رأي

جمال المحلاوي يكتب.. ترامب يسعى لتجنب الهزيمة في اليمن ولكنه لن يحقق على نصرا حاسما

في تقدير موقف سابق تم نشره على موقع العرب للأبحاث والدراسات . توقعنا قيام اسرائيل بالتحالف مع الولايات المتحدة بشن ضربات موجعة للحوثيين .لاستئصال آخر وكلاء في المنطقة . ولكن اليوم نحاول أن نقدر الموقف ماذا سوف يكون السيناريو المتوقع في ظل المعطيات على الأرض .

في حين أمر الرئيس ترامب بتوجيه ضربات للحوثيين تحول حياتهم إلى جحيم ،ردا على تهديد الحوثيين للتجارة في البحر الأحمر كموقف مساند للفلسطينيين في غزة .الأمر الذي أدى إلى قيام الطائرات الأمريكية منفردة دون مساعدة بضرب مواقع في عدة مدن يمنية لاستهداف المقرات العسكرية وعدد من قيادات الحوثيين ،وان تلك العملية ليس لها مدى زمني وتنتهي حين اعلان الحوثيين توقفهم عن أعمالهم .
وبتحليل ماحدث نجد
اولا؛ أن ترامب يتعامل عسكريا وسياسيا أيضا بعقلية التاجر الذي ليس لديه أي خبرة في إدارة معارك على ذلك النحو.
ثانيا: أن ترامب لم يدرس باستفاضة كيف أن الحوثيين استمروا إلى الآن بعد حروب خاضوها ضد اطراف كثيرة منهم السعودية ولمدة خمس سنوات لن يحقق فيها السعوديون أي انتصار.كذلك حروب ضد السلطة اليمنية الشرعية لمدة طويلة والتي أيضا لن تسفر عن شيء لصالحها .
ثالثا: في ظل التجارب السابقة عندما قررت الولايات المتحدة تحرير الكويت استغرق الأمر عدة أشهر للتنسيق بين الدول بزعامة الولايات المتحدة . أما هذه المرة فقد جاء القرار ترامبيا منفردا.
رابعا: تمتلك اليمن تضاريس جبلية وعرة الأمر الذي يجعل تلك الأرض عامل قوة للحوثيين .
خامسا: وبم أن الحوثيين هو الفصيل الباقي والذي استطاع تهديد اسرائيل ومصالحها وتهديد التجارة في البحر الأحمر ،منح الحوثيين شرعية لااقول دولية بل شرعية شعبية ،الامر الذي يزيد من عنادهم لإحساسهم بالجانب البطولي لأنفسهم .
وهنا نقول أنها من الممكن أن تكون حرب طويلة الأمد إذا طالت تجر المنطقة لحرب شاملة ضد إيران يدعمها الإسرائيليون منذ سنوات وفي هذه المرة ييشجعها بل ومن الممكن أن ينخرط فيها اللاعب الأمريكي .إذن هي حرب استنزاف وعض أصابع .
والإشكالية هنا أن ترامب يريد الانتصار الساحق ،وهو الأمر الذي لا يتحقق في مثل هذا النوع من الحروب .الأمر الذي يدفع بالإدارة الأمريكية مواجهة إيران لقطع الرأس وليس الذيل المتمثل في الحوثيين لأنه عند قطع الرأس يصبح الذيل ميتا لاضرر منه .
ولا ننسى دور الحكومة اليمنية الشرعية والتي يمكن أن يكون ذلك فرصة سانحة لها لاستعادة السيطرة على كامل التراب اليمني .
وهنا من المتوقع من الإدارة الأمريكية أن
١- تقوم باستهداف عبد الملك الحوثي نفسه بعملية مخابراتية على غرار عمليتا اغتيال هنية وحسن نصر الله اللتان نفذتهما اسرائيل.
٢ـ مساعدة الحكومة اليمنية الشرعية لتحقيق انتصارات على الأرض لاستعادة السيطرة .
٣ـ تحييد الرأس أو قطعه (إيران).
وننتظر الأحداث في قادم الأيام ربما يحدث متغيرات لانتوقعها . تعيد ترتيب المشهد.

بعد الإطلاع على المقال يمكنك متابعة مركز العرب على فسيبوك  وتويتر وشاهد قناتنا على يوتيوب

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى