ثائر نوفل أبو عطيوي يكتب.. في ذكرى النكبة واحتلال فلسطين
الكاتب مستشار وحدة الدراسات الفلسطينية بمركز العرب للأبحاث والدراسات
النكبة مصطلح فلسطيني يشير إلى المأساة الإنسانية التي أحلت بجموع الفلسطينيين على أيدي الاحتلال الاسرائيلي في الخامس عشر من ايار- مايو من العام 1948، حيث تم تشريد وطرد الفلسطينيين من ديارهم الأصلية ، والاعلان عن دولة الكيان الاسرائيلي المزعوم على أرض فلسطين التاريخية.
- اقرأ أيضا: أبو عطيوي: شرين أبو عاقلة صوت الأرض والإنسان
ذكرى يوم النكبة الفلسطينية له الكثير من الدلائل والمعطيات والتأثيرات على الانسان الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، حيث قام الاحتلال الاسرائيلي بتشتيت أواصر الفلسطينيين وتهجيرهم بقوة السلاح إلى كافة أرجاء المعمورة ، فكان ومازال الشتات النفسي والانساني ببعده الوطني والسياسي والاجتماعي هو السمة الغالبة على حياة كل انسان فلسطيني ، لأن الذاكرة الوطنية كانت ومازالت وستبقى سيدة الحضور والمكان للأجيال الفلسطينية المتعاقبة ، والشاهدة على جرائم الاحتلال المستمرة بحق الفلسطيني ببعده النفسي والمكاني والزمني ، لأن المكان هو الأرض المحتلة فلسطين ، والزمان هو صوت شعبنا المحتل المناضل صاحب التضحيات المستمرة حتى نيل الحرية والاستقلال.
النكبة واحتلال الأرض والانسان ، العنوان الأهم في حياة شعبنا، حيث يحمل كل فلسطيني في جعبته العديد من الحكايات الموثقة والروايات المؤكدة على همجية الاحتلال وفاشيته التي فاقت كل التصورات، لأنه وفي شهر ايار مايو من العام 1948، وهو التاريخ الذي يشير الى احتلال فلسطين ، ارتكب المحتل في حينه وعبر عصاباته الارهابية المتطرفة أبشع فنون وأصناف القتل والتدمير ، حيث تم تهجير أكثر من 85000 فلسطيني ، واحتلال ما يقارب 78% من مساحة فلسطين التاريخية ، وتدمير أكثر من 531 قرية ومدينة فلسطينية ، وارتكاب أكثر من حوالي 70 مجزرة ، أدت إلى استشهاد ما يقارب من 15 ألف فلسطيني ، واصابة أكثر من 3000 جريح في حينه.
تعتبر النكبة الفلسطينية ، الذكرى الوطنية والمأساة الانسانية الراسخة في عقول كافة الفلسطينيين ، لأنها الحقيقة في وجه الرواية “الاسرائيلية” الكاذبة والفاشلة ، التي تقول الكبار يموتون والصغار ينسون ، حيث كانت دولة الكيان المزعوم تراهن أن كبار السن من الفلسطينيين ، الذين عاصروا النكبة في حينها وكان الشهود على مأساتها سيكبرون ومن ثم سيرحلون ويموتون، وأن صغارهم بالطبع سوف ينسون! ، ولكن الحقيقة الفلسطينية المؤكدة والحاضرة أن الكبار حاضرون بأرواحهم ، لأنهم قاموا بتوريث ذكريات النكبة وحكاياتها إلى أبنائهم وأحفادهم ، حيث تم تناقلها جيلاً إلى جيل ، من أجل بقاء الذاكرة الوطنية خالدة في الأذهان، وتكون بمثابة العنوان الوطني الدائم والملازم للمكان والزمان ، المعمد بسيرة ومسيرة فلسطينية متواصلةبالتضحيات والنضالات حتى دحر الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في ذكرى النكبة واحتلال فلسطين ، سيبقى شعبنا الفلسطيني متمسكًا في استعادة أرضه المحتلة، وصولا إلى حق العودة وتقرير المصير ولو بعد حين ، لأن شعبنا الفلسطيني صاحب الأرض والهوية والقضية وعنوان الانتصار المؤزر والمبين للأرض المحتلة فلسطين.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب