اجتماعيةدراسات

د. دينا محسن تكتب.. دراما رمضان.. ما بين السبقْ والسِباق

كعادةٍ لا تنقطع،، يُطل علينا شهر رمضان الكريم كل عامٍ، لكنه لا يأتى بمفرده بل تأتى معه بعض العادات التى أصبحت مرتبطة بحلول هذا الشهر، وأبرز تلك العادات هى الإنتاج الدرامى والإعلانى الغزير وغير المبرر أحياناً، لكن على حالٍ، هذا الكم وإن كان مكثفاً فى فترة زمنية ضيقة، وهذا خطأ إن كان هدفه الإقناع، لأنه يسبب التشتيت والتسطيح لا العمق والتركيز، إلا أنه فى كل الأحوال يستحق التحليل والتعقيب.

اقرأ أيضا: لواء طبيب عصام عبدالمحسن يكتب.. علاج زيادة كرات الدم الحمراء

بادىء ذى بدء، منذ عدة سنوات أصبحت الفنانة “نيلى كريم” أيقونة الدراما الرمضانية، وأيقونة القضايا النسوية فى مصر، لا يمكن تجاهل مدى تأثيرها فى ساحة الدراما المصرية كعنصر نسوى يقدم فن مؤثر وهادف وأيضاً لديها موهبة وإقناع لا تمتلكه الكثيرات من الفنانات.

أما عن مسلسلها هذا العام (عملة نادرة)، كنت أفضّل أن يحمل إسمها فى العمل وهو أمر منطقى وواقعى أكثر فالعمل الدرامى يدور حول شخصية نادرة فكان أفضل أن يكون (نادرة) فقط دون إضافات، لكن لا أعلم من اختار إسم العمل لكنه لم يُوفّق فيه، هذا هو الأمر الأول أما عن الأمر الثانى فهو موضوع العمل، وتطرّقه لتفاصيل الحياة وتعقيداتها فى قلب صعيد مصر أو كما يسميه المصريون، الصعيد الجوانى، وتناوله المسلسل بشكل سلس وأيضاً صادم، لكنها الحقيقة للأسف، وقامت نيلى كريم بتأدية دور ربما لم تؤديه من قبل ولن تؤديه من بعد، تستحق أوسكار أفضل ممثلة لهذا العام.

أما عن الفنان “أحمد عيد”، ففى ظنى أنه قدّم أفضل دور له على الإطلاق منذ أن بدأ مشواره الفنى، ولربما لا يستطيع أن يقدم دور بقوة هذا الدور مرة أخرى، وكأنه أعاد اكتشاف نفسه فنياً من جديد، لذا يستحق وبجدارة أوسكار أفضل ممثل مساعد لهذا العام.

حقاً وليس مجاملة، شكراً لنيلى كريم وشكراً للعدل جروب على ما قدمتوه، مسلسل عملة نادرة فى رأيى هو الأفضل فنياً ودرامياً لهذا العام..

على الجانب الآخر، يظهر الفنان “أحمد العوضى” متفرداً فى سماء نجوم دراما هذا العام، فى اعتقادى أنه أفضلهم جميعاً حالياً، يصعد بسرعة وبقوة، موهبته طاغية وتأثيره كبير، فمسلسل (ضرب نار)، لم يكن لينجح لو أنه قام على أكتاف ياسمين عبد العزيز فقط، التى اعتقد أنها بحاجة لمراجعة أدائها المبالغ فيه أحياناً، رغم كونها نجمة كبيرة ولها جمهورها الذى لم أكن منه يوماً، لكننا نكن لها كل الاحترام، لكن المسلسل ظهر فيه العوضى بقوة الموهبة ولم يجتهد ليتفرّد بل أدائه عبّر عن قوته، واعتقد أن القادم أفضل وأقوى للعوضى، سواء مع ياسمين عبد العزيز أو بدونها، رغم أنهم ثنائى درامى جيد جداً، وربما يصبحان ثنائى سينمائى ممتاز أيضاً.

لكن هناك مأخذ على مسلسل ضرب نار، وهناك خطأ ارتكبه المخرج حقيقة، ألا وهو عمر الطفل فى المسلسل، فالطفل “حسن” ابن مهرة يبدو وكأن عمره ٤ سنوات وظل الطفل يؤدى الدور حتى بعد ٧ سنوات لم يتغير شكل الطفل، فتلك الهفوة التى مرّت على مخرج العمل وعلى طاقم العمل، خطأ كبير، فأى مشاهد سيتساءل كيف لطفل عمره ثلاث يظل يمثل نفس دوره حتى بعد أن يبلغ عمره ٧ سنوات فى المسلسل!!

أضف إلى ذلك أن تتر المسلسل كان عبقرى، دمج كل من “حنان ماضى، محمد الحلو”، وإعادة تقديمهم للجمهور بعد كل تلك السنوات، حيث جمعهم تترات مسلسلات فى التسعينيات، كانت خطوة جريئة وقوية ومختلفة، أضف إلى ذلك ذكاء كل من “أحمد طعيمة وخالد عز”،فى كتابة وتلحين التتر على الطراز التسعيناتى، لذا يستحق أن يصبح أفضل تتر لدراما رمضان هذا العام.

ولا يمكن إغفال قوة دور الفنان “ماجد المصرى”، وقوة شخصيته الفنية، أياً ما كان الدور الذى يلعبه، ماجد يستطيع فرض شخصيته على الدور وليس العكس، وهذا سر قوته فنياً.

أيضاً هناك “مها نصار” التى قامت بدور سحر، وشاركت فى مسلسل سوق الكانتو ومسلسل تحت الوصاية ومسلسلات أخرى، اعتقد أنها صاروخ فنى قادم بملامحها وأدائها، كان لابد وأن تظهر وأن تنجح.

نأتى لمسلسل (جعفر العمدة)، ربما لفت نظر العديد من المشاهدين واستطاع أن يخطف أنظارهم لمتابعته، وأنا منهم، لكن فى الواقع برغم – الساسبينس- الذى حاول المخرج “محمد سامى” خلق أجواءه، إلا أن المغالطات والتناقضات والتهويل والمبالغة التى أصابت قلب النص ومتنه، أثرّت بشكل كبير على حبكة المسلسل، فقوة الصراع لم تحافظ على منطقية الحبكة فى المسلسل، وكأننا أمام مشاهدة فيلم اجتماعى درامى تم إنتاجه فى عشرينيات القرن الماضى، به بعد المشاهد التى بلا تفسير أو التى تعتمد على خيال المؤلف الذى هو بنفسه مخرج العمل، لكن هذا لا يمنع أن المسلسل حقق نسب مشاهدة عالية، رغم افتقاده المنطق والحبكة.

لكن الفنانة “هالة صدقى” قدمت دوراً كوميدياً استحق المشاهدة فى الواقع، ووجودها فى دراما رمضان إضافة لأى عمل، فهى جوكر الدراما المصرية حقيقةً.

هناك أيضاً “أحمد فهيم” الذى قام بدور سيد فى مسلسل جعفر العمدة، ودور عطية فى مسلسل عملة نادرة، اعتقد أنه عبقرى، كيف يقدم دورين متضادين فى نفس العام، هذا الانقلاب فى الأداء ينمّ عن فنان عبقرى وعميق وأدائه قوى وسلس، ولديه الكثير ليقدمه مثل ظاهرة “سيد رجب” عند بدايات ظهوره.

حتى “إيمان العاصى” التى لم يمن لها تماماً أى ملامح موهبة فنية، إلا أنها استطاعت من خلال دورها فى مسلسل جعفر العمدة، أن تقدم نفسها بثوبٍ فنىٍ جديد، اجتهدت وحاولت ولربما تكون بداية لمجهود أكبر خلال الفترة المقبلة.

أما عن مسلسل (حضرة العمدة)، فمع احترامى الشديد للفنانة “روبى”، ورغم كونها صعيدية الأصل، إلا أن الجرأة جعلتها تقفز قفزة غير مناسبة لها على وجه الإطلاق، روبى ربما يناسبها شخصيتها فى إعلان (فريش)، الذى اعتقد أنه من أفضل الإعلانات الخفيفة هذا العام، والذى علق بذهن العديد من المشاهدين لدرجة أن الكثير يرددون كلمات الأغنية الخاصة بالإعلان، لكن اختيارها بطلة بالإضافة أن تكون بطلة مسلسل بهذه نوعية كان خطأ كبير.

أما عن “منة شلبى”، كممثلة قوية ومجتهدة وفنانة شاملة وموهوبة، وقدمت العام الماضى مسلسل من أقوى المسلسلات الدرامية، إلا أن هذا العام اعتقد أنها احتاجت إلى هدنة من المنافسة، فقد قدمت عملاً جيداً وشخصية مختلفة، لكن عمل كهذا لم يكن لينافس بقوة وشراسة باقى الأعمال المتميزة والقوية، فشكرا لمنة شلبى، وكأنها لم تأتى هذا العام أو أتت لكنها مرّت مرور الكرام.

فاجئتنا “منى ذكى” هذا العام بشخصية مختلفة وعمل مختلف، ومنى ذكى بالفعل تمتاز بالذكاء، فنانة عميقة وذكية ومجتهدة، والعمل كان بالفعل مفاجئة، ومن يتابع المسلسل يتخيل وكأنه كان من المفترض أن تقوم “نيلى كريم” بهذا الدور بدلاً من منى ذكى، لكن الحقيقة أن منى ذكى نجحت فى تقديم الدور بجدارة وتفوقت على نفسها، لكن هذا لن يمنع حقيقة إن أفضل ممثلة لهذا العام مازالت “نيلى كريم”، حيث أنه كان من الصعب على منى ذكى لعب دور نادرة فى مسلسل عملة نادرة، بنفس قوة الأداء والمصداقية والتأثير الذى أدته نيلى كريم.

ولا نريد أن ننسى الطفل المعجزة، الذى قام بدور ابن منى ذكى فى مسلسل (تحت الوصاية)، وكأنه مولد نجم جديد صغير يحبو فى فضاء الفن، وفى عموم الأمر، فقضية المسلسل قضية جديرة بالمناقشة والعرض، ويستحق العمل المركز الثانى بعد مسلسل (عملة نادرة).

لا أعلم لماذا يصمم الفنان “عمرو سعد” على رسم صورة البلطجى أو الشعبى فى مخيلة المشاهدين عنه، لماذا لا يغير هذا المسار المشئوم، هو فنان مجتهد وموهوب، لكن اختياره لهذا القالب الفنى جعله مكرر، لا يقدم جديد، وغير لافت للنظر ولا يتسم بالعمق، بالإضافة إلى الفنانة “درة”، التى اعتقد أنها فنياً أشبه بقطعة التلج، فنها سطحى ومشاعرها سطحية ولا تؤثر فى العمل تماماً، مثلها مثل “ياسمين صبرى”، أو “منة فضالى”، أو “مى عمر”، أو “هنادى مهنى”، نفس الشاكلة الفنية المتجلطة، أصحاب الوسايط عديمى الموهبة.

أما عن “ريهام حجاج”، فلن أطلق عليها لقب فنانة لأنها ليست فنانة، هى صيادة، أعطاها زوجها صنارة، ووفر لها بحيرة مليئة بالسمك، وهى تصطاد العمل الفنى وتقوم بتأدية الدور، حقيقة لا أعلم من هو جمهورها، لكن فنياً فكرة البطولة المطلقة لها منذ سنتين، كان خطأ استراتيجى للشركة المنتجة، فتباً لزمن المجاملات الفنية الرخيصة.

أما عن “يسرا اللوزى”، فاعتقد أنها قدمت دور مميز مغاير لشخصيتها الفنية، وكأنها تحاول اكتشاف نفسها كممثلة مساعدة، وهذا أمر جيد، ونتمنى لها التوفيق.

بدوره الفنان “خالد النبوى” اختار لنفسه مكان آمن هذا العام، دور مختلف شخصية مختلفة عمل فنى مختلف، ضمان النجاح كان حليفه، لأنه علم من البداية أن أى من يجسد هذا الدور سينجح، لكنه كان أذكى من أن يتعامل بتعالى مع الدور، لذا أداه باحترافية عالية، وضمن تخليد اسمه من خلال فنى تاريخى بقوة هذا العمل.

على جانبٍ آخر، لا يمكن تجاهل الفنان “فتحى عبد الوهاب”، فأنا من أشد المتحيزين له فنياً، لأنه بالفعل قنبلة فنية، طاقة عبقرية لا يمكن مقارنتها بأحد، وذكائه يظهر من خلال بقاءه فى مساحة أدوار الممثل المساعد، فهذا أفضل له بكثير من البطولة.

من يدعم “روجينا” لتصبح بطلة – بالعافية-، رغم كونها ممثلة موهوبة ومجتهدة وتستطيع تأدية الأدوار كممثلة مساعدة بجدارة، واستطاعت بالفعل عمل ذلك من قبل، سواء مع غادة عبد الرازق أو أحمد زاهر، لكن الطمع قل ما جمع، هل أصبحنا فى زمن التمثيل بالعافية!!

فى ظنى كان من الأفضل اختيار كنة شلبى لأداء مثل هذا الدور، كان الأمر ليصبح أفضل.

أما عن مسلسل (حرب)، فأنا لا أراه مسلسل، أنا أرى أنه كان من الأفضل أن يكون فيلماً سينمائياً، ليكون أكثر قوة وتكركيزاً وتكثيفاً وتأثيراً، لكن وضعه فى قالب عمل درامى، تم عرضه فى النصف الثانى من الشهر بعد حالة تشبّع أصابت المشاهدين من تخمة المسلسلات والإعلانات، اعتقد أنه أفسد نجاح المسلسل.

يبقى الكبيرُ كبيراً، الفنان “أحمد مكى”، الذى استطاع أن يصنع أيقونة كوميديا سنوية تحمل مسمى (الكبير)، وبالفعل هو كبير، كبير فنياً، كوميديا تختطف المشاهد بأسلوب سلس وذكى، كما أن فريق العمل لا يمكن أن يبهرك أدائهم فى أى عمل آخر، مثلما يبهرك أدائهم فى مسلسل الكبير، تناغم “محمد سلام” مع مكى، وأيضاً فزاع، بالإضافة لبيومى فؤاد، ثم أضف الوجوه الجديدة، من نفادى المعجزة وتباظة وبعزء والباقيين، وستظل “رحمة أحمد” من وجهة نظرى مجرد سنّيدة، ليست الكوميديان الذى يعتقده الكثير، لكنها تقوم بدور محدود فى الكبير، وهذا كافى لها خلال تلك الفترة كتدريب، لكن لا يمكن القول بأنها فنانة كوميدية شاملة تماماً، والدليل على ذلك أنها لا تستطيع أن تقوم بمشهد كوميدى بمفردها..

يأتى فى نفس السياق ونفس السباق الفنانة “غادة عبد الرازق”، التى تحاول جاهدة التواجد فى رمضان كل عام، وبالفعل تتواجد لكن تقييمها غير ثابت، وربما تكون مختلفة هذا العام عن ذى قبل، متميزة وقوية ونجمة جماهيرية لها جمهورها وتستطيع أن تنافس، لكن الثبات على المستوى لا يفيد، والتواجد لمجرد التواجد لا يفيد، ولا يضيف لرصيد الفنان بل يسحب من رصيده، واعتقد أن هذا العام تقدم غادة عبد الرازق ما يضيف لرصيدها وليس ما يُنقصه.

بعد سنوات الأكشن، يُطل علينا الفنان “أمير كرارة” بثوبٍ جديد، كذلك الفنانة “مى عز الدين”، ربما كان العمل جيداً، لكنه لم يكن مؤثراً بدرجة كبيرة، ربما لأنه جاء فى زحام المسلسلات فكان من الأفضل عرضه فى توقيت آخر، ربما الصورة الذهنية عن أمير كرارة كانت صورته فى أعمال الأكشن، ربما يحتاج وقت أكبر وأعمال أكثر خارج دائرة الأكشن لتغيير هذه الصورة..

مسلسل (الهرشة السابعة)، بداية من الإسم الغريب وغير الجذاب أو المؤثر، ثانياً اختيار البطل الذى لا أعلم اسمه فى الحقيقة، كان من الأفضل اختيار حسن الرداد بدلاً منه أو ربما يوسف الشريف، أسماء تُحى العمل بدلاً من وأده ودفنه هكذا!

أما عن الفنان “محمد ممدوح” الشهير بتايسون، فلا يمكن الخلاف أو الاختلاف على عمق موهبته وعمق شخصيته الفنية، لكن هذا وحده لا يكفى فى الوقت الحالى فى تلك المرحلة، مرحلة البدايات الفنية، بمعنى أن مسلسل (رشيد) من حمله على أكتافه لينجح هو ممدوح، وهذا أمر شاق بالنسبة له ولأى فنان فى مرحلة فنية هكذا، لذا عليه العودة للثنائيات والبطولة المشتركة، مثلما كان الوضع فى فيلم الخلية والعنكبوت، هذا أفضل له بكثير، لكن وجوده كبطل وسط مجموعة أسماء فنية متواضعة فى الشهرة، هذا لا يُضيف له بل العكس.

فيما يخص الإعلانات، فاعتقادى أن إعلان (حديد عز)، بصوت شرين عبد الوهاب، إعلان ممتاز، أشبه بإعلان أكاديمى من حيث الفكرة والتنفيذ، ربط الهدف بالمنتج، تم بطريقة ذكية وكأن صاحب الفكرة شخص أكاديمى متخصص، لذا هو الأفضل بجانب إعلان فريش لروبى، وإعلان البنك الزراعى بصوت الكينج ” محمد منير”.

لا نعلم ما السر وراء اختفاء الفنانة “غادة عادل” و “داليا البحيرى” هذا العام، لكن نتمنى وجودها العام القادم.

وأخيراً وليس آخراً،، من غير الصحيح أن تكون جرعة الإعلام الحربى سنوية، إذ ربما يحتاج المشاهد هدنة، ليكون هناك اشتياق لمشاهدة مثل تلك النوعية من الدراما، بدلاً من أن يُصاب المشاهد بالملل فيتجاهلها، فيضيع الهدف من إنتاجها وعرضها وتفقد قيمتها وتأثيرها.

فالجميع ينتظر السبقْ من السباق، وليس مجرد سباق بلا جدوى، فهناك بعض المسلسلات التى جاءت فى زحمة العرض الدرامى، وربما لم تأخذ نصيبها جيداً من الاهتمام والمشاهدة والمتابعة، ربما نتيجة الزحام أو نتيجة ضعفها فنياً، لكن حظ سعيد للجميع فى المرة القادمة، فالعبرة بالكيف وليس الكم..

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى