رأي

عماد اليماني يكتب.. تأهيل ذوي القدرات الخاصة وتحقيق التكامل المجتمعي الحلقة الـ(15)

الكاتب هو العميد عماد اليماني الأمين العام لمركز العرب للأبحاث والدراسات

تحقيق الربح

نواصل اليوم الحديث عن (إستراتيجية بناء الإنسان واكتشاف المهارات)، الذي حاولنا فيه خلال الحلقات السابقة أن نوضح المفاهيم الحقيقية لوضع أطر عامة وخطط معلنة لتطوير الإنسان من خلال تدريبه وتأهيله لسوق العمل حتى يستطيع أن ينفذ الخطط التي تضعها المؤسسات لتحقيق أرباح والاستمرار في التنافس.

أصحاب الهمم

وعلى الرغم من أننا تحدثنا عن التخطيط الاستراتيجي بشكل مفصل، سوف نستكمل إن شاء الله الحديث عن النتائج المرجوة من التخطيط الاستراتيجي، وقبل أن نتحدث عن هذا المحور المهم أردت اليوم أن ألقي الضوء على دور (ذوي القدرات الخاصة) في المنظومة الخاصة بالتدريب والتأهيل.

 مناشدات برلمانية

وخاصة أن سوق العمل يخصص 5% من إجمالي العمالة لهؤلاء، وهناك مناشدات برلمانية برفع النسبة إلى 10%، لذلك يجب أن نوضح بعض المفاهيم التي يجب اتباعها إن من العبث أن نتغافل الحديث عن تدريب وتأهيل ذوي القدرات الخاصة ليكون لهم دور مساند لبناء الوطن، وخاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اختصهم والمرأة بعدد من الميزات ومنحهم حقوقهم الكاملة.

تأهيل ذوي القدرات

ولذلك سوف أخصص حلقة اليوم عن الحديث عن محورين مهمين من محاور العمل على تأهيل ذوي القدرات الخاصة بشكل علمي، على أن أستكمل الحديث عن المحاور الستة الأخرى في المقال المقبل.

التكامل الاجتماعي

العنصر الأول من عناصر تدريب وتأهيل أصحاب القدرات هو تحقيق التكامل الاجتماعي لهم داخل مجتمعهم في كل المراحل السنية من طفولة ونشء وشباب ورجال، وهذا الأمر يتطلب مجهودا جبارا من كل أجهزة الدولة لتحقيق ذلك.

مجهودات كبيرة

فعندما نحقق التكامل الاجتماعي لأصحاب الهمم فنحن بذلك نصنع مجتمعا قويا يتحقق فيه كل عوامل النجاح، وخاصة أن المجتمعات العربية تحتاج إلى مجهودات كبيرة لتحقيق التكامل الاجتماعي ودمج أصحاب القدرات الخاصة في المجتمع، وهو موضوع يحتاج إلى مساحات من الوقت والجهد حتى نحقق ذلك، ونغير من ثقافة التعامل مع أصحاب القدرات.

مستوى الوعي

العنصر الثاني هو رفع مستوى الوعي وتغيير نظرة المجتمع نحو الأشخاص ذوي القدرات الخاصة، فعملية رفع الوعي قضية مهمة ترتبط بكل المؤسسات، ولابد أن يشارك فيها كل المؤسسات، لأن رفع الوعي في التعامل مع أصحاب الهمم يؤدي إلى التكامل الاجتماعي الحقيقي، فيكون المجتمع بلا تنمر أو تلاسن أو نظرة دونية لبعض أفراد المجتمع، وبذلك يتعافى المجتمع نفسيا.

النظرة الدونية

إن النظرة الدونية لأصحاب القدرات الخاصة من بعض الجهلاء تخلق حواجز نفسية لهم وتجعلهم يحقدون على المجتمع، ولا يقدمون شيئا للمساهمة في بناء التكامل المجتمعي، وخاصة أن أصحاب القدرات لديهم إحساس مرهف، يتطلب من الجميع معاملتهم بالحسنى.

إحداث التكامل

وسوف أستكمل في المقال القادم الحديث عن باقي الركائز التي يتم البناء عليها لإحداث التكامل مع أصحاب الهمم وخاصة فيما يتعلق بإشراك أصحاب القدرات الخاصة في صنع القرار والتأهيل والتدريب والدمج في المدارس وغيرها من الأمور.. حفظ الله مصر وألف بين قلوب أهلها.

 

اظهر المزيد

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى