جرعات إعلامية أمريكية مسمومة تهدف لتشتيت العرب والمسلمين لصالح المشروع الصهيوني.. “ومضات على الطريق”
الحلقة الرابعة والثلاثون من موسوعة "ومضات على الطريق" - الجزء الأول - بعنوان "دراسات ومشاريع وحلول لمواجهة المستقبل العربي"

الملخص
في الحلقة الرابعة والثلاثين من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق” الجزء الأول، يتحدث المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، عن السياسية الأمريكية تجاه العرب والمسلمين، فيقول إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية معروف وواضح منذ أزمة غزو العراق للكويت التي ظهرت فيها نواياهم الحقيقية، مضيفا: “لقد أعطى الإعلام الأمريكي والصهيوني جرعات إعلامية مسمومة ومكثفة تم من خلالها تشتيت الأفكار وتبديد الطاقات، وبث الرعب والخوف في الصفوف العربية لصالح توسع واستقرار وأمن إسرائيل، مع عزل الأمة العربية وإدخالها في دوامة الانقسامات والخلافات والاضطرابات والنزاعات، لتنهك قوتهم وتفشل وحدتهم وتضعف موقفهم لتهدم مشروع الوحدة العربية لصالح المشروع الصهيوني التوسعي لابتلاع القدس، وهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأضاف: “ها هي الآن إسرائيل تحت سمع العالم وبصره؛ تنفذ هذا المشروع، وتتنكر لكل حق عربي، ولكل المعاهدات، والمواثيق التي وقعت عليها”.. التفاصيل في السياق التالي.
ملحوظة: هذا الكتاب طبع وتم تداوله في المكتبات قبل عدة أعوام من الآن.. كأن الشرفاء يقرأ من كتاب مفتوح متوقعًا ما يحدث الآن.
اقرأ أيضا: بالفيديو.. مؤلفات الشرفاء الحمادي تزين النسخة الـ(56) من معرض القاهرة الدولي للكتاب (2025 )
التفاصيل
أمن إسرائيل
يبدأ الحمادي مقالة اليوم من سلسلة “ومضات على الطريق”، قائلا: “تتلاحق الأحداث وتتابعها وسائل الإعلام؛ وهي ترديد ما تعلنه الولايات المتحدة، وما تضمره من نوايا وأهداف لم تعد خافية على أبسط الناس فهماً، إن مواقف الولايات المتحدة ونواياها؛ منذ بدأت أزمة الكويت، تؤكدان أن هاجسها الأكبر هو أمن إسرائيل فحسب”.
تبديد الطاقات
وأضاف: “بينما تتابع الشعوب العربية، أو لعلها تلهث وراء الكم الهائل من الجرعات الإعلامية المدروسة، والمعروفة سلفاً مقاصدها ونتائجها؛ إذن ليس ثمة هدف وراء هذا الإعلام سوى تبديد طاقات الأمة العربية، وتشتيت فكرها، وبث الرعب والخوف في صفوفها، وإغراقها في دوامة من الانقسامات والاضطرابات”.
ويضيف: “ومع الأسف فإننا نجد أن قادة هذه الأمة، وقد أفلت الزمام من أيديهم، وأصبح مستقبل الأمة في أيدي سياسات غريبة ومعادية، هدفها عزل الأمة عن عقيدتها، وقيمها، وتراثها، والقضاء على طموحاتها المشروعة، وتطلعها نحو بناء الوحدة، والإفادة من ثرواتها، وإمكاناتها الهائلة، لبناء المجتمع العربي القوي الناهض الذي يصون ولا يبدد، ويحمي ولا يهدد، ويشد أزر الصديق، ويرد كيد العدو”.
المشروع العربي
ويتابع: “لا يخفى على أحد أن المشروع القومي العربي الوحدوي يصطدم بالضرورة مع المشروع الصهيوني الذي ما زال ينمو، ويتمدد على حساب الأمة العربية، وحقوقها، ومستقبلها، كما يتمدد السرطان في جسم الإنسان من دون أن يدرك العرب مدى خطورته”.
المشروع الصهيوني
وأردف الحمادي: “كان قيام إسرائيل على حساب أرض فلسطين وشعبها؛ مقدمة لهذا المشروع الصهيوني الذي يخطط لابتلاع القدس، وهدم المقدسات الإسلامية والمسيحية، وها هي الآن إسرائيل تحت سمع العالم وبصره؛ تنفذ هذا المشروع، وتتنكر لكل حق عربي، ولكل المعاهدات، والمواثيق التي وقعت عليها”.
توظيف الخلافات
ويكمل: “لقد استطاع الصهاينة أن يحققوا نجاحات بالغة الخطورة على مستقبل الأمة العربية؛ وذلك باستغلال كل الوسائل المتاحة لديهم؛ بل أكثر من ذلك استطاعوا أن يستغلوا، ويوظفوا خلافات الدول العربية فيما بينها بوصفها جزءاً رئيسياً في استراتيجيتهم؛ وذلك بالتخطيط، والتهديد، والخداع، والإرهاب”.
سيطرة صهيونية
ويتابع الحمادي: “كما استطاعوا أن يتغلغلوا في مركز القرار السياسي، والعسكري في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمكنوا من أن يحكموا العالم من خلال سيطرتهم على البيت الأبيض، ومجلسه القومي المكون من أحد عشر عضواً؛ تسعة منهم من اليهود الصهاينة، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، إضافةً إلى قوة اللوبي الصهيوني وأعضائه في الكونجرس”.
قرار أسير
ويستكمل: “وإزاء هذا الواقع يجب ألا ننتظر من الولايات المتحدة موقفاً محايداً، لأن القرار الأمريكي أصبح أسيراً لقوة الضغط الصهيوني؛ يلبي طموحاتها ويحقق رغباتها؛ حتى على حساب مصلحة الشعب الأمريكي”.
خطأ تاريخي
ويختتم الحمادي حلقة اليوم قائلا: “هذه مقدمة لا بد منها لمعرفة هل كان موقف الولايات المتحدة، وسياساتها تجاه العراق يهدفان إلى صالح الكويت؛ أم لا. لقد ارتكبت القيادة العراقية خطأً تاريخيًا؛ حينما اجتاحت قواتها العسكرية دولة الكويت، ولا بد أن ذلك الحدث الخطير كان ردًا لفعل معين”.
انتهت حلقة اليوم، ويتجدد الحديث في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب