حسام أبو العلا يكتب.. ليبيا وطموح الاستقرار
وصلت ليبيا حاليا إلى أزمة كبيرة بعد إصرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة على عدم تسليم السلطة لحكومة باشاغا المكلفة من مجلس النواب بتشكيل حكومة جديدة تدير البلاد حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وما مرت به ليبيا منذ عام 2011 أدى إلى انهيار مؤسسات البلاد ودخول المرتزقة وتضخم دور الميليشيات المسلحة، فضلا عن تدخل أطراف دولية تسعى لحصد أكبر مصالح ممكنة، لذا كان أبناء الشعب الليبي يعولون على إقامة الانتخابات في ديسمبر من العام الماضي، لكن تعثر إقامتها أدخل البلاد في نفق جديد من الأزمات والخلافات.
الآن الصورة ضبابية ولم تتضح ملامح المشهد السياسي، إذ إن المجتمع الدولي لا يزال يراوغ بمواقف تتسم بعدم الشفافية، ما شجع الدبيبة على تحدي قرار البرلمان وإعلان رفضه التخلي عن منصبه وسط رفض شعبي ومخاوف عربية من انزلاق البلاد في فخ الفوضى مجددا التي قد تقود إلى اندلاع نيران الحرب.
الحل يكمن في رغبة دولية قوية مع توحد أهداف كافة القوى السياسية الليبية نحو استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، ويجب على الليبيين أنفسهم أن يراهنوا على وحدتهم ونبذ المطامع الشخصية.
التاريخ يؤكد أن حل الأزمات والمشكلات المعقدة جاء من الشعوب وليس من الخارج، لذا فإن حكومة باشاغا التي تضم كفاءات وطنية قد تكون جسر الأمان لليبيين لاستعادة أمن واستقرار بلادهم.
يجب على أبناء الشعب الليبي أن يدركوا أنها الفرصة الأخيرة لمنع أي تدخل خارجي، ووقف الدور المريب للأمم المتحدة وسفارات دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، فكل ما يسعون إليه هو نهب خيرات ليبيا واستمرار سقوط البلاد في مستنقع الخلافات.
المرحلة الراهنة من تاريخ ليبيا فارقة، وعلى الأشقاء الليبيين طي صفحة الماضي من التشرذم وتدشين صفحات جديدة من الحرص على مصلحة بلادهم ووقف نزيف الخسائر السياسية والاقتصادية.
ليبيا دولة غنية بأبنائها من الكفاءات في كافة التخصصات، وأيضا بما تضمه من ثروات نفطية وغيرها، المستقبل تصنعه الشعوب لا المحتل الذي يخطط للبقاء من أجل استنزاف الدول التي يتوهم أنها باتت إرثا لهم ولأجدادهم، وليبيا دولة ذات موقع استراتيجي دولي مهم، وتحظى باهتمام عالمي كبير.. قريبا ستنهض ليبيا وستعود أفضل مما كان.