رأي

د. سيد عيسى يكتب.. معوقات ممارسة الرياضة.. والاستفادة من الطاقات المهدرة

الحلقة الرابعة من حلقات (تطوير الرياضة المصرية وتحقيق التنمية الاقتصادية)

قدمنا في المقال السابق قراءة موضوعية حول القوى البشرية التي تمتلكها مصر من الشباب المؤهلين لممارسة الرياضة في الفئة العمرية (18 إلى 30) والتي قدرت بحوالي (23) مليون شاب وفتاة.

أرقام ضئيلة

ولكن على أرض الواقع نجد أن الإحصائيات تؤكد أن من يمارسون الرياضة من الشباب في مصر بوجه عام لا يتعدون حاجز 3 %، وهو رقم ضئيل إذا تمت المقارنة مع بعض الدول العربية، إذ إن حجم ممارسة الرياضة في المملكة العربية السعودية يتخطى حاجز 18 % حسب آخر الإحصائيات، وهناك دول عربية أخرى تتجاوز 20 %.

أرقام وإحصائيات

حسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئـة العامـة والإحصاء، فيما يخص المنشآت الرياضية في مصر عام (2022) فقد بلغ عدد المنشآت الرياضية 5240 منشأة عام 2021، مقابل 5157 منشأة عام 2020 بزيادة بلغت 1.6 %.

سوق استثماري

وتلك الزيادة في المنشآت الرياضة والتي قاربت 2 % تعد أمرا إيجابيا، ولكن نحن نحتاج المزيد والمزيد، خاصة بعد أن أصبحت الرياضة سوقا استثماريا واسعا.

10 % ارتفاع عدد الأندية

فيما وصل عدد الأندية الرياضية إلى 791 نادياً (80 ناديا حكوميا، 116 قطاع أعمال عام، 595 خاصا) عام 2021، مقابل 722 ناديـاً (86 حكوميا، 92 قطاع أعمال عام، 544 خاصا) عام 2020 بزيادة بلغت 9.6 %، في حين نجد أن عدد الأندية الرياضة ارتفع بمعدل مناسب، وكانت النسبة الكبرى لأندية القطاع الخاص وهي الأندية الاستثمارية.

16 % الفرق الرياضية

وعلى صعيد الفرق الرياضية فقد بلغ عدد الفرق بالأندية الرياضية 18070 فريقا (1000 حكومي، 2191 قطاع أعمال عام، 14879 خاصا) عام 2021، مقابل 15558 فريقا (860 حكوميا، 1353 قطاع أعمال عام، 13345 خاصا) عام 2020 بزيادة 16.1 %، في حين نجد أن الفرق الرياضية كان معدلها مناسبا جدا، خاصة فيمن ينتمون للقطاع الخاص.

22 % معدل اللاعبين

وعلي صعيد اللاعبين فقد بلغ عددهم 257.4 ألف لاعب عام 2021 مقابل 211.4 ألف لاعب عام 2020، بزيادة بلغت 21.8 %، فيما بلغ عدد المراكز 511 مركزاً عام 2021، مقابل 498 مركزاً عام 2020 بزيادة بلغت 2.6 %.

رفع الوعي بممارسة الرياضة

الأرقام السابقة تؤكد أن الرياضة المصرية تحتاج إلى خطط عاجلة لمعالجة القصور الحادث في التطوير، خاصة فيما يخص الذين يمارسون الرياضة بشكل احترافي، وحتى نستطيع أن نتحدث عن رفع الوعي بممارسة الرياضة لابد أن نضع أيدينا على أهم الأسباب التي تؤدي إلى عزوف الناس عن ممارسة الرياضة.

رؤية مصر (2030)

وعلى الرغم من أن رؤية مصر (2030) في مجال الرياضة تؤكد على أن المستهدف قد يتخطى (20) مليونا وفق الخطة الموضوعة التي تسعى الدولة لتنفيذها، ولذلك يواجهنا عدد من المعوقات للوصول إلى هذا الرقم المستهدف، لأن وضع الخطط يحتاج إلى تحليل وقراءة حقيقية لآليات التنفيذ، في المجتمع، ولذلك سوف أتحدث عن أبرز المعوقات التي تواجه الدول في تحقيق تنمية رياضية حقيقية.

أهم المعوقات

من أهم المعوقات التي تواجه تطور ممارسة الرياضة في مصر هي أن هناك عددا كبيرا قد يتجاوز 50 % لا يرغبون في ممارسة الرياضة من الأساس، وهؤلاء يشكلون معضلة حقيقية لتحقيق طفرة رياضية، ويحتاجون إلى برامج وعي تحث على ممارسة الرياضة بشكل عام دون الارتباط بنوعية الرياضة، حتى لو كانت رياضة المشي المنتظم، وهؤلاء هم كسالى ويحتاجون إلى مجهود كبير لأن الرياضة تحسن الصحة.

الانشغال عن الرياضة

في حين نجد حوالي 30 % من الناس ليس لديهم وقت لممارسة الرياضة، نظرا لانشغالهم بالعمل بشكل مكثف لا يسمح لهم بممارسة الرياضة، وهؤلاء لديهم استعداد لممارسة الرياضة إذا توفرت الأجواء.

عدم وجود منشآت

ويأتي في المرتبة الثالثة من المعوقات التي تمنع ممارسة الرياضة وبنسبة قد تتخطى 25 % وهم مجموعة من الراغبين في ممارسة الرياضة، ولكن ليس لديهم مرافق ومنشآت تساعدهم على ذلك.

العجز والمرض

وفي النهاية لا ننسى أن هناك نسبة قد تتخطى 10 % لا يستطيعون ممارسة الرياضة نظرا للعجز أو المرض، ولذلك علينا أن نعمل بجهد في محورين؛ الأول رفع الوعي لدى الذين لا يرغبون في ممارسة الرياضة حتى يتم ترغبيهم في ممارسة الرياضة، والثاني أن نوفر منشآت رياضية جديدة للنسبة الباقية.

الطاقات المهدرة

وسوف نتحدث في المقال المقبل بالتفصيل عن كيفية الاستفادة من الطاقات المهدرة في الرياضة المصرية، وكذلك الحث على ممارسة الرياضة من خلال برامج توعوية.. حفظ الله مصر ورزق أهلها الأمن والأمان.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى