رأي

دبلوماسية تيتة تواجه الجمود السياسي في ليبيا

قال الكاتب والباحث السياسي في الشأن الليبي أحمد عرابي إن ليبيا تواجه حالة من جمود سياسي منذ عدة سنوات مضت حتى الآن، ورغم دفع مبعوثة الأمم المتحدة الجديدة إلى البلاد ” حنا تيتيه” الغانية الجنسية، بمبادرة أممية تهدف إلى كسر هذه الحالة المستمرة ، إلا أن هذه المبادرة السياسية لا تزال تراوح مكانها حتى اللحظة، ومنذ فشل الانتخابات العامة التي كان من المقرر إجراؤها في شهر ديسمبر من العام ألفين وواحد وعشرين، تسعى بعثة الأمم المتحدة ومبعوثينها إلى تحقيق اختراق في مسار الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد حتى اليوم.

وأوضح عرابي إن المبعوثة اللأممية تيتيه كانت قد شكلت لجنة استشارية بهدف تقديم مقترحات حول حل القضايا السياسية العالقة لإجراء الانتخابات التي يطالب بها الليبيون منذ ذلك الأمد إلى أنها لم تتوصل إلى حل حتى الآن رغم اجتماعاتها المستمرة بشكل دوري، فتقييم المبعوثين الأمميين العشرة والسلسلة الطويلة منهم في ليبيا تسير بنفس النمطية وبنفس الأسلوب والطريقة للبعثة، فلا أتصور أن تصل تيتيه إلى نتائج مختلفة طالما هي تسير بنفس المقدمات عن سائر من سبقوها خلال السنوات الماضية، وكأن البعثة الأممية لسان حالها يقول ومن ورائها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والأطراف الدولية المهتمة برعاية هذه الأزمة في البلاد بأنها يجب أن تسير على هذه الوتيرة وبهذا النسق، إذ لا توجد إرادة حقيقية لمحاولة إنهاء الأزمة الليبية تأتي من الداخل الليبي الليبي ، ونحن نعرف أن المجتمع الدولي قادر على أن يتفق وهذا ينعكس بطبيعة الحال أن تسير الأزمة في اتجاه الحل بل استمرار الحل على ما هو عليه طيلة هذه الفترة.
الكاتب والباحث السياسي أعرب إن ما يؤكد على وجود انقسام في المجتمع الدولي هو أسلوب تعامله صحبة بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا مع الأزمة السياسية في ليبيا، وهذه النمطية التي تجعل المبعوثين الأمميين في ليبيا على التواليي يفشلون في حل الأزمة إذ لا توجد إرادة حقيقية لدى المجتمع الدولي ومجلس الأمن لحل الوضع القائمة من الأزمة الليبية المستمرة ، وأشار إلى أن المبعوثة الأممية الجديدة هي أيضا تسير بنفس النسق والنمطية وتلتقي بنفس الأطراف السياسية دون جدوى وكأن هذه الأطراف لديها الجديد في نفس الوقت الذي ليس لديها أي جديد قد تقدمه لحل الأزمة والدليل على ذلك أن كل المبعوثين السابقين التقوا بنفس الشخصيات السياسية في ليبيا ولم يكن لديهم أي جديد لتقديمه لحل الأزمة.
وأشار عرابي إلى أن هذه الأطراف أمست فاقدة للقدرة عن تقديم الحل الأمثل لأنها دخلت في صراع فيما بينها وتحاول اللعب على تناقضات الأطراف في المجتمع الدولي، وكل طرف داخلي قد أرتكن إلى طرف أجنبي دولي لذلك لا أتصور أن هذه الأطراف قادرة مع البعثة الأممية الغير جادة على إيجاد حل للأزمة السياسية في البلاد.
ويرى عرابي إن تيتيه تعقد لقاءات منفصلة مع الفرقاء السياسيين لاستكشاف مواقفهم من الحلول الممكنة للأزمة السياسية الحالية لكن لم يتم الإعلان بعد عن أي توافقات للحل مع الضرورة لانتظار نتائج مسار اللجنة الاستشارية التي انتجتها للبعثة الأممية ومسار الحوار السياسي الليبي الليبي معتبراً أن التقييم الآن قد يكون حكم مسبق على عمل المبعوثة الجديدة ونائبتها السيدة ستيفاني خوري إيجاد حل سريع ، فالسياسيين في الدولة مستفيدين من اتفاقهما في استخدام موارد الليبيين، وهذا من دون شك سيعرقل أي جهد للحل في الوقت الراهن حيث إن بقية القوى السياسية تريد حلًّا لكنها متوقفة وخارج معادلة أن توجد حلول لما هو يحدث على الأرض وللأسف فإن أي تغيير في البلاد مرتبط عملياً بالقوى الدولية والإقليمية التي هيا بدورها مستفيدة من الوضع الحالي.
الكاتب والباحث السياسي في الشأن الليبي قال إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد حثت جميع الأطراف الفاعلة في البلاد على التوصل إلى اتفاق بخصوص أخذ التدابير العاجلة من أجل الاستقرار الاقتصاد الليبي وذلك بعد أيام من إعلان مصرف ليبيا المركزي خفض قيمة الدينار ، فيما أعلن مصرف ليبيا المركزي هذا الأسبوع خفض سعر صرف للدينار الليبي 13.3 في المئة إلى 5.5677 للدولار، فيما قالت البعثة في بيانها الأخير إنه يتعين اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من وطأة الآثار السلبية التي تمس الشعب الليبي بما في ذلك غلاء المعيشة وإنخفاض القدرة الشرائية وتراجع ثقة الشعب بمؤسسات الدولة وقياداتها، وإن اتساع العجز في سوق الصرف الأجنبي، وضخ السيولة النقدية بشكل مفرط في السوق المحلية، والإنفاق المزدوج، واستمرار تدهور قيمة العملة، قد تشكل جميعها مؤشرات واضحة على التدهور وعدم الاستقرار الاقتصادي الكلي، مؤكدة البعثة استعدادها لتيسير محادثات بشأن الميزانية الموحدة والاقتصاد الليبي .

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى