أحمد السمنتي يكتب :تاريخ مصر مع فلسطين.. رفض دائم للتهجير
منذ نشأة القضية الفلسطينية، كانت مصر في طليعة الدول التي دافعت عنها، ورفضت بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم. هذا الموقف الثابت والمتجذر في السياسة المصرية لم يكن عابرًا أو عاطفيًا، بل هو انعكاس لرؤية استراتيجية تدرك خطورة تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وتهديد ذلك للأمن القومي العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص. في خمسينيات القرن الماضي، ومع تصاعد أزمة اللاجئين الفلسطينيين، برزت محاولات لفرض مخطط “الوطن البديل”، الذي دعا إلى تهجير الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، ومنها سيناء المصرية.
اقرأ أيضا؛
تصدت مصر لهذه المحاولات بكل حزم، وأعلنت بوضوح أن أرض سيناء ليست للبيع أو التوطين، وأن الفلسطينيين لهم وطن واحد لا بديل عنه. مع تطورات الأحداث في أعقاب نكسة 1967، واحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية، واجهت مصر محاولات دولية جديدة لتصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكانها إلى خارج أراضيهم. ورغم الضغوط الدولية، تمسكت القيادة المصرية برفضها لأي تسويات تمس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الحل العادل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967. في السنوات الأخيرة، ومع الإعلان عن “صفقة القرن”، تصاعدت المحاولات لإعادة طرح فكرة التهجير كجزء من الحل النهائي للقضية الفلسطينية. إلا أن مصر، بقيادتها الحكيمة ورؤيتها الثاقبة، رفضت بشكل قاطع هذا المخطط، مؤكدة أن القضية الفلسطينية لا يمكن تصفيتها عبر فرض حلول قسرية تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.
على الصعيد الشعبي، كان رفض فكرة التهجير موقفًا موحدًا للشعب المصري الذي اعتبر القضية الفلسطينية جزءًا من ضميره الوطني. شباب مصر، بوعيهم وإدراكهم للمخاطر المحيطة، يقفون اليوم صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية في كافة قراراتها لحماية الأمن القومي المصري والعربي، وللدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. إن دعم شباب مصر للقيادة السياسية لا يقتصر فقط على التصفيق للقرارات، بل هو إيمان حقيقي بحكمة القيادة في إدارة الملفات الإقليمية والدولية الحساسة. فمصر، بتاريخها ومكانتها، ليست مجرد طرف في هذه القضية، بل هي صمام الأمان الذي يحمي حقوق الشعب الفلسطيني، ويمنع تمرير المخططات التي تستهدف استقرار المنطقة.
ختامًا، فإن تهجير الفلسطينيين ليس مجرد مؤامرة على شعب مظلوم، بل هو محاولة لضرب استقرار المنطقة بأكملها. ومصر، بقيادتها السياسية الرشيدة وشعبها الواعي، ستظل الحصن المنيع الذي يقف في وجه هذه المخططات، وستواصل دورها التاريخي في الدفاع عن الحق الفلسطيني، مهما كانت التحديات.