوي على أعداد كبيرة من المساحات الخضراء والحدائق، ودور العبادة التي تدلل على الحضارة المصرية والتسامح والتعايش الذي ينعم به كل مواطن على أرض مصر المحروسة، فهناك مسجد الفتاح العليم، كاتدرائية ميلاد المسيح، وغيرهما من المناطق الثقافية التي سوف نتحدث عنها بالتفصيل في المقالات المقبلة.
2 مليون فرصة عمل
حسب التخطيط فإن العاصمة الإدارية عند نموها واكتمال الإنشاء سوف تضم 6 ونصف مليون نسمة، بإجمالي فرص عمل 2 مليون فرصة عمل.
مساحة تفوق دولا وعواصم
في حين تبلغ المساحة الإجمالية للعاصمة في مرحلتها الأولى 170 ألف فدان حوالي 714 كيلو مترا مربعا، وهذا يجعل العاصمة أكبر من مساحة العاصمة الأمريكية واشنطن أربع مرات، وكذلك تعادل مساحة العاصمة مساحة دولة سنغافورة.
رؤية مستقبلية
وفي النهاية أقول إن ما قامت به القيادة السياسية في مصر خلال هذا العقد يعد إنجازا يشبه الإعجاز، وسوف أستكمل في اللقاء المقبل الحديث عن العاصمة الإدارية، وتقسيماتها الإدارية ومراحل الإنشاء والتعمير وأهم المباني فيها، والرؤية المستقبلية لمصرنا الغالية.. حفظ الله مصر وأهلها.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب