«دور الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في دعم الاقتصادات الإفريقية وتحقيق أجندة الاتحاد الإفريقي 2063»

رامي_زهدي
المقال الثاني 2/3
تعتبر أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 خارطة طريق طموحة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار في القارة. ومن بين ركائز هذه الأجندة، تأتي أهمية تعزيز الاقتصاد المحلي، محاربة البطالة، وتمكين المجتمعات. تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر (SMEs) دورًا محوريًا في تحقيق هذه الأهداف، حيث تمثل نسبة كبيرة من النشاط الاقتصادي في القارة. تسلط هذه الورقة الضوء على مساهمة هذه الشركات في دعم الاقتصادات الإفريقية ومساعدتها على تحقيق رؤية الاتحاد الإفريقي 2063.

اقرأ أيضا: رامي زهدي يكتب.. من الشيخ زايد إلى المستقبل: رحلة الإمارات في قلب القارة الأفريقية
أجندة الاتحاد الإفريقي 2063: الأهداف ذات الصلة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة
1. خلق فرص العمل وتخفيف الفقر
أجندة 2063 تسعى إلى تقليص معدلات الفقر بشكل كبير من خلال خلق فرص عمل مستدامة.
2. تعزيز التصنيع والإنتاج المحلي
من أولويات الأجندة بناء قاعدة صناعية إفريقية تعتمد على الموارد المحلية والإبداع المحلي.
3. تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي
دعم التعاون التجاري بين الدول الإفريقية وتحقيق السوق الموحدة (AFCFTA).
4. تمكين الشباب والنساء
تشجيع مشاركة النساء والشباب في القطاعات الاقتصادية المختلفة.
دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصادات الإفريقية
1. توفير فرص العمل
الإحصائيات:
الشركات الصغيرة والمتوسطة توظف أكثر من 80% من القوى العاملة في إفريقيا.
تسهم بشكل مباشر في تقليل معدلات البطالة، خاصة بين الشباب.
التأثير الإيجابي:
تحسين مستويات المعيشة وتقليص الفجوة الاقتصادية.
2. تحفيز النمو الاقتصادي المحلي
الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي:
تسهم SMEs بنسبة تتراوح بين 25% و50% في الناتج المحلي الإجمالي حسب الدولة.
تعزيز الصناعات المحلية:
تركز هذه الشركات على الصناعات الزراعية، الحرفية، والخدمية التي تعتمد على الموارد المحلية.
3. تمكين الفئات المهمشة
دور النساء والشباب:
حوالي 60% من الشركات الصغيرة في إفريقيا تديرها النساء.
تشكل المشاريع الصغيرة منصة لتمكين النساء اقتصاديًا واجتماعيًا.
4. الابتكار وتعزيز ريادة الأعمال
الشركات الصغيرة هي بيئة خصبة للإبداع والابتكار، حيث يعمل رواد الأعمال على تطوير حلول محلية للتحديات التنموية.
التركيز على القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا الزراعية، الطاقة المتجددة، والخدمات الرقمية.
5. دعم التكامل الإقليمي والتجارة البينية
الشركات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورًا كبيرًا في تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AFCFTA).
تعزيز الروابط التجارية بين الدول الإفريقية وتقليل الاعتماد على الاستيراد من خارج القارة.
دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق أجندة 2063
1. تحقيق النمو الاقتصادي الشامل
دعم الشركات الصغيرة يؤدي إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتقليص الفوارق بين المناطق الحضرية والريفية.
إحداث تحول في الاقتصادات الريعية إلى اقتصادات إنتاجية.
2. تحقيق أهداف التصنيع
الشركات الصغيرة والمتوسطة تسهم في توطين الصناعات الصغيرة وتحويل الموارد الطبيعية إلى منتجات ذات قيمة مضافة.
تمثل حلقة وصل بين الإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية.
3. تمكين الشباب والنساء
من خلال توفير برامج تمويل وتدريب موجهة، يمكن للشركات الصغيرة دعم أجندة 2063 في تعزيز المساواة وتمكين الفئات المهمشة.
دعم ريادة الأعمال النسائية والشبابية كوسيلة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام.
4. تعزيز الابتكار والتكنولوجيا
أجندة 2063 تركز على دور الابتكار، والشركات الصغيرة والمتوسطة تعتبر قاطرة الابتكار في مجالات مثل التكنولوجيا الزراعية، الطاقة المستدامة، والخدمات الرقمية.
مثال: استخدام الحلول الرقمية لتحسين الإنتاجية في القطاع الزراعي.
5. تعزيز التكامل الإقليمي
SMEs تساهم في تعزيز التجارة البينية من خلال تيسير الوصول إلى الأسواق الإقليمية.
دور الشركات الصغيرة في تحقيق رؤية السوق الموحدة الإفريقية.
نماذج عملية لدور الشركات الصغيرة في دعم الأجندة
1. مشروع “One District, One Factory” في غانا
يهدف إلى إنشاء مصانع صغيرة ومتوسطة في كل منطقة لتحفيز التنمية الاقتصادية المحلية.
تعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
2. مبادرة “Made in Rwanda”
تهدف إلى دعم الصناعات المحلية وتشجيع استهلاك المنتجات الوطنية.
الشركات الصغيرة والمتوسطة هي المستفيد الأكبر من هذه المبادرة.
3. تمكين النساء في نيجيريا
برامج تمويلية مخصصة للمشاريع النسائية الصغيرة، مثل “Women’s Fund for Economic Empowerment”.
4. دعم الابتكار في كينيا
مبادرات مثل “Ajira Digital Programme” لدعم المشاريع التكنولوجية الصغيرة وتشجيع الشباب على ريادة الأعمال الرقمية.
التحديات التي تعيق دور الشركات الصغيرة في تحقيق أجندة 2063
1. نقص التمويل: صعوبة الوصول إلى رأس المال هو التحدي الأكبر.
2. ضعف البنية التحتية: عدم توفر الكهرباء والمواصلات يؤثر على الإنتاجية.
3. التحديات التشريعية: القيود التنظيمية والضريبية تحد من نمو الشركات.
4. نقص الكفاءة الإدارية والتقنية: حاجة رواد الأعمال إلى التدريب والدعم الإداري.
التوصيات لتعظيم دور الشركات الصغيرة في تحقيق أجندة 2063
1. تسهيل التمويل: إنشاء برامج تمويل ميسرة بالتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية.
2. تعزيز البنية التحتية: التركيز على تحسين شبكات النقل والكهرباء والمياه.
3. تطوير التدريب والتعليم: توسيع برامج تدريب ريادة الأعمال وبناء القدرات.
4. تعزيز الابتكار: توفير حاضنات أعمال لدعم الأفكار المبتكرة.
5. تعزيز التعاون الإقليمي: تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية كمنصة لدعم المشاريع الصغيرة.
أخيرا، تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر دورًا جوهريًا في تحقيق أجندة الاتحاد الإفريقي 2063. فهي تسهم في خلق فرص العمل، تعزيز الإنتاج المحلي، تمكين الشباب والنساء، وتعزيز التكامل الإقليمي. ومع استمرار الجهود الحكومية والإقليمية لدعم هذا القطاع، يمكن أن تصبح هذه الشركات المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية المستدامة في القارة. لتحقيق الأجندة، يجب معالجة التحديات الحالية والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تقدمها هذه الشركات.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب