رأي

د. سيد عيسى يكتب.. دورة باريس الأولمبية وحلم التفوق المصري

في ظل هذا المشهد الدولي المرتبك والوضع الاقتصادي في بعض الدول العربية المتردي بسبب ما مرت به تلك الدول من أحداث جسام عقب 2011، استطاعت الدولة المصرية أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد، وبدأت بالبنية التحتية التي كلفت الدولة الكثير والكثير، ثم تدشين مشروعات عملاقة تاريخية منها العاصمة الإدارية والعلمين والمحطات الكهربائية والطرق والكباري، وكانت الأوضاع الاقتصادية في تلك الفترة صعبة للغاية، خاصة أن هناك أزمات عنقية استطاع الشعب المصري أن يتخطاها.

الجميع يعلم تفاصيل المشهد السياسي والاقتصادي، حتى وصلنا إلى الحكومة الجديدة التي أعيد فيها تكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيلها، وتم التشكيل، واحتفظ وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي بحقيبة وزارة الشباب والرياضة، وهذا يرجع إلى ما قدمه للوزارة حتى الفترة الأولى التي تتطلب استكمال الخطط الشبابية والمشروعات الرياضية التي بدأت.

في الفترة الأولى التي تولى فيها الدكتور أشرف صبحي الوزارة، نجح في تنفيذ استراتيجية الدولة بشكل احترافي وهو ما جعل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى يجدد له الثقة.

وكانت أولى الخطوات في الفترة الجديدة لوزير الشباب والرياضة مشاركة مصر في دورة الألعاب الإفريقية بغانا، والتي حققت فيها مصر نتائج مبهرة، إذ احتفى الرئيس السيسي بهؤلاء الأبطال أصحاب الميداليات، وكان تشجيعًا مهمًا لهم قبل المشاركة في أولمبياد باريس الحالي.

نعود إلى الحدث الأبرز وهو دورة باريس الأولمبية التي تشارك فيها مصر بأكبر بعثة في تاريخ المشاركات في الدورات الأولمبية على مدار تاريخها، إذ شاركت مصر في الدورة الأولى عام 1912 بدورة إستكهولم الأوليمبية عقب تأسيس اللجنة الأوليمبية المصرية في عام 1910.

وعلى مدار أكثر من مائة عام حققت مصر ثماني وثلاثين ميدالية متنوعة ما بين الذهب والفضة والبرونز، وكان عام 1928 أول ظهور لمصر على منصات التتويج بأول ميداليتين ذهبيتين حصل عليهما السيد نصير في رفع الأثقال وإبراهيم مصطفى في المصارعة، وكان الإنجاز المصري الأبرز في عام 2020 في طوكيو، عندما حصد أبطال مصر وبطلاتها 6 ميداليات متنوعة، ثلاث منها للرجال، وثلاث للسيدات، وكان أول فوز نسائي مصري بميدالية ذهبية في دورة ميونخ وكانت من نصيب البطلة فريال أشرف في رياضة الكاراتيه عام 1972.

لذلك أتمنى أن تحقق البعثة المصرية في باريس نتائج مبهرة، خاصة أن هناك خمسة لاعبين مشاركين حصلوا على ميداليات في الدورة السابقة، كما أنها البعثة الأكبر في تاريخ مشاركات مصر، إذ يشارك (148)، منهم 79 رجال، و52 سيدات، في 24 لعبة، 20 لعبة فردية وأربع ألعاب جماعية هي كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة للصالات والشاطئية.

وفي النهاية أقول إن الدورة الأولمبية الحالية في باريس خير بداية للفترة الجديدة لوزير الشباب والرياضة التي أتمنى لها التوفيق وتحقيق آمال مصر والمصريين والنهوض بالرياضة في كل المجالات.. حفظ الله مصر قيادة وحكومة وشعبًا.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى