المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب.. دعوة لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتوحيد المسلمين
الملخص
يوجه المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، دعوة لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي شوهت الإسلام، بعد انصراف المسلمين عن القرآن الكريم الذي يمثل الدستور المحكم للمسلمين والمنهج القويم والخطاب الإلهي الصحيح، الذي لا يعتريه الشك ويدعو للرحمة والعدل والحرية والسلام، كما شملت الدعوة إسدال ستارة سوداء على الروايات والتفاسير والإسرائيليات التي فرقت المسلمين وشوهت الدين، وأسست للكراهية والعدوان، ومكنت منا الأعداء.
ويؤكد الشرفاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم، هو القدوة الحقيقية في الأخلاق بعد أن أتم الرسالة وبلغها على أكمل وجه.. وإلى التفاصيل.
التفاصيل
تحمل الصعاب
لقد كلف الله رسوله عليه الصلاة والسلام، بحمل رسالة الإسلام للناس كافة في كتاب كريم يهدي به الناس إلى طريق الخير والصلاح، وقد بلغ الرسالة بكل الأمانة، وتحمل في سبيلها صنوفًا شتى من ألوان الإيذاء والعنت والإشاعات بإيمان لا يتزعزع بأن الله سوف ينصره، وأصر على أن يستمر في دعوته دون خوف أو تردد فيما كلفه الله تعالى به، حتى أكمل الله عز وجل دينه، وأتم على الأمة نعمته في حجة الوداع.
إكمال الرسالة الإلهية وختام التشريعات
ويتضح ذلك في قوله تعالى حيث أمره الله سبحانه بقوله: “اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا”؛ الآية (3) سورة المائدة.
رسالة العدل والمساوة
بهذه الآية يبلغ الناس باستكمال الرسالة التي أنزلها الله على رسوله، لتكون هداية للناس ونورًا يخرجهم من الظلمات إلى النور، وهي خاتمة الرسالات أودعها الله في القرآن الكريم، وما تضمنه من تشريعات إلهية ودعوة الناس للإسلام، وما يدعو إليه من الإيمان بالله الواحد الأحد، والإيمان برسوله محمد، والإيمان بكل الرسل والأنبياء من قبله، حيث وضع الله سبحانه في الخطاب الإلهي للناس قيم العدالة والمساواة ونشر السلام، وتعاون بني الإنسان، وتشريعًا إلهيًا ينظم العلاقة بين الله وعباده، وينظم العلاقة بين الإنسان ومجتمعه، وبين الإنسان ووالديه، وتبيان الحقوق الزوجية وحقوق الأيتام وضوابط تنظيم العلاقة بين الإنسان وسائر البشر في كل المعاملات.
العدل والرحمة
أن يستنبط الناس القوانين التي تنظم حياتهم من التشريع الإلهي المبني على الرحمة والعدل، واحتفظ الله سبحانه بحقه في حساب خلقه يوم الحساب، كقوله تعالى: “إنّ إلينا إيابهم، ثم إنّ علينا حسابهم”؛ الغاشية (٢٦).
اختيار الرسول
لقد اختار الله سبحانه رسوله من بين خلقه، ليحمل رسالة الله للناس، حيث يقول الله في كتابه الكريم: “قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”؛ الكهف (110).
كما قال تعالى مخاطبًا رسوله: “قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولًا”؛ الإسراء (١٣)، ويصف سبحانه مهمة رسوله الكريم بقوله: “لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ”؛ آل عمران (164).
أخلاق الرسول
أرسل رسوله ليعلمهم ويفسر لهم من التشريعات الإلهية، ويوضح لهم مراد الله من أوامره لعباده، حيث يقول سبحانه: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”؛ الأحزاب (21)، ليقتدوا بأخلاقه وصفاته حيث جعله الله قدوة للمسلمين الصادقين في عبادتهم لله وتصرفاتهم التي شرعها الله لهم في منهج يرتقي بالإنسان بقيم إيمانية وأخلاقيات سامية.
تصحيح المفاهيم لتوحيد المسلمين
من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتشوهات التي تناقلتها مؤلفات الفقه والتفاسير المختلفة التي اعتمدت على روايات منسوبة لبعض الصحابة، وتناقلتها الألسن بعد مرور أكثر من قرنين من الزمان على وفاة الرسول في تفسير دلالات الآيات في القرآن الكريم، وما أهدرته من ارتباك في قناعات المسلمين.
تشويه صورة الإسلام
وما ترتب على ذلك من تشويه صورة الدين الإسلامي عبر غيرهم من الشعوب، حينما استقلت كل فرقة بمفهومها الخاص واتخذت كل فرقة من علمائها مرجعًا وحيدًا في كل ما يختص بفقه العبادات والمعاملات، وتعصبت كل فرقة لمذهبها، ما أدى إلى خلق كيانات اجتماعية مستقلة في المجتمع الواحد، وصل بعضها إلى تكفير الفرقة الأخرى، وقد تسببت في ذلك فتاوى وتفاسير بشرية اتبعت روايات ضالة، تعددت مصادرها واختلفت أهدافها لتفريق المسلمين والابتعاد عن منهج القرآن.
القرآن مرجعية لتوحيد المسلمين
والتصحيح يجب على كل مسلم أن يتخذ القرآن مرجعيته الوحيدة لدينه، وعلى المسلمين أن يتبعوا ما في آياته من عبادات ومعاملات وأخلاقيات وقيم عظيمة في العدالة والرحمة والمساواة بين البشر وعبر إعانة الإنسان في اختيار الطريق المستقيم، وأن يكون ذلك لهم نورًا يخرجهم من الظلمات إلى النور.
أفكار وتأويلات عاجزة
فمن أراد الله به خيرًا يشرح صدره للقرآن، ومن أراد غير ذلك فسوف يتبع الشيطان، ويكون عرضة لعدم الاستقرار النفسي والالتباس الفكري، حينما يكون أسيرًا لأفكار بشرية وتأويلات عجزت عن فهم مراد الله لخلقه، ومن ادعى العلم والمعرفة واختزل الإسلام في فهمه وعين نفسه وحيًا على المسلمين، وحل محل مرجعية القرآن تذكيرًا بقوله تعالى: “وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ”؛ النحل (89)، والله من وراء القصد، وما توفيقي إلا بالله.. عليه توكلت وإليه أنيب.
بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب