اجتماعيةالرئيسيةدراسات

حالة طلاق كل دقيقتين.. واقع مخيف تفرضه التكنولوجيا والانخفاض الثقافي

المقارانات والخيانات الزوجية أبرز أسباب الطلاق والإرشاد الأسري الحل

حالة طلاق كل دقيقتين.

إعداد – هالة الدسوقي

لم تعد قضية انفصال زوجين بالطلاق أو بالخلع أمراً مستغربا أو يبعث على التعجب، فهي ظاهرة ملموسة في مصر حاليا، وهو ما برهنت عليه الأرقام والاحصاءات، حيث كشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري أن حالات الطلاق وصلت 222 ألفا و36 حالة انفصال متنوعة ما بين طلاق وخلع عام 2020.

وتبين الاحصاءات أن هذا العدد الكبير ينقسم بين 8086 حكم طلاق نهائي و7065 عدد حالات الخلع بنسبة 87.4٪ من إجمالي أحكام الطلاق النهائي.

هالة الدسوقي ت

الخلع .. هو الحل

ويتبين من هذه الأرقام أن معدلات الطلاق زادت بسبب تزايد حالات الخلع، وفي هذا الشأن ترى د. أميمة السيد، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية والتربوية وأستاذة العلوم الإنسانية، أن الفائدة الكبيرة للخلع هي انهاء حياة مستحيلة تسير على أزمات، حيث توجد بعض البيوت التي هي عبارة عن رماد تحته نار، فتشكل قنابل موقوتة في المجتمع، وتؤثر على نفسية الطرف المظلوم والأولاد، بل قد يتطور الأمر إلى وقوع جرائم عديدة على رأسها القتل، وبالتالي يأتي الخلع ليحل المشكلة في حالة تسلط الزوج ورفضه طلاق الزوجة.

ووقوع الطلاق وراد، ولكن ارتفاع الأعداد هو ما قد يثير الدهشة، ولهذا أسباب، حيث تختلف أسباب الطلاق قديما عن زمننا الحالي، حيث تبدلت وتغيرت الأخلاقيات والأحوال، وهو ما فرضته التكنولوجيا الحديثة.

الخيانات الزوجية سبب حالة طلاق كل دقيقتين.

وبهذا الخصوص أوضحت د. أميمة السيد، أن كثير من حالات حالات الطلاق تأتي نتيجة الخيانات الزوجية التي تتم عن طريق الانترنت، وهو الفضاء الشاسع الذي يسبب للعديد من الأسر كوارث ومصائب، وقد تكون تلك الخيانات معروفة للطرف الآخر أو غير معروفة، وتظل كذلك لفترة ثم يحدث ويكشف الله ستر من يقوم بالخيانة وبالتالي يقع الطلاق.

المقارنات تلعب دورها فى حالة طلاق كل دقيقتين.

كما بينت د. أميمة أن المقارنات تلعب دورها في التفريق بين الزوجين، فهذا الزوج يرى البنات على صفحات التواصل الاجتماعي أو من خلال الأفلام الإباحية، وما يحدث بتلك الأفلام المقززة معظمها خدع بصرية وصوتية، كما أن صور مواقع التواصل تكون في أبهى صورة نظرا لأنها معالجة بالعديد من فلاتر لتأخذ شكلها النهائي.

وعندما يراها الرجل يتخيل زوجته “قردة”، وخاصة في ظل تطور كبير في مجال عمليات التجميل، وهو ما يساعد في عمليات التدليس والخداع للرجال، وكذلك الخداع للنساء ممن قبل من يقبلون على تلك العمليات من الرجال.

نعمة لا تقدر بثمن

وأشارت د. أميمة السيد، وهي أول مصرية  تصبح عضوا باللجنة العلمية للمركز الدولي الاستراتيجي للأمن الأسري، أن ذلك الرجل المخدوع أو المرأة المخدوعة قد يكون حباهم الله بنعمة كبيرة في أزواجهم، ولكنهم لا يرونها، ولا مجال للمقارنة بينهم وبين من يتمنون سواء على الجانب الأخلاقي أو الاجتماعي أو الثقافي أو التعليمي.

الماديات تطل برأسها

ولا يغيب الجانب المادي في وقوع الطلاق، حيث أوضحت د. أميمة أن بعض الناس يستمع لأكاذيب الآخرين، الذين يدعون تمتعهم بالتيسيير المادي، مما يرفع سقف متطلباتهم، ونرى الزوجة تحمل زوجها فوق طاقته وهو ما يصل بهم إلى طريق مسدود، وعلى الجانب الآخر يوجد بعض الرجال، الذين يبحثون عن الزوجة المتيسرة لكي تنفق عليه، فنرى الرجل المزاوج على سبيل المثال، يبحث عن الزوجة الجديدة التي تنفق عليه ويطمح أيضا أن تنفق على أولاده . أما الزوج الثاني في حياة الزوجة فيفترض أنها سوف تتكلف بمصروفاتها ومصروفات أولادها دون أدنى مسئولية منه.

التواكل وعدم السعي

ويتفق معها د. جمال فرويز، استشاري المخ والأعصاب والصحة النفسية، في تأثير الجوانب المادية على الحياة الزوجية، قائلا: أن الزواج يحدث ويعيش الزوجين على “النقطة” أسبوع أو أسبوعين، ثم يبدأ الشقاء مع تواكلهم وعدم سعيهم للكسب وتحقيق الدخل اللازم للحياة الأسرية.

وتطرق د. فرويز إلى الأسباب النفسية التي تقبع خلف حالات الطلاق المرتفعة فتنتج عن الاختلاف في المستوى الثقافي والاجتماعي والتعليمي، وخاصة لو الزوجة هي الأعلى فتحدث فجوة كبيرة، يحس من خلالها الزوج بالدونية التي يعوضها إما بالخيانة أو بالضرب.

طلاق .. قبل الزواج

ولفت د. جمال إلى سبب أساسي وراء تعدد حالات الانفصال، ألا وهو التسرع في الارتبارط، وبالتالي يحدث الطلاق حتى قبل أن يتم الزواج، حيث لا يعطي أي طرف لنفسه مهلة للنفس للتعرف على الطرف الآخر،  مع أن العيوب تظهر ولكن يتم التغاضي عنها، للرغبة في اتمام الزواج، فقد يكون الولد متعاطي للمخدرات أو عصبي أو مهمل ويتم تجاوز ذلك أملا في التغيير ولكن هذا التغيير لا يحدث، فمن تقبل بالتطاول من قبل زوجها سوف تقبل ذلك طول العمر.

وكذلك البنت قبل الزواج تبالغ بشدة في المكياج وإظهار الرقة، فمجرد الزواج تتحول لشخص آخر تتعصب وتتفعل بألفاظ خارجة، وفجأة “يرى الزوج عبد الفتاح ابن خالته هو اللي معاه”، وقد يتطاول أهلها عليه أيضا، وكل ذلك يعجل بالطلاق.

زمن المسخ الثقافي

أما للحد من وقوع حالات الطلاق الكثيرة، فيري د. جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، في القضاء على الانخفاض الثقافي الذي يعاني منه مجتمعنا الآن، والذي يقبع خلف كافة مشكلاتنا، فنحن نعيش “زمن المسخ الثقافي”، وبالتالي لابد من رفع ثقافة الناس، من قبل كافة الجهات المسئولة من الأزهر والكنائس والتربية والتعليم والإعلام ووزارة الثقافة، ولابد من الاهتمام بالشباب في الشارع، والوصول إليهم والتواصل معاهم من خلال الوسائل التي يفضلونها، كالفيس بوك وتويتر واليوتيوب.

الارشاد الأسري

من جهتها، ترى د. أميمة السيد أن حل المشكلات الزوجية والحيلولة دون وقوع الطلاق يتم من خلال اللجوء للمتخصصين في الارشاد الأسري والنفسي، الذين يقع عليهم مسئولية عمل كورسات للمقبلين على الزواج، خاصة لو أن هناك اختلافات في البيئات أو مع غياب التكافؤ المادي أو الاجتماعي، وكذلك العمل على منع تدخل الأهل خاصة إن كان بشكل سلبي.

بعد ان تناولنا موضوع حالة طلاق كل دقيقتين. يمكنك قراءة ايضا

المفكر العربي الكبير علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب .. لا سنة ولا شيعة بل إسلام وشريعة  

ويمكنك متابعة منصة العرب 2030 على الفيس بوك

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى